زاد الاردن الاخباري -
الشائع لدى كثيرات أن متلازمة تكيّس المبايض مرتبطة بالوزن الزائد عند النساء، حيث تصبح النصيحة الأولى إنقاص الوزن، لكن ما لا يعرفه البعض أن 30% من النساء المصابات بهذه المتلازمة من النحيفات.
والمؤسف أنه نظرًا لأن متلازمة تكيس المبايض ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالسمنة، فإن النساء النحيفات المصابات بها يتأخر تشخيصهن سنوات، وهو ليس التشخيص الوحيد المتأخر، ويمكن أن يكون هناك أيضًا تأخير في تشخيص مرض السكري وأمراض القلب لدى النساء النحيفات.
فقد كشفت الدراسات عن أن النساء النحيفات المصابات بمتلازمة تكيس المبايض لديهن نسبة 3 إلى 10% من حالات تأخر تشخيص مرض السكري، هذا على الأرجح لأن الأطباء لا يتوقعون عمومًا إصابة البالغين أو ذوي الوزن الطبيعي بمرض السكري أو مقاومة الإنسولين.
ويوصي الأطباء بفحص مستويات الإنسولين لدى جميع النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، بغض النظر عن وزنهن.
ورغم ارتباط مقاومة الإنسولين بالسمنة، فقد قدر الباحثون أن نحو 20 إلى 25% من النساء النحيفات (مؤشر كتلة الجسم أقل من 25) يعانين من مقاومة الإنسولين، ومن ثم هن الأكثر عرضة للإصابة بمرض السكري.
** القلق والتوتر
ترتبط متلازمة تكيس المبايض أيضا بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق، وكشفت إحدى الدراسات عن أن النساء النحيفات المصابات بمتلازمة تكيس المبايض أكثر عرضة لمشاكل القلق (مقارنة بالبدينات المصابات بتكيس المبايض)، ولديهن مقاومة أقل للتوتر، ولديهن مستويات أعلى من هرمون "إيه سي تي إتش" (ACTH)، وهو هرمون ينتج من الغدة النخامية، ويرتبط بزيادة الضغط على المدى الطويل.
في حين يرى الباحثون أن الصراعات النفسية للنساء النحيفات المصابات بمتلازمة تكيس المبايض تخل بالتوازن الهرموني؛ أي أن القلق يتسبب في تفاقم الاختلالات الهرمونية التي تؤدي بدورها إلى الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض.
** علاج تأخر الحمل
بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من السمنة، يمكن أن يساعد فقدان 5 إلى 10% من وزنهن الحالي في زيادة فعالية أدوية الخصوبة. ومع ذلك، لا ينطبق هذا على النساء النحيفات المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، في حين تستجيب النحيفات المصابات بمتلازمة تكيس المبايض لعلاجات رفع الخصوبة بصورة أكبر مقارنة بأقرانهن اللائي يعانين من الوزن الزائد.
وعادة يستخدم الميتفورمين (يحمل أسماء تجارية مختلفة) لمساعدة النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض على الحمل. والميتفورمين ليس دواء لعلاج مشكلات الخصوبة، ولكنه في الواقع مخصص لمقاومة الإنسولين. ومع ذلك، قد يحسن التبويض لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، ويجب استخدامه تحت إشراف الطبيب.
وكشفت الدراسات أيضا عن أنه عند استخدام الميتفورمين قد تنخفض مستويات هرمون التستوستيرون، ويتحسن مستوى الغلوكوز لدى النساء النحيفات المصابات بمتلازمة تكيس المبايض.
وفي دراسة أخرى، وجد الباحثون أن النساء النحيفات المصابات بمتلازمة تكيس المبايض حققن فرص نجاح في الحمل بنسبة 52% عند علاجهن بأدوية ضبط التبويض، مقارنة باللائي يعانين من زيادة الوزن أو السمنة مع متلازمة تكيس المبايض.
** نمط الحياة اليومي
هناك عادات في نمط الحياة وتغييرات يمكن أن تقوم بها النساء النحيفات المصابات بمتلازمة تكيس المبايض لتحسين صحتهن بشكل عام.
يمكن الاعتماد أيضا على تمارين المقاومة، وهي تمارين تدريجية على رفع الأثقال بهدف زيادة كتلة العضلات.
ويتم ذلك عن طريق زيادة الوزن ببطء، وقد تخشى بعض النساء أن يؤدي رفع الأثقال إلى تضخم العضلات لديهن "مثل الرجل"، ولكن هذا خوف لا أساس له.
ووجدت دراسة أجريت على النساء النحيفات المصابات بمتلازمة تكيس المبايض أن إضافة تدريب المقاومة ساعد في تقليل الدهون الحشوية (دهون البطن التي تزيد خطر مقاومة الإنسولين)، وتحسين اضطرابات الدورة الشهرية والتبويض، وزيادة كتلة العضلات الهزيلة.
عنصر كتلة العضلات مهم بشكل خاص، كلما زادت كتلة العضلات التي يحملها المرء زادت السعرات الحرارية التي يحتاجها للحفاظ على الوزن.
** الطعام والمكملات الغذائية
تناول العناصر الغذائية الصحية يحسن أداء وظائف الجسم، وقد ينعكس على انتظام الدورة الشهرية للنساء، سواء كن بدينات أو نحيفات.
يشار إلى أن البربرين مكمل غذائي طبيعي قديم، تم استخدامه في الصين منذ آلاف السنين كعلاج لمرض السكري والإسهال والعقم، وبدأ الباحثون استخدامه لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، وكانت النتائج مشجعة للغاية.
يُظهر البربرين (المتاح في الصيدليات في صورة مكملات غذائية) فوائد في تحسين مضاعفات التمثيل الغذائي المتعلقة بمتلازمة تكيس المبايض، وقد يسهم أيضا في تحسين الخصوبة.
وحسب دراسة، تم إعطاء بربرين لـ98 امرأة لديهن معاناة من انعدام الإباضة مع متلازمة تكيس المبايض؛ تحسنت الإباضة بمعدل 25% بعد 4 أشهر من تناول البربرين.