زاد الاردن الاخباري -
طالبت الأمم المتحدة، الخميس، إسرائيل بـ"التزام أقصى درجات ضبط النفس" في حي الشيخ جراح، بمدينة القدس المحتلة، فيما أعرب مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية عن قلق واشنطن البالغ "إزاء احتمال إخلاء عائلات فلسطينية من حي سلوان والشيخ جراح، حيث يعيش العديد منهم في تلك المنازل منذ أجيال".
الامم المتحدة
جاء ذلك في بيان أصدره المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، بشأن "تصاعد التوترات والعنف في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية".
ومنذ أيام، يسود التوتر حي "الشيخ جراح" وسط القدس المحتلة، عقب تهديد القوات الإسرائيلية عددا من العائلات المقدسية بإخلاء منازلها لصالح جمعيات استيطانية.
والأحد، أجّلت المحكمة العليا الإسرائيلية، إصدار قرارها بهذا الشأن، وأمهلت الطرفين 4 أيام (حتى اليوم الخميس)، للتوصل إلى اتفاق بينهما، قبل أن تصدر قرارها النهائي.
ودعا البيان الذي اطلعت عليه الأناضول "الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى الوقوف بحزم ضد العنف والتحريض".
وقال وينسلاند: "أدعو القادة السياسيين والدينيين والمجتمع الأهلي من كلا الطرفين إلى الوقوف بحزم ضد العنف والتحريض وإذا لم يتم التعامل مع الوضع فقد يخرج عن السيطرة"، وفق البيان.
وأضاف: "أشعر بقلق عميق إزاء تصاعد التوترات وأعمال العنف في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، منذ بداية شهر رمضان المبارك".
وطالب المسؤول الأممي "قوى الأمن الإسرائيلية بضرورة أن تمارس أقصى درجات ضبط النفس".
وشدد على أهمية "محاسبة مرتكبي أعمال العنف من جميع الأطراف وتقديمهم بسرعة إلى العدالة".
وأكد أن "التطورات الأخيرة المتعلقة بطرد عائلات فلسطينية في الشيخ جراح وأحياء أخرى في القدس الشرقية المحتلة مقلقة للغاية".
وحث "إسرائيل على وقف عمليات الهدم والإخلاء بما يتماشى مع التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي".
الولايات المتحدة تحذر
وفي تعليقه على الأحداث والتطورات في الحي الواقع بالقدس الشرقية، شدد المسؤول الاميركي لقناة الحرة التابعة لوزارة الخارجية على ضرورة تجنب أي خطوة من شأنها تصعيد التوتر.
وقال: "كما قلنا باستمرار إنه من الأهمية بمكان تجنب الخطوات الأحادية الجانب التي تؤدي إلى تفاقم التوترات أو تبعدنا عن السلام وهذا يشمل عمليات الإخلاء والنشاط الاستيطاني وهدم المنازل".
واعتقل فلسطينيان وأصيب 10 آخرون خلال مواجهات اندلعت، الاثنين والثلاثاء، مع الشرطة وحرس الحدود الإسرائيليين في الشيخ جراح، بحسب الشرطة الإسرائيلية والهلال الأحمر الفلسطيني.
اندلعت المواجهات في وقت تواجه عائلات فلسطينية أوامر بالإخلاء من حي الشيخ جراح في إطار سعي الجمعيات الاستيطانية المتواصل لتهويد المنطقة وإسكان مستوطنين يهود فيها.
ووصلت الشرطة الاسرائيلية وحرس الحدود بعد تظاهرة تضامن مع سكان الحي. وقالت الشرطة "إن عشرات المتظاهرين تجمعوا في احتجاج غير قانوني، وألقى المحتجون الحجارة والزجاجات على قوات الأمن وأوقفوا حركة المرور".
وتسعى الجمعيات اليهودية المطالبة بالأملاك حاليا إلى إخلاء منازل 58 فلسطينيا، وفقا لمنظمة السلام الآن. ومن المقرر أن تعلن المحكمة العليا الإسرائيلية حكمها في شكاوى رفعتها أربع من العائلات الفلسطينية الخميس.
كان الأردن أقام، حين كانت القدس الشرقية تخضع للسبادة الأردنية قبل 1967، في حي الشيخ جراح مساكن لإيواء الفلسطينيين الذين هُجِّروا عام 1948 ولديه عقود إيجار تثبت ذلك.
وبحسب وثائق نشرتها وزارة الخارجية الأردنية، فإن الوثائق تخص 28 عائلة في حي الشيخ جراح هُجِّرت بسبب حرب عام 1948.
ويقع الشيخ جراح على بعد خطوات من باب العامود، المدخل الرئيسي للبلدة القديمة الذي جرت فيه مواجهات عنيفة خلال العشرة أيام الماضية من رمضان، وما زالت تجري مناوشات بين وقت وآخر بين شبان فلسطينيين وقوات الشرطة الإسرائيلية.