خاص - عيسى محارب العجارمه - وغيرك لا اطريه الا تكلفا، هذا هو شعاري ودثاري، بمواقف الأردن الهاشمي، ملكا وجيشا وشعبا، سواء بحرب غزة وانتفاضة القدس الحالية ، أو غيرها من ايام الأمة العربية المجيدة، فلسان حال الأردن، انه بدر بكل لسان يقبل المدحا.
اما الشعب العربي الفلسطيني الشقيق أرضا وحجرا ومقاومة، فان يكن سهمي قاصرا عن رميتي. فلا يمنعني ذلك من مديحه باروع عبارة، ولكنني اطرب لموقف سيد البلاد، ابا الحسين المفدى، من القدس وأهلها، وملخصه قول الشاعر :- وقد يذب عن اشباله الأسد.
كيف لا والملك عبدالله الثاني، نال شرف الجهاد والكرامة معا، فهو المقاتل الدارع، والعسكري البارع، وهو خير من يدرسنا، فن إدارة الحرب مع إسرائيل، فهو يعرف الخطط والاسلوب التي تنفذها إسرائيل لمواجهة الامتين العربية والإسلامية. ويحفزنا لحشد طاقاتنا وترتيب أمورنا والاطلاع على ما عند غيرنا.
فقد دأبت الحركة الصهيونية ووليدتها إسرائيل، على الاخذ بالمثل الهندي المشهور :- اذا أحاط بك الأعداء فانظر إلى ما بعدهم واربح أصدقائك هناك، فكانت رحلة التطبيع الخليجي هي صدى هذا المثل، ليصبح الوضع خلاف الروم خلفك روم ، ناهيك عن أن إسرائيل هي قاعدة استعمارية متقدمة، تخدم المصالح الغربية، وتحبط الوحدة العربية، كما أن الغرب ينظر لليهود كتاريخ مشترك، فهولاء يدينون بالعهد الجديد واليهود يدينون بالعهد القديم.
فامن إسرائيل وديمومتها، هدف حيوي لامريكا، وهي مستعدة للدخول في حرب من أجل ذلك، فعلى من يطالب الأردن بفتح الحدود مع الضفة الغربية الحبيبة ان يعي تلك الأمور جيدا، ولا إن ننسى ان إسرائيل لها ما لها من قدرات فائقة في مجال حرب النجوم منذ عام ١٩٨٣، مما عزز نظرية الأمن الإسرائيلية ودعم القدرة البحرية والجوية والبرية لديها فما بالك اليوم.
فالاردن وجيشه ومليكه المفدى، بالنسبة للقدس وأهلها خاصة، وفلسطين عامة، يقال فيه :- وجدتك أنصر لي من يدي، فهو بلد المهاجرين والانصار، وأرض الحشد والرباط، ولأن الشيء بالشئ يذكر ، فحينما زار جلالة الملك الحسين المعظم رحمه الله الجولان يوم 19/10/1973 لتفقد التشكيلات العسكرية الاردنية على الجبهة السورية بعث برقية التالية لدمشق يقول فيها :-
سيادة الأخ الرئيس حافظ الأسد،
انني ولأن تواجدت اليوم بين اخواني في السلاح رجال اللواء الأربعين على أرض سورية العزيزة الشقيقة، فبصفتي شقيقهم بالسلاح واخاهم وهم يؤدون واجبا مقدسا ورثوه وورثناه معهم عن آبائنا واجدادنا في الذود عن حياضها بالمهج والارواح، اغتنم هذه الفرصة، وانا مقدر كل التقدير، بكل ما تتحملون الان من أعباء وواجبات، تاخذ من وقتكم جله، ومن جهدكم كله، اضن ان اخذ منه لحظات حيث ابعث لك برسالتي هذه احييكم فيها، باسم كل اخواني واخوانكم في القوات المسلحة العربية الاردنية، على خط المجابهة الطويل، وكل أبناء اسرتي الاردنية الكبيرة، وانقل لك ولكل أبناء سورية الحبيبة ورجال قواتها المسلحة والقوات العربية الشقيقة تحياتنا وتقديرنا واعتزازنا باخواننا سدد الله خطانا جميعا لبلوغ اعز الأهداف والغايات انه ناصر الحق وعليه الاتكال.
وعليه فإن موقف ابا الحسين وابنه الحسين من فلسطين ومقاومتها المجاهدة، هو موقف الحسين العظيم واللواء المدرع الأربعين في حرب الجولان ١٩٧٣، فما اشبه الليلة بالبارحة، ولكن ظلم ذوي القربى أشد وطأ من الحسام المهند.
فكل عام وانتم بالف بخير وصحة وسلامة.