زاد الاردن الاخباري -
كشف زعيم المعارضة الإسرائيلية الوسطي يائير لبيد يوم الإثنين 31 مايو 2021 إن"الكثير من العقبات" لا تزال قائمة أمام تشكيل ائتلاف حكومي للإطاحة برئيس الوزراء بنيامين نتانياهو المستمر في المنصب منذ 12 عاما دون انقطاع.
ساعات على انتهاء المهلة
وأضاف لبيد قبل يومين من الموعد النهائي لتشكيل حكومة "التغيير" يوم الأربعاء 2 يونيو 2021 "ربما يكون هذا جيدا وبمثابة أول اختبار لنا لمعرفة ما إذا بإمكاننا إيجاد حلول وسط ذكية في الأيام المقبلة لتحقيق الهدف الأكبر".
تجري فرق زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد واليميني المتطرف نفتالي بينيت مفاوضات الاثنين حول شروط تشكيل ائتلاف حكومة "التغيير" وإنهاء حقبة نتانياهو التي استمرت اثني عشر عاما من دون انقطاع، قبل انتهاء المهلة المحددة الأربعاء.
وتشهد إسرائيل أزمة سياسية جديدة بعد تصعيد عسكري مع غزة استمر أحد عشر يوما استشهد خلاله المئات من المدنيين وغالبيتهم من الاطفال
بعد انتخابات رابعة في غضون أقل من سنتين في مارس 2021 لم تفض إلى نتائج حاسمة، كلف لبيد تشكيل الحكومة مع مهلة تنتهي منتصف ليل الأربعاء.
وزادت فرص نجاحه في هذا المسعى عندما أعلن بينيت مساء الأحد قبوله المشاركة في حكومة "وحدة وطنية".
وما زال لبيد الذي حل حزبه في المرتبة الثانية بعد انتخابات آذار/مارس بحصوله على 17 مقعدا، بحاجة إلى أربعة مقاعد لتشكيل الائتلاف. وقد تعرقل مسعاه أيضا، مناورات سياسية قد يقوم بها نتانياهو المصمم على البقاء في السلطة بعدما شغل منصبه فترة قياسية.
حمل نتانياهو على بينيت معتبرا ما قال بأنه عملية "احتيال القرن" ومنبها من أن التوجه لتشكيل حكومة وحدة برئاسة لبيد سيكون "خطرا على أمن اسرائيل".
أربعة مقاعد
ولتشكيل حكومة، على يائير لبيد (57 عاما) زعيم حزب "يش عتيد" (هناك مستقبل) ضمان دعم 61 نائبا.
سمح دعم اليسار والوسط وحزبيين يمينيين للبيد بجمع 51 مقعدا، وارتفع رصيده بإضافة المقاعد السبعة لحزب "يمينا" بزعامة بينيت (49 عاما).
لكن أحد أعضاء الكنيست من حزب "يمينا" أعرب عن رفضه التعاون مع المعسكر المناهض لنتانياهو وليتمكن من تشكيل أئتلاف حكومي يعول لبيد على قائمتين عربيتين إسرائيليتين لم تتضح مواقفهما.
وقبول النواب العرب يعني دعم ائتلاف يضم بينيت الشخصية القومية الدينية المتطرفة المقربة من المستوطنين.
بحسب الصحافية المتخصصة في الشؤون السياسية طال شنايدر فإن صفقة الائتلاف لم تكتمل بعد.
وأضافت "يجب أن يوقع لبيد اتفاقيات ائتلافية فردية مع كل من الأحزاب الستة التي ستنضم إلى حكومته ومع الحزب الإسلامي المحافظ الذي يمكن أن يدعمه".
وتتوقع الصحافية من جانب نتانياهو ومؤيديه "الكثير من الضغط من خلال المظاهرات (...) هم يصفون اليسار بالخونة".
يحذر جوناثان رينهولد، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بار إيلان، من "عدم فعل أي شيء حتى يتم تحقيق ذلك، حتى لو كانا (لبيد وبينيت) في وضع أفضل، فبيبي ... لم يغادر بعد".
ليست بسهلة على الإطلاق
وقال بينيت يوم الأحد 30 مايو 2021 إن "اليسار يقوم بتسويات ليست سهلة على الاطلاق، حين يطلب مني أن أكون رئيسا للوزراء".
وذكرت وسائل اعلام إسرائيلية أن الاتفاق الائتلافي ينص على تولي بينيت الحكومة في أول سنتين يليه لبيد.
تطبيق هذا السيناريو يعني انتهاء حقبة نتانياهو السياسية والإطاحة به بعد 25 عاما في السلطة التي انتزعها من مهندس اتفاقيات أوسلو رئيس الوزراء السابق شيمون بيريز.
تولى نتانياهو الذي لطالما شكك في اتفاقيات أوسلو للسلام، زعامة حزب الليكود العام 1993 وقاده إلى الفوز في الانتخابات ليكون أصغر رئيس وزراء لإسرائيل سنا العام 1996 عندما كان يبلغ من العمر 46 عاما.
وخسر نتانياهو (71 عاما) السلطة سنة 1999، لكنه استعادها بعد عشر سنوات ليبقى على رأسها مذاك.
يواجه السياسي المحنك ثلاث تهم بالفساد كأول رئيس حكومة إسرائيلية يواجه اتهامات جنائية وهو في منصبه، وسيفقد الحصانة في حال أطيح به.
وفي حال فشل المعسكر المناهض لتنانياهو في تشكيل حكومة، يمكