زاد الاردن الاخباري -
يترقب أحباء كرة القدم الأوروبية موعداً تاريخياً مع قمة مباريات الموسم الحالي في القارة نهاية الشهر الجاري، عندما يصطدم الثنائي الإنجليزي مانشستر سيتي وتشيلسي، في نهائي دوري أبطال أوروبا.
وستشهد المباراة صداماً عربياً، حيث يتواجه النجم الجزائري رياض محرز جناح سيتي، والنجم المغربي حكيم زياش صانع ألعاب البلوز، في قمة مغاربية خاصة.
ويسعى كل من محرز وزياش لكتابة التاريخ واعتلاء منصة التتويج في نهاية المباراة، والسير على خطى من سبقهم من نجوم العرب في البطولة القارية الأكبر.
وتدور المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، المقررة في 29 مايو الجاري، بين مانشستر سيتي وتشيلسي، على ملعب دراغاو بمدينة بورتو البرتغالية.
وكان الفريق السماوي قد تخطى عقبة باريس سان جيرمان في نصف النهائي، بينما أطاح البلوز بريال مدريد، صاحب الرقم القياسي في الفوز بالبطولة.
ويخوض سيتي أول نهائي له في دوري أبطال أوروبا، بينما يظهر تشيلسي للمرة الثالثة في نهائي البطولة الأعرق، ويطمح لحصد اللقب للمرة الثانية في تاريخه.
وسيكون النهائي بنكهة عربية، في ظل تواجد محرز رفقة مانشستر سيتي، وزياش رفقة تشيلسي.
وتشير الأرقام إلى أن زياش شارك هذا الموسم في 10 مواجهات في دوري الأبطال، بعدد دقائق بلغ 344 دقيقة، سجل خلالها هدفين وتلقى إنذارين.
فيما شارك محرز صاحب الـ 30 عاماً، هذا الموسم في 11 مواجهة في دوري الأبطال، بعدد دقائق بلغ 722 دقيقة، سجل خلالها 4 أهداف وصنع 2 آخرين.
وقبل محرز وزياش، شهدت المباريات النهائية لدوري أبطال أوروبا تواجد بعض النجوم العرب، واختلفت حظوظهم ما بين فرحة التتويج ومرارة الخسارة.
وكان النجم الجزائري رابح ماجر هو أول ممثلي العرب في النهائي الأوروبي، عندما شارك رفقة بورتو البرتغالي في المباراة النهائية في عام 1987.
وتخطى بورتو حينها عقبة بايرن ميونيخ في المباراة النهائية بنتيجة 2-1، كما سجّل ماجر أحد أهداف فريقه ليصبح اللاعب العربي الأول الذي ينجح في التسجيل خلال نهائي دوري الأبطال.
وثاني اللاعبين العرب الذين تأهلوا لنهائي دوري الأبطال كان هو المغربي رضوان حجري، والذي لعب مع بنفيكا البرتغالي نهائي نسخة عام 1988، ولكنه خسر اللقب مع فريقه أمام آيندهوفن الهولندي بركلات الترجيح بعد نهاية المباراة بالتعادل السلبي، وكان حجري قد سجل ركلة الترجيح الثالثة لفريقه.
وكان المدافع المغربي مهدي بنعطية ثالث نجوم العرب المتأهلين إلى نهائي دوري الأبطال، حيث تأهل إلى المباراة النهائية في نسخة عام 2017، رفقة فريقه يوفنتوس الإيطالي، ولكنه لم ينجح في التتويج حيث خسر البيانكونيري المباراة أمام ريال مدريد الإسباني بنتيجة 4-1، كما لم يشارك بن عطية خلال أحداث اللقاء.
وفي نسخة عام 2018، تأهل النجم المصري محمد صلاح إلى المباراة النهائية رفقة ليفربول، ولكنه خرج مصابا في الدقيقة 31 بعد تدخل خشن من سيرجيو راموس مدافع الميرنغي، وخسر الريدز المباراة حينها بنتيجة 3-1.
كما تأهل النجم المغربي أشرف حكيمي لاعب فريق ريال مدريد السابق إلى المباراة النهائية في نسخة 2018 أيضا، ولكنه لم يتواجد في التشكيلة الأساسية أو الاحتياطية للميرينغي خلال اللقاء.
