زاد الاردن الاخباري -
أعلنت رئيسة المفوضية الاوروبية أورسولا غيرترود فون دير لاين الخميس، استعداد الاتحاد لبحث فكرة التنازل عن حقوق الملكية الفكرية للقاحات المضادة لكورونا، بعدم اعلنت واشنطن تأييدها لمثل هذه الخطوة.
وقالت لاين في كلمة لمعهد الجامعة الاوروبية في فلورنسا ان "الاتحاد الاوروبي مستعد أيضا لبحث اي مقترح يتعاطى مع هذه الازمة بطريقة فعالة وبراغماتية1"
وأضافت "لهذا نحن مستعدون لبحث كيف يمكن لمقترح الولايات المتحدة حول التنازل عن حقوق الملكية الفكرية للقاحات المضادة لكوفيد- 19 ان يحقق ذلك الهدف".
“قرار تاريخي"
وكانت الولايات المتحدة اعلنت الأربعاء أنها تؤيد رفع براءات اختراع اللقاحات المضادة لكورونا، في موقف استثنائي يأتي فيما تعاني الدول الفقيرة من نقص كبير من الجرعات، ومع تفاقم الوضع الوبائي في الهند، حيث سجلت حصيلة وفيات قياسية بلغت أربعة آلاف في الساعات الـ 24 الماضية.
وسجلت الهند 412 ألف إصابة جديدة بالوباء في 24 ساعة، بحسب أرقام رسمية نشرت الخميس. وهذا يرفع الحصيلة الإجمالية في الهند الى أكثر من 230 ألف وفاة و21 مليون إصابة، وهو رقم يعتبر الخبراء أنه قد يكون أعلى بكثير.
وقالت ممثلة التجارة الأمريكية كاثرين تاي في بيان إن حقوق الملكية الفكرية للشركات مهمة، إلا أن واشنطن ”تدعم التنازل عن تلك الحماية للقاحات كوفيد-19“. وأضافت ”هذه أزمة صحية عالمية، والظروف الاستثنائية لجائحة كوفيد-19 تستدعي اتخاذ تدابير استثنائية“.
من جهته، أشاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الأربعاء بـ“قرار تاريخي“.
وقال داميان أوكونور، الوزير النيوزلندي للزراعة والأمن الحيوي ”نرحب بشدة وندعم بقوة اقتراحات رفع براءات اختراع اللقاحات. نعمل بشكل فاعل مع شركائنا لإحراز تقدم في هذا الملف“.
حتى الآن، تملك المختبرات الأمريكية بشكل أساسي براءات الاختراع، وهي تعارض عموما هذا الأمر لأنه سيحرمها من عائدات مالية ضخمة تدرها اختراعاتها.
واتصلت وكالة فرانس برس بشركات الأدوية الأمريكية جونسون آند جونسون وفايزر وموديرنا بعد ظهر الأربعاء، لكنها لم تتلق ردا.
وفي بيان له الأربعاء، اعتبر ”الاتحاد الدولي للمصنعين والجمعيات الصيدلانية“ أن قرار الولايات المتحدة ”مخيّب للآمال“.
وأضاف ”نتفق تماما مع الهدف المتمثل في مشاركة اللقاحات المضادة لكوفيد-19 بشكل سريع وعادل في جميع أنحاء العالم. ولكن كما قلنا مرارا وتكرارا، فإن التعليق (لبراءات الاختراع) هو الحل السهل ولكن الخاطئ لمشكلة معقدة“.
من جهته، اعتبر ستيفن أوبل، رئيس الاتحاد الأمريكي لصناعة الأدوية، أن هذا القرار يمكن أن ”يضعف بشكل أكبر سلسلة الإمداد التي تشهد صعوبات أساسا ويشجع انتشار لقاحات مزورة“.
وأضاف أنه يجب بدلا من ذلك معالجة مشكلة التوزيع والتوفير ”المحدود“ للمواد الأولية.
الهوة تتسع
ويأتي إعلان واشنطن فيما تتزايد الهوة بين الدول المحرومة والدول الغنية حيث تتسارع حملات التلقيح، التي ستصل قريبا في الولايات المتحدة إلى شريحة المراهقين وفي كندا إلى الأطفال فوق سن 12 عاما، ما يتيح رفع القيود الصحية تدريجيا، كما حصل في الدنمارك، حيث بات الوضع الوبائي تحت السيطرة وسيتم الخميس فتح دور السينما والمسارح ومراكز الرياضة مع إبراز وثيقة كورونا، وهي جواز صحي يثبت نتيجة فحص سلبية لا تزيد مدتها عن 72 ساعة أو تلقي اللقاح أو الشفاء من كورونا في الآونة الأخيرة.
وبعدما حثتها منظمة الصحة العالمية على التضامن في مجال اللقاحات، بحثت الدول الأعضاء في مجموعة السبع (الولايات المتحدة واليابان وكندا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا) الأربعاء في لندن، سبل زيادة مساعدتها المالية أو تقاسم الجرعات الفائضة لمساعدة الدول الفقيرة.
واضطر وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار الذي خالط مصابين محتملين، للمشاركة في الاجتماع افتراضيا.
في الهند، تغص المستشفيات بالتجهيزات من الأكسجين والأدوية والأسرة رغم المساعدات الدولية التي تتدفق إلى البلاد.
وتطالب الهند وجنوب أفريقيا بشكل خاص بالرفع المؤقت لبراءات الاختراع عن اللقاحات من أجل التمكن من تسريع الإنتاج، لكنّ بعض البلدان بما في ذلك فرنسا تعارض الأمر.
وتطالب باريس بدلا عن ذلك بتقديم هبات لصالح الدول الفقيرة.
في الهند، أعلن البنك المركزي عن ضخ 6,7 مليار دولار من القروض الميسرة للنظام الصحي المتداعي الذي يواجه صعوبات في معالجة المرضى الذين يتوفى بعضهم على أبواب المستشفيات.
أما ماليزيا التي تواجه أيضا موجة جديدة فعمدت إلى تشديد القيود في العاصمة كوالالمبور حيث ستبقى المتاجر الأساسية فقط مفتوحة.
وسجلت الأرجنتين، سادس دولة أكثر تضررا بالوباء في أميركا اللاتينية نسبة إلى عدد سكانها، الأربعاء، رقما قياسيا جديدا في عدد الوفيات الناجمة عن وباء كوفيد-19 الذي أودى بحياة 633 شخصا في الساعات الـ 24 الأخيرة.
في لندن بحث وزراء خارجية دول مجموعة السبع في أول اجتماع حضوري منذ سنتين، كيفية توزيع اللقاحات بشكل أكثر عدلا.
ويواجه برنامج ”كوفاكس“ الدولي المدعوم من منظمة الصحة العالمية والذي يوزع بشكل خاص لقاح أسترازينيكا صعوبات. ولم يتمكن حتى الآن من تسليم سوى 49 مليون جرعة في 121 دولة ومنطقة مقابل هدف ملياري جرعة في 2021.
وتسبب الوباء بوفاة أكثر من 3,2 مليون شخص في العالم منذ أن أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور كوفيد-19 في نهاية كانون الأول/ديسمبر 2019 بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس الأربعاء.