زاد الاردن الاخباري -
بدت وخلال الساعات القليلة الماضية صورة المفارقة أوضح من أي إمكانية لإنكارها على صعيد علاقات الأردن الرسمية وغير الرسمية مع طرفي المعادلة في تمثيل الشعب الفلسطيني.
تكفّل القطب البرلماني الأردني خليل عطية بالتعليق والرد في القاهرة على ممثل برلمانيي فلسطين عزام الاحمد الذي أنكر دور الأردن في مساندة الشعب الفلسطيني ضد صفقة القرن مما أغضب النائب عطية ودفعه للتذكير بدور الملك عبد الله الثاني وبالعواقب الاقتصادية والسياسية التي طالت بلاده جراء موقفها ضد صفقة القرن.
وهو في تطور لافت جدًّا لمسار الأحداث كان الزعيم السياسي للحركة خالد مشعل يرسل تحيّاته للأردنيين قيادة وشعبا ويظهر صوته لأول مرة على محطة إذاعية المحلية مؤكدا وقوف الشعبين الأردني والفلسطيني في خندق واحد ومجددا الشكر للقيادة الأردنية على موقفها الداعم.
على الهواء الأردني المباشر أعاد مشعل التأكيد على الوصاية الهاشمية الاردنية في القدس وهو موقف سياسي للمقاومة قد يساهم حسب مراقبين دبلوماسيين في إعادة انتاج المشهد واستعادة المبادرة خلافا لأنه موقف يوحي بأن شيئا ما يتغير على جبهة موازية وفي اجتماعات البرلمان العربي في القاهرة تصدر النائب الاردني خليل عطية المشهد عندما رفض تمرير مداخلة للقيادي الفتحاوي عزام الأحمد يقول فيها بأن أحدا لم يساعد فلسطين في افشال صفقة القرن.
وأصر عطية على الكلام والتعليق موجها الحديث للمجتمعين وللأحمد وقال بأن الملك عبد الله الثاني وشعبه قدما مواقف لا تنسى ولا يجوز استثناء هذه المواقف من واجبات الشقيق تجاه شقيقه.
وقال عطية في اشتباك سياسي مع عزام الأحمد إن الشعب الفلسطيني لم يكن وحيدا وإن الاردن دفع وتعرّض لمؤامرات بسبب مواقف الملك من القضية الفلسطينية والقدس.
وكان عزام الأحمد قد استفز عطية والوفد الأردني عندما اعتبر ان الشعب الفلسطيني افشل صفقة القرن وحيدا ودون مساعدة أحد وأصر الأحمد على قوله رغم أن عطية حاول لفت نظره بهدوء لموقف الاردن قائلا: “دون مساعدة احد اخي خليل”.
وتظهر كل هذه المعطيات أن مستوى الرهان الرسمي على العلاقات الأردنية مع السلطة الفلسطينية يتراجع ضمن المتغيرات التي فرضتها الحرب الإسرائيلية الحالية فيما يتقدّم الأردنيون وبخطوات من الصعب تجاهلها نحو التواصل الإرادي سياسيا وامنيا مع المقاومة وتحديدا مع حركة حماس.
وخلافا لما فعله ويفعله قادة السلطة الفلسطينية أصر جميع قادة حركة حماس على تقديم الشكر للأردن شعبا وقيادة وهو ما ورد على لسان رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية في مهرجان الدوحة.
وكانت حتى كتائب القسام وفي أحد بياناتها قد أعربت عن تقديرها للهبة التضامنية الشعبية والعشائرية الأردنية وللمساعدات التي يأمر بها الملك عبدالله الثاني تحت يافطة إغاثة قطاع غزة والمساعدة.