ويعد حكيمي هو ثاني العرب المتوجين باللقب الأوروبي، رغم مشاركته لمدة 180 دقيقة فقط طوال مشوار ريال مدريد في البطولة خلال نسخة عام 2018. وفي نسخة عام 2019، ابتسم الحظ للنجم المصري محمد صلاح ليعوض خيبة 2018، حيث شارك النجم المصري في المباراة النهائية للمسابقة القارية وتمكن من افتتاح التسجيل للريدز أمام توتنهام، وتوج ليفربول باللقب حينها بعد فوزه بنتيجة 2-0.
وأيا كانت نتيجة نهائي دوري أبطال أوروبا، فمن المؤكد أن منصة التتويج على ملعب دراغاو ستشهد تواجد أحد النجمين العربيين، محرز وزياش، ليضيف اسمه إلى قائمة خاصة للغاية في تاريخ نجوم العرب على ملاعب القارة.
للمرة الخامسة في المواسم التسعة الأخيرة، سيقام نهائي دوري أبطال أوروبا بين فريقين من بلد واحد.
وإن كانت أجواء البطولة في العامين الأخيرين قد تغيرت على خلفية تداعيات كورونا، يبقى التتويج بالكأس الحلم الأكبر لكل اللاعبين، على اختلاف جنسياتهم.
وستدور معركة كبرى بين مانشستر سيتي وتشيلسي، بنهائي دوري الأبطال، أشعلتها المواجهات المحلية الأخيرة بينهما، ويؤججها شعار اللقب الأول الذي يطمح إليه البعض سواء من المدربين أو اللاعبين.
وعلى مقربة من كل الإنجازات المنتظرة والأرقام القياسية المهددة بالكسر، يبرز صراع الجنسيات في قائمتي ممثلي إنجلترا المتعطشين للكأس القارية.
ويضم تشيلسي في قائمته الأوروبية للموسم الجاري 13 جنسية مختلفة، كالتالي: إنجلترا (5): ريس جيمس، بين تشيلويل، مايسون ماونت، كولوم هادسون أودوي، تامي آبراهام. إسبانيا (3): كيبا، سيزار آزبيليكويتا، ماركوس ألونسو. فرنسا (3): أوليفييه جيرو، كيرت زوما، نغولو كانتي. ألمانيا (3): كاي هافيرتز، تيمو فيرنر، أنتونيو روديغر. إيطاليا (2): جورجينيو، إيمرسون.
ويضم الفريق لاعباً واحداً من كل من: كرواتيا (ماتيو كوفاتشيتش)، اسكتلندا (غيلمور)، المغرب (حكيم زياش)، الولايات المتحدة (كريستيان بوليسيتش)، الأرجنتين (الحارس ويلي كاباييرو)، البرازيل (تياغو سيلفا)، السنغال (الحارس إدوارد ميندي)، والدنمارك (أندرياس كريستينسن).
أما مانشستر سيتي فلم يختلف كثيراً، إذ تتكون قائمته من 12 جنسية، كالتالي: إنجلترا (5): الحارس كارسون، كايل ووكر، جون ستونز، فيل فودين، رحيم ستيرلنغ. إسبانيا (3): رودري، فيران توريس، إيريك غارسيا. البرتغال (3): روبن دياش، جواو كانسيلو، بيرناردو سيلفا. البرازيل (3): الحارس إيديرسون، فيرناندينيو، غابرييل جيزوس. فرنسا (2): آيميريك لابورت، بينجامان ميندي.
ويضم الفريق لاعباً واحداً من كل من: ألمانيا (إيلكاي غوندوغان)، بلجيكا (كيفين دي بروينه)، الجزائر (رياض محرز)، هولندا (نايثان آكي)، الأرجنتين (سيرجيو أغويرو)، أوكرانيا (أوليكساندر زينتشينكو)، وأميركا (الحارس زاك ستيفين). لكن السؤال الذي يتبادر للذهن، ما دلالة ذلك في ميزان الأرقام بنهائي دوري الأبطال؟
منذ تعديل نظام البطولة القارية إلى صورتها الحالية (دوري أبطال أوروبا) موسم 1992-1993، تبدلت خارطة الجنسيات المتوجة باللقب، الذي حصده لاعبون من 43 دولة، منها 27 دولة أوروبية، و16 من باقي القارات، علما بأن بعض اللاعبين نالوا اللقب أكثر من مرة.
وتتعلق هذه الأرقام بمن توجوا باللقب فقط، بعدما لعبوا كأساسيين أو بدلاء، في النهائي بينما وقع استبعاد الاحتياطيين غير المشاركين، أو من كانوا خارج قائمة المباراة النهائية في كل نسخ تشامبيونزليج بين 1993 و2020. وتتصدر إسبانيا القائمة بتحقيق اللقب القاري (72) مرة عبر عدة لاعبين، منذ موسم 92-93 حتى النسخة الماضية.
وبعد إسبانيا تأتي البرازيل (40)، ثم ألمانيا وإيطاليا (38)، فرنسا (34)، إنجلترا والبرتغال (24)، هولندا (22)، الأرجنتين (14)، كرواتيا (10)، ويلز (6)، صربيا (5)، الكاميرون والتشيك (4). أما النرويج والسويد وغانا وكوت ديفوار ومالي ونيجيريا، وكوستاريكا فلكل منها 3 مشاركات.
وتوجت الدول التالية باللقب مرتين: فنلندا وجورجيا وجمهورية آيرلندا، والنمسا، وبولندا، واسكتلندا. أما الدول التي مثلها فائز واحد باللقب منذ 1993، هي: البوسنة والهرسك، الدنمارك، مقدونيا (يوغسلافيا)، سويسرا، أوكرانيا، رومانيا، روسيا، أستراليا، المكسيك، جنوب إفريقيا، ترينيداد وتوباغو، كندا، مصر، السنغال، أوروغواي، بلجيكا.
مع استحالة مشاركة حارس سيتي الاحتياطي الأميركي زاك ستيفين، ستكون الفرصة سانحة لمواطنه نجم تشيلسي كريستيان بوليسيتش ليحفر اسم الولايات المتحدة في القائمة باللقب الأول، وكذلك الأمر بالنسبة للنجم المغربي حكيم زياش.
على صعيد المدربين، تتصدر إسبانيا وإيطاليا وألمانيا سجل المتوجين بـ6 ألقاب لكل منها. وحققت إسبانيا اللقب عبر الرباعي: فيسينتي ديل بوسكي مع ريال مدريد (2000 و2002)، رافائيل بينيتيز مع ليفربول (2005)، غوارديولا مع برشلونة (2009 و2011)، ولويس إنريكي مع برشلونة (2015).
أما ألمانيا فسجلت حضورها على يد الرباعي: يوب هاينكيس مع ريال مدريد وبايرن ميونيخ (1998 و2013)، أوتمار هيتسفيلد مع دورتموند وبايرن ميونيخ (1997 و2001)، يورغن كلوب مع ليفربول (2019) وهانزي فليك مع بايرن ميونيخ (2020). وسيرفع المتوج من غوارديولا وتوخيل بدوري الأبطال 2021، ألقاب بلاده إلى 7 ليضعها على رأس القائمة، فمن سيكون الملك في ليلة الأبطال.
مسيرة نهائيات دوري الأبطال على مدار تاريخ المسابقة بالأرقام والإحصاءات، سواء بالمسمى القديم (كأس أوروبا للأندية الأبطال) أو المسمى الحالي (دوري أبطال أوروبا).
اهتزت الشباك بـ 179 هدفاً، ويتصدر ريال مدريد قائمة الأندية الفائزة باللقب بفارق شاسع، حيث صعد الملكي إلى منصة التتويج 13، خلفه إيه سي ميلان الإيطالي 7 مرات، بينما يبقى يوفنتوس أكثر الأندية الخاسرة في نهائيات دوري الأبطال، حيث فقد اللقب 7 مرات، بينما حققه مرتين فقط. وإجمالاً فازت الأندية الإسبانية باللقب 18 مرة لتتصدر القائمة، بينما خسرت أندية إيطاليا اللقب 16 مرة.
ويبقى الثنائي باولو مالديني أسطورة ميلان، وفرانسيسكو خينتو نجم ريال مدريد أكثر اللاعبين ظهورا في المباراة النهائية بـ8 مرات.. بينما يتقاسم ألفريدو دي ستيفانو وفيرنيك بوشكاش نجما ريال مدريد صدارة الأكثر تهديفاً في المباريات النهائية بـ 7 أهداف.
ويعد بوشكاش الأكثر تهديفاً في مباراة واحدة بنهائي دوري الأبطال بتسجيله رباعية في شباك آينتراخت فرانكفورت الألماني بنهائي بطولة 1960.
على مستوى المدربين، يتساوى كل من بوب بيزلي مدرب ليفربول وكارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد وميلان وزين الدين زيدان المدير الفني الحالي للميرينجي بالفوز باللقب برصيد 3 مرات لكل منهم.
سبق وتواجه الفريقان أوروبياً مرة واحدة من قبل. وجاءت تلك المواجهة في نصف نهائي كأس الكؤوس الأوروبية موسم (1970-1971)، وحينها حسم تشيلسي مباراة الذهاب على ملعبه بهدف دون رد.
وكرر البلوز الانتصار في الإياب خارج أرضه بنفس النتيجة، ليتأهل إلى النهائي الذي حسمه على حساب ريال مدريد، ليتوج بأول ألقابه الأوروبية. وخاض المدرب الإسباني بيب غوارديولا، 18 مباراة في مواجهة تشيلسي خلال مسيرته، حقق الفوز في 8 منها وتعادل في 3 وخسر 7 أخرى.
ولم يصطدم توخيل بمانشستر سيتي إلا في مواجهتين، حقق الفوز فيهما مع تشيلسي.
والتقى توخيل بغوارديولا في 7 مناسبات، حقق الإسباني الفوز في 4 منها، بينما تعادلا مرة واحدة، وخسر آخر مواجهتين (بين سيتي وتشيلسي).
تعلم غوارديولا مدرب مانشستر سيتي، من أخطائه، واهتم كثيراً بالجانب الدفاعي هذا الموسم، ليتوج بالدوري الإنجليزي الممتاز، ويصبح على بُعد خطوة واحدة من رفع الكأس، لأول مرة مع السماوي.
وتأهل مانشستر سيتي إلى المباراة النهائية لدوري الأبطال، لأول مرة في تاريخه، ليلاقي تشيلسي الذي يقدم عروضاً مميزة مع مدربه الألماني توماس توخيل، يوم 29 مايو من الشهر الجاري.
ومن المتوقع أن تحفل المباراة النهائية بندية بالغة، خاصة بعد خسارة غوارديولا مرتين أمام توخيل هذا الموسم (كأس الاتحاد والدوري الإنجليزي الممتاز).
عانى غوارديولا كثيراً خلال المواسم الماضية دفاعياً، خاصة في دوري أبطال أوروبا، حيث ودّع المسابقة مع سيتي 4 مرات من قبل بسبب الأداء الدفاعي المهتز في المباريات الكبرى.
وتؤكد النتائج الكبيرة التي خرج بها مانشستر سيتي من دوري الأبطال في السنوات الماضية، حالة الدفاع المتردية لكتيبة غوارديولا.
ففي عام 2017، ودّع سيتي البطولة من دور الـ 16 على يد موناكو، بعدما استقبلت شباكه 6 أهداف في المباراتين، بالفوز (5-3) ذهاباً والخسارة (1-3) إياباً.
وفي 2018، خسر سيتي من ليفربول في ربع النهائي ذهاباً وإياباً (0-3) و(1-2).
وأيضاً في 2019، ودعت كتيبة غوارديولا البطولة من ربع النهائي، على يد فريق إنجليزي آخر، وهو توتنهام بعد مباراة الإياب الملحمية التي انتصر فيها السماوي (4-3)، لكن الفوز لم يكن كافياً بعد الخسارة ذهاباً (0-1).
ومن مباراة واحدة في ربع نهائي البطولة عام 2020، غادر سيتي بالخسارة من ليون (1-3).