الدكتور: رشيد عبّاس - ..ولذا كان وقف إطلاق النار رغبة من إسرائيل قبل أن يكون رغبة من حماس, وحجة انه ضغط وطلب من بعض الدول على إسرائيل حجة واهية يرفضها العقل والمنطق البشري, وقف إطلاق النار الذي لوّح به نتنياهو بعد أكثر أسبوع من بدء المعركة كان نتيجة حتمّية للتقارير الميدانية العسكرية التي كان يُزوّد بها نتنياهو اولاً بأول, تلك التي أفادت ومنذُ اللحظة الاولى أن القبب الحديدية فشلت في التصدي لصواريخ حماس التي الحقت خسائر كبيرة وأخفاها الإعلام الإسرائيلية, وأن سلاح الجوّ الإسرائيلي فوق غزة لم يحقق الأهداف المرسومة له, فقد كان يبحث عن إبرة في كومة قش كبيرة كما يقول المثل, إضافة إلى الفوضى العارمة في جميع مناطق الـ48, ومناطق الـ67, مع وجود أكثر من أربعة ملايين إسرائيلي في الملاجئ.
هذه الاسباب وغيرها دفعت (الكابينت) وهو مجلس وزاري مصغّر للشؤون السياسية والأمنة في إسرائيل, ويتألف من عشرة أعضاء من حزبي العمل والليكود, خمسة عن كل حزب, دفعته إلى الاجتماع الطارئ, حيث كانت القضية المطروحة يوم الخميس الموافق 20 / 5 / 2021 م تتعلق بوقف إطلاق النار دون شروط, والذي استمر لساعات طويلة.., وبالإجماع تم التوصل إلى ضرورة وقف إطلاق النار فوراُ دون تأخير, وقد تم ذلك من خلال توجيه إشارات إلى الإدارة الأمريكية في هذا الشأن والتي أوعزت بدورها إلى بعض الدول العربية.
وللتذكير, المعركة بدأت في 6 / 5/ 2021 وانتهت في 21 / 5 / 2021, والتي كانت في اسرائيل، (الأراضي الفلسطينية), ومن ابرز اسبابها قرار المحكمة العليا الإسرائيلية بشأن إخلاء فلسطينيين من منازلهم في حي الشيخ جرّاح بمدينة القدس, وإغلاق الحكومة الإسرائيلية لباب العامود, ثم اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى, فقد بدأت الاشتباكات الإسرائيلية الفلسطينية بدأ بين متظاهرين فلسطينيين وشرطة إسرائيل نتيجة قرار المحكمة الإسرائيلية العليا بشأن إخلاء عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جرّاح إلى الجانب الشرقي من البلدة القديمة في القدس لصالح إسكان مستوطنين إسرائيليين..تفجرت الأحداث بعدما اقتحم آلاف من جنود الشرطة الإسرائيلية باحات المسجد الأقصى واعتدوا على المصلين وأسفرت عن إصابة أكثر من 205 فلسطيني في المسجد الأقصى وباب العامود والشيخ جراح, كما وقعت مواجهات عنيفة بعد اقتحام آلاف من أفراد الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى وأسفرت عن إصابة أكثر من 331 فلسطيني بينهم 7 حالات خطرة للغاية ومسعفون وصحفيون في المسجد ومحيط البلدة القديمة, ونتيجة لإفطار رمضاني في حي الشيخ جرّاح حيث يتم التضامن مع أهالي الحي وإعداد الطعام للمتضامنين الصائمين في الشيخ جرّاح, فقد تزامنت المواجهات مع الأيام العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك..انتهت الاشتباكات بوقف لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ في الساعة الثانية فجرًا من يوم الجمعة الموافق21 / 5 / 2021م ، وذلك بوساطة دولية تتزعمها مصر.
ويبقى السؤال ألاهم, لماذا انتصرت حماس..؟ وماذا كان ينقصها..؟
من الصعوبة بمكان تحليل أبعاد الانتصار بشكل عام ودقيق في أية معركة كانت, فالمعركة أية معركة لا يعلم (تكتيكات) ساحات وميادين قتالها إلا الله والقادة الميدانيين على أرض المعركة ومن الطرفين, لكن يمكن الوقوف على بعض ملامح الانتصار حيث الوقائع والشواهد والدلائل عليها,..وهنا نشهد هنا أن لا الله إلا الله, وأن محمداً رسول الله, ونشهد أن حماس انتصرت في هذه المعركة..معركة (سيف القدس).
انتصرت حماس وانتصارها هذا يعود إلى أسباب رئيسة, واسباب فرعية, اما الاسباب الرئيسة تتعلق بقادة حماس وقيادتها وقواتها(عناصرها) الميدانيين المتواجدين في الخنادق..خنادق الشرف, في حين أن الاسباب الفرعية فتتعلق بالدعم المادي والمعنوي من خارج الحركة مهما كان طبيعته وشكاله ومضامينه.
كان ينقص حماس ولعل القادم أجمل.., مضادات لقمع وقمع وصدّ الطيران الحربي الإسرائيلية, وأعتقد جازما أن الذي صنّع صواريخ بعيدة المدى قادراً على تصنيع مضادات لصدّ الطيران الحربي الاسرائيلي وقمعه, والبقية عند الخبراء المهندسين عندكم..
انتصار حماس أعاد للأمة العربية والاسلامية, وأعاد لأحرار الإنسانية, شيء من ما فُقد طيلة الـ(73) عام الماضية, ونقول: شكراً لكم شكراً يا أهل غزة ويا أهل حماس.. قادة وقيادة وقوات(عناصر) ميدانية, وكل نصر وأنتم بخير, وسيبقى سيف القدس مسلّط فوق رأس حارس الأسوار إلى أن يجيء وعد الله, ولا نشك في ذلك.
وبعد,
(سبّابة) التوحيد لقوات وعناصر حماس الميدانيين اثبتت انها فقط للتشهّد وللضغط على زناد الصواريخ, وليس للحس الكلام..