تزداد أعداد الراكضين إليك عند كل زحمة سيارات..يريدونك أن تفتح شباكك..يستعطفونك..من الآخر: يشحدون منك..! قد يكون طفلاً أو طفلة ؛ فتاة أو امرأة عجوزاً.. كلّهم يصرّون على أنهم يمتلكون احتياطيات كونية من البؤس والحزن الذي يندلع في أعينهم..! قلتُ لكم العدد يزداد..هنا الخوف..هنا التوقّف..!
أينما ذهبت يقول لي الناس أن الناس تغيّرت وأن الجوع واضح في عيون الكثيرين..يقولون أيضاً أنهم خائفون من بُكرة..وبُكرة هذا يأتي ويغيب ثم يأتي ويغيب وهكذا دواليك..!
أعرف أني ألفّ وأدور حول ما أريد قوله..نفسي أحكي بالمشرمحي..لكنّ المشرمحي هنا لا يليق بكاتب مثلي ولا بجريدة مثل الدستور؛ لكنه يليق بواقع مزيّف نعيشه بكل مراحل تزييفه لأننا الأدوات و النتيجة..!
اسمعوا: بالمختصر؛ الناس بدها مصاري..الناس طفرانة..الناس ماكلة خوى..الناس ضايجة..الناس تعبانة..الناس واقفة على نقرة..الناس تستنى بشيء يحدث لا تعلم ما هو..الناس مضروبة على راسها..الناس روحها بمناخيرها..الناس خربانة..الناس مريضة..الناس مش عارفة وين رايحة..الناس ليست هي الناس التي تعرفونها..!
الناس نهاية مفتوحة..مفتوحة مفتوحة..وكل ما أخشاه أن المكتوب على ظهورهم الآن: إلى اللقاء قريباً في الجزء الثاني.
كامل النصيرات