زاد الاردن الاخباري -
أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أن القضية الفلسطينية تشكل جوهر الصراع في المنطقة، وأن حلها على أساس استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، هو مفتاح معالجة مختلف جوانب الصراع العربي – الإسرائيلي، وحل العديد من المشكلات التي تواجه الشرق الأوسط.
وأشار جلالته، في جلسة حوارية مع عدد من القيادات الإعلامية والفكرية والسياسية في الولايات المتحدة الأميركية في معهد بروكنجز اليوم الاثنين، إلى ضرورة تكثيف المجتمع الدولي لجهوده لاستئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس حل الدولتين.
ووصف جلالته المصالحة الفلسطينية بالخطوة المهمة لتوحيد الصف الفلسطيني وترتيب أوضاعه الداخلية، بما يسهم في تحسين الأوضاع المعيشية للشعب الفلسطيني وتمكينه من بناء مستقبل أفضل له.
وتطرق جلالته في الجلسة إلى الخطوات والإجراءات التي تعمل المملكة على تنفيذها لتحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي الشامل، بما يسهم في تحديث وتطوير الأردن وتعزيز مسيرته الديمقراطية، وتعظيم مشاركة الأردنيين والأردنيات في عملية صنع القرار، وتحقيق طموحاتهم المستقبلية.
وأكد جلالته ثقته بنجاح عملية الإصلاح، لكنه أشار إلى جملة من التحديات الاقتصادية التي تواجه المملكة وسبل التعامل معها، مشيرا في هذا الصدد إلى الأزمة المالية والاقتصادية العالمية وتأثيراتها على الأردن.
وأشار جلالته في الجلسة الحوارية إلى ملتقى الأعمال الأردني الأميركي الأول الذي سيعقد في 21 الشهر الحالي بمشاركة 150 شخصية اقتصادية من مختلف الشركات العالمية ومجتمع الأعمال، وقيادات القطاعين العام والخاص في الأردن والولايات المتحدة الأميركية، والذي يأتي في ظل حرص جلالة الملك على تشجيع القطاع الخاص والشركات العالمية الرائدة للقدوم والاستثمار في المملكة، مما يسهم في توليد فرص العمل ومحاربة البطالة.
ولفت جلالة الملك في الجلسة إلى ترحيب قادة دول مجلس التعاون الخليجي بطلب الأردن الانضمام إلى المجلس، مؤكدا ان هذه الخطوة تصب في اتجاه تمتين أواصر علاقات التعاون بين المملكة ودول الخليج العربي والارتقاء بها في مختلف المجالات، وتحقيق التكامل والشراكة بين الاردن والدول الخليجية.
وتناول جلالته، في رده على أسئلة الحضور، رؤيته حيال المستجدات والتطورات التي تشهدها الساحة العربية، ومستقبل منطقة الشرق الأوسط.
وحضر الجلسة الحوارية سمو الأميرة عائشة بنت الحسين، ومستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام والاتصال أمجد العضايلة، ووزير الخارجية ناصر جودة، ووزير التخطيط والتعاون الدولي جعفر حسان، والمستشار في الديوان الملكي الهاشمي عامر الحديدي، والسفيرة الأردنية في واشنطن الدكتورة علياء بوران.
ويعد معهد بروكنجز، الذي تأسس عام 1916، من أهم المؤسسات الدولية المتخصصة في شؤون السياسات الخارجية، والدراسات والأبحاث، وموضوعات الاقتصاد العالمي والتنمية. وللمعهد مجلس أمناء يتألف من قادة أعمال وأكاديميين ومسؤولين حكوميين سابقين وقادة ومخضرمين في المجتمع الأميركي.
وقال نائب رئيس المعهد، مارتن أندك، في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن جلالة الملك أكد خلال الحوار التزامه بالإصلاح السياسي والاقتصادي ضمن استراتيجية ينتهجها الأردن للمضي قدما في الإصلاحات.
وأضاف أن الحضور يعتقدون أن الالتزام بالإصلاح خطوة مهمة وجدية من جلالته، مشيرا إلى أن الاردن ورغم التحديات التي يواجهها من حيث الموقع الجغرافي وشح موارده الطبيعية، فإنه يعتمد على تطوير موارده البشرية للتغلب على مختلف التحديات.
وقال إن جلالة الملك لا يحمل رؤية جريئة في الإصلاحات فقط، بل يسعى إلى أن يكون الأردن نموذجا في الإصلاح لدول المنطقة.