زاد الاردن الاخباري -
كتبت : تينا المومني … يبدو أن إقلاع وزراء حكوماتنا ومسؤوليها عن تصريحاتهم المثيرة التي أصبحت كعادة -سرية- من العار ممارستها علناً في حضور من أطلق عليهم الوطن شعباً، شبيه بإقلاع مدخن شره عن التدخين، فكلما شم بجانبه رائحة الدخان أخذه الحنين كي يشعل سيجارة ويعود خائباً، تصريحات توجب التندر أحياناً والطلاق من العيش أحياناً أخرى، فمذ خرجت علينا وزيرة الطاقة والثروة المعدنية هالة زواتي بعد انقطاع الكهرباء عن الأردن يوم الجمعة الماضية كي تخبرنا بوقت انقطاع التيار وعودته شاكرة لتحمل الأردنيين وصبرهم على الانقطاع – وعليها- ثم خرج علينا وزراء الإعلام والداخلية والصحة، ونحن نتمنى أن نعرف أجوبتهم فلا تدوخ الأسئلة في رؤوسنا، وجدنا أنفسنا و تصريحاتهم بغيابة الجب راجين ببعض السيارة انتشالنا من تعجبنا وفضولنا – قاتله الله – في فهمهم وشاكرين لهم إن كانوا فاعلين، فخرج علينا مدير عام شركة الكهرباء الوطنية أمجد الرواشدة بفرضية أن يكون طائر كبير قد حطّ على خطوط الكهرباء وتسبب بتذبذبها وبالتالي انقطاعها، إنها تصريحات كالحجارة أو أشد قسوة ترجوكم ربط الأحزمة – الناسفة- فنحن في حالة هبوط .
وكوني من المقذوفين بين هذا العدد الهائل من المواطنين المنشغلين بذاك الطائر – وبطالتهم- قررت أن أخون مزاجهم وضحكاتهم وأنهل من بركات تصريحات الرواشدة، وأتتبع مسار ذاك الطائر فأدخل مثله مجال الفولتية المؤثرة بين خطوط الضغط العالي، وبذات ” شورت سيركت” تساءلت عن جنسية هذا الطائر الذي تدخل بخطوط الربط بين دولتين وفرض علينا بوقاحة العدل الوحيد الذي نلناه جميعنا بانقطاع الكهرباء مرةً واحدة ، ثم يقولون عنه كبير فهل تعلم – يا رعاك الله- إن أكبر الطيور الحية هو النعام وهو من سهول أفريقيا والجزيرة العربية! فمن أين أتى الطائر الكبير و حط على أسلاكنا هكذا بلا جواز سفر؟! حتى العنقاء نفى تورطه في مشاكل مع كهربائنا الوطنية وفقاً لتصريحات سندباد.
جيد، ماذا لو قررنا أن نكون أكثر رفقاً بالحكومة وتصريحاتها فنحن مدينين لها ولــ – الطائر- بفولتات عالية من “الاحترام” لتنويرهم لنا ما فاتنا من قوانين الدنيا، فماذا لو فكرنا أيضاً بملاحقة ذاك الطائر قضائياً لأنه خلق حالة فوبيا جديدة ومختلفة لدى الأردنيين بانقطاع الكهرباء مرة واحدة ولساعات دون معرفة السبب ، وحتى بعد معرفة السبب بأن هناك طائرا كبيرا .. كبيرا جداً لدرجة أن يدخلنا جميعاً في ” بلاك آوت” قد صار الرهاب مزدوجا، لذا نقترح على لجنة الطاقة النيابية أن تطلب من اللجنة القانونية بالمجلس أن تترافع عنا إلا إذا كانت تشبه لجنة الطاقة بعدم وجود أي خبير طاقة بها، و كتصدير الثورات العربية ماذا لو فكرنا أيضاً بفرصة تصدير التصريحات الحكومية فربما نسود العالم عن طريق تخدير النفوس وتحويلها في الوطن إلى غريب أو سائل أو عابر سبيل، وليذهب ما تبقى إلى غياهبهم آمنين.