زاد الاردن الاخباري -
قال خليل تكفجي خبير الخرائط والاستيطان في بيت الشرق إن الوثائق التي تم استخراجها من الأرشيف العثماني تؤكد أن حي الشيخ جراح وخاصة البيوت التي يطالب بها المستوطنون الإسرائيليون، هي ملكية فلسطينية خالصة، لكن الاحتلال الإسرائيلي يعمل منذ أكثر من عقد على نقل ملكية هذه البيوت إلى المستوطنين بهدف تفتيت وحدة الحي.
وأضاف تكفجي خلال مشاركته في (المسائية)، الخميس، على الجزيرة مباشر أنه تم التوصل إلى أوراق من الخارجية الأردنية تؤكد ملكية هذه البيوت للسكان المقدسيين بموجب اتفاق بين المملكة الأردنية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في خمسينيات القرن الماضي.
وتواجه 28 عائلة فلسطينية لاجئة في حي الشيخ جراح بالقدس تهديدات يومية بالطرد من منازلها.
وبدأت قصة هذه العائلات الفلسطينية باللجوء بعد النكبة إلى الحي في العام 1956 إبان الحكم الأردني للضفة الغربية، لكن منذ العام 1972 تكافح هذه العائلات المقدسية عبر المحاكم الإسرائيلية لمنع تهجيرها.
وشدد تكفجي على أن ما يقع اليوم في القدس الشرقية عبارة عن تطهير عرقي ومحاولة تطويق الأحياء الفلسطينية بالوحدات والبؤر الاستيطانية وبعد السيطرة عليها تبدأ مرحلة طرد المقدسيين.
وتابع تكفجي أن حي الشيخ جراح من أهم أحياء القدس الشرقية الذي لا يزال محافظا على خصوصيته المقدسية، ولذلك فإن هدف إسرائيل هو تفتيت الحي وتحويل ملكيته من ملكية مقدسية فلسطينية الى ملكية إسرائيلية بصورة تدريجية، مبرزا في ذات السياق أن مخاوف الفلسطينيين نابعة من كون "المحكمة العليا الإسرائيلية والقضاة كلهم يهود ويسعون جاهدين لتهويد حي الشيخ جراح”.
من جهته أوضح حاتم عبد القادر الوزير الفلسطيني السابق لشؤون القدس أن الوثائق التي سلمتها الخارجية الأردنية لمحامي الأسر المهددة بالإخلاء سيتم ضمها للملف وستقدم للمحكمة الإسرائيلية العليا، الإثنين المقبل.
وكشف عبد القادر أن هذه الوثائق قد لا تغير الشيء الكثير في مسار القضية، لكن من الأهمية بمكان أن تفهم المحكمة الإسرائيلية أن هذه الوثائق تؤكد وجود اتفاق بين الحكومة الأردنية ووكالة الأونروا ولا دخل لإسرائيل أو المستوطنين فيها.
وتخوف عبد القادر من القرار النهائي للمحكمة العليا الإسرائيلية التي سبق أن أوصت بالتوصل إلى تسوية بين المقدسيين والمستوطنين، وهي التسوية التي رفضها سكان حي الشيخ جراح لأنها تتضمن إقرارا بملكية المستوطنين لهذه البيوت والأراضي.
وقال عبد الفتاح سكافي أحد الأهالي المتضررين بحي الشيخ جراح إن الأسر الفلسطينية تعرضت للمساومة لكننا نحن "نرفض كل التسويات طالما أن الأمر يتعلق بأرض فلسطينية غير قابلة للتهويد”.
وأضاف قائلا "تم تهجير أهلي من القدس الغربية إلى القدس الشرقية خلال النكبة، وهذه الوحدات السكنية إلى جانب الكروت التموينية تم تسليمها من قبل الأونروا للمقدسيين في العام 1950 برعاية المملكة الأردنية”.
وتابع "نرفض كل التسويات التي تحاول تهويد هذه البيوت المقدسية كما أننا نرفض أن نكون سكان محميون” يأتي ذلك في الوقت الذي تتصاعد فيه حملات التضامن العربي والدولية مع سكان الحي ضد استفزازات المستوطنين الإسرائيليين المدعومين من قوات الاحتلال.
وعلى الصعيد الميداني، قالت الصحفية المقدسية ريناد شرباتي إن اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي زادت حدتها هذا الخميس، خاصة بعد أن قام أحد المستوطنين برش غاز الفلفل على الصائمين قبل صلاة المغرب، ما تسبب في اندلاع مواجهات تخللها اعتداء على السكان المقدسيين أصيب خلالها أكثر من 20 فلسطينيا.
(الجزيرة مباشر)