زاد الاردن الاخباري -
عمان - بمناسبة مئوية الدولة الأردنية والعيد الوطني "75"، نظمت جمعية الأسرة البيضاء ومنتدى الرواد الكبار بالتعاون مع أمانة عمان الكبرى، يوم السبت الموافق 2021/5/29، ندوة "احتفالية مئوية المملكة"، بمشاركة عدد من الأكاديميين والباحثين والمؤرخين.
دار الحديث في هذه الاحتفالية التي أدارتها المستشارة الثقافية القاصة سحر ملص، عن أبرز المحطات المهمة في تاريخ الدولة الأردنية منذ تأسيسها في العام 1921، حتى الآن.
بدأ الحفل بكلمة مديرة منتدى الرواد الكبار هيفاء البشير التي قالت "نحتفل بمرور 100 عام على تأسيس الدولة والتي تحققت خلالها إنجازاتٌ تنموية، على جميع المستويات رغم التحديات، مبينة أن الأردن حقق بقيادة الهاشميين إرثَ الثورة العربية الكبرى لكل المقيمين على أرضه، من منجزات صحية وعلمية وثقافية كما وثّق بمشاركة كل الأطياف من السكان، بالرغم من تداعيات الحروب المحيطة سواء العالمية أو الإقليمية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
من جانبها قالت رئيسة جمعية الأسرة البيضاء ميسون العرموطي، نقف اليوم رجالاً ونساءً وشيوخاً وأطفالاً مكللين بغار العزة والفخار بهذا الوطن القوي الصامد الذي بنيناهُ معاً، وأقسمنا على الوفاء له والتضحيةِ من أجله، لنرفعَ رايتهُ خفّاقة، ونحّيي جنودَهُ البواسل، وما احتفالنُا اليَوم إلا تعبيراً صادقاً عن التفافنا حوله وحَول قيادِتِه الهاشمية الحكيمة، وما نقوم به من رعاية كبار السنِ من خلال الجمعية بجناحيها دار الضيافة للمسنين ومنتدى الرواد الكبار هو نوع من ردّ الجميل والوفاء لكل من عَاش على ثرى هذا الوطن، نعتني بشيخوختهم ونفتح أيادينا ونحتضنهم بمحبة ودفء.
تحت عنوان "إضاءات المملكة في مئة عام"، كانت الجلسة الأولى التي أشار فيها المؤرخ د. علي محافظة إلى أنه في المئة العام الماضية شهد الأردن أربع مراحل تنسب كل مرحلة إلى ملوكها الأربعة الذين اعتلوا عرشه: وهم عبدالله الأول بن الحسين، الذي حكم الأردن خلال الأعوام 1951-1921، والملك طلال بن عبدالله الذي حكم سنة واحدة 1952-1951، والحسين بن طلال الذي حكم سبعاً وأربعين سنة 1999-1952، وعبدالله الثاني مضى من حكمه اثنان وعشرون عاماً، ويعد عهد عبدالله الأول عهد التأسيس للدولة الأردنية، إذ قبل ذلك لم تعرف البلاد وأهلها حكماً مباشراً لها طوال العهد العثماني الذي امتد أربعمئة عام ولم تعرف التعليم الثانوي والعالي، وكان من يريد أن يحصل على هذا النوع من التعليم عليه أن يذهب إلى القدس أو دمشق أو بيروت أو إسطنبول.
فيما قال د. جورج طريف إن التقارير البريطانية الصادرة عن شرقي الأردن خلال فترة الإمارة وزمن الانتداب البريطاني تعطي صورة واضحة ودقيقة عن أوضاع الناس من مختلف النواحي وتسلط الضوء على أحوال البلاد بشكل شبه يومي في مرحلة مهمة من تاريخنا، ومن هنا تأخذ هذه التقارير أهميتها للباحثين والدارسين والمهتمين بتاريخ الأردن خلال تلك الفترة وهي فرصة ثمينة للعمل على الاستفادة منها في هذا الوقت الذي نحتفل فيه بمئوية الدولة الأردنية.
من جانبه قال عالم الآثار د. محمد وهيب إن الأردن سطّر خلال المئة عام اكتشافات في مجال قصور البادية الأردنية والمدن الرومانية، والقلاع والحصون، ومن ثم الانطلاق من أقدم مدن العالم في عين غزال حيث بدأت الإنسانية والبشرية بالاستقرار وبناء المعابد وفق أساليب عمارة متنوعة، وتم اكتشاف حضارات العصور البرونزية وخاصة مناجم النحاس في وادي عربة، وظهرت طرق العالم القديم وخرائطه التي تثبت أن الأردن ضمن المسارات مثل طريق "الإيلاف القريشية، وطريق البخور الدولي، وطريق الروهان وغيرها الكثير".
وجاءت الجلسة الثانية بعنوان "الشعب الأردني انتماء وعطاء" وتحدّث فيها الشيخ محمد عواد النعيمات عن "مئوية الهاشميين"، قائلًا كانت عمّان قرية يسكنها الأرمن والشركس وغيرهم، وكانت عمّان تتبع إلى مدينة السلط التي كانت وقتها هي العاصمة، فيما تحدّث عثمان بدير عن دخول الكهرباء إلى الأردن في العام 1937، وتحدّث سمير بينو عن دور الشيشان في الأردن، بينما أشار د. جواد العناني إلى الوجود الفلسطيني في الأردن، مبيناً أن الفلسطينيين كان لهم تواجد في الأردن قبل 1948، وكان هناك نشاط تجاري بين الأردن وفلسطين، فيما تحدّث الروائي محمد ازوقة عن إسهامات الشراكسة الفعالة والملموسة في الأردن، بينما أشار المؤرخ عمر العرموطي إلى كل الهجرات إلى الأردن التي انصهرت مع المجتمع الأردني لتكوِّن فسيفساء جميلاً وتنوُّعاً ثقافياً أثرى المشهد الثقافي والاجتماعي الأردني.
تلا ذلك قرأ الشاعر محمد السواعير قصيدة يقول في مقطع منها "أردني وهامتي شماء/وتباهي بهمتي الجوزاء/وحروفي من القصائد نار/وعهودي يصونها الأوفياء/وكتابي مسطر بدمائي/ويميني صحيفة بيضاء/ورضعت الحليب من ثدي أم/بيديها مودة وسخاء/علمتني بغير علم ودرس/أن في موطني يطيب الهواء"، ثم قامت رئيسة جمعية الأسرة البيضاء ميسون العرموطي ومديرة منتدى الرواد الكبار هيفاء البشير بتسليم الدروع للمشاركين في هذه الندوة.