زاد الاردن الاخباري -
خاص - في زمن الازمات تبرز الحاجة الملحة وبشكل واضح للعيان القيادات الإدارية والفنية والفكرية الابداعية والتي تكون صاحبة السبق في وضع الخطط لإدارة الازمة ، لا بل الاستشعار بقدومها ، وتعمل على الاستعداد المثالي لها .. ، والادارة علم قائم بحد ذاته.
في الاردن كم ينقُصنا هذه الفئة والتي لم تظهر حاجتنا لها في ازمة "كورونا المُستجد" فقط ، فالمُستجد لدينا ليس كورونا ، المُستجد بكورونا في الاردن ، هو إدراك الناس حد اليقين ان الطبقة صانعة القرار التنفيذي "المدورة" في الاردن والمُعاد استخدامها اكثر من مره، لا تصلح لإدارة بوفيه يقدم قهوة وشاي "كرك" فقط !
الملف المالي والاقتصادي الاردني مثلاً ، بمناسبة ارتفاع الدين العام الى حدود خطيرة .. ، قبل ازمة كورونا كان يعمل بنظام القطعة ، والهدف الاول لمن في وزارة المالية هو شراء الوقت والمراحل ، وتمرير موازنة عاجزة من خلال مجلس نواب عاجز عن عمل مناقلات في بنودها ، موازنة تخلو تماماً من الحلول الابداعية او حتى نصف الابداعية ، قوِمها عجز واقتراض وسوء في التخطيط يرافقة سوء في التطبيق ، لتنكشف الامور في النهاية مع انقشاع السنة المالية ب"تخبيص" في التقديرات وعجز يفوق المقدر وغير المقدر ..(...)!
وزير المالية الحالي محمد العسعس ، لم نسمع منه او عنه اقتراحات حتى لو كانت بسيطة وسطحية لمحاولة مقاومة ومجابهة الازمة التي نعيشها ، فلا هو استشعر قدوم الازمة ، (رغم انه يحمل مخ غربي الفكر بواقع ان كل شهاداته من بلاد العم سام) ، ولا هو وضع خطط حتى لو كانت غير قابلة للتطبيق ابان حلول الازمة.
العسعس رغم انه ينتمى للتيار الرأسمالي المحافظ الحر والذي يضع القطاع الخاص بمكانة الشركاء ، الا انه لم يضع خطط او حتى افكار لمساعدة القطاع الخاص ، رغم التحفظ السيء الذي يملكه الاردنيين حول تيار المحافظين الجدد وشخوصه ، وما جلبه من خطط واهنه على الاقتصاد الاردني... ، باسم عوض الله مثال .
الرجل - المقصود هُنا العسعس - انصرف الى ما اسماه إعادة الهيبة لمنصب وزير المالية ، وانكب على اغلاق كل الطرق التي تصل اليه وبه ووضع نفسه في برجه العاجي وراح يرفع صوته هُنا وهناك ، في سبيل كسب هيبة الكرسي الوزاري ، وكان الاجدى به المحافظة على هيبة الموازنة من العجز والاقتراض المُذل لا السعي وراء هيبة كرسي زائل مع تعديل او تغير ..
بالمختصر ، آخر ما يحتاج اليه الاردني واقتصاده وهو يجتاز المئوية الاولى من عمر وطنه ، امثال ما تم التطرق اليه في متن هذه الكلمات ، المشكلة تكمن انه وبعد ان يُحصحص الحق ، وعندما يخرج وزير المالية من الحكومة (هذا ان خرج) ، وفي حال لم يتسلم موقعاً آخر اكثر اهميه !، يتحول الى محلل اقتصادي لكي يقترح على من يدير الملف الاقتصادي وقتها افكار لم يقترب هو من مناقشتها عندما كان يدافع عن هيبة كرسيه في الوزارة ..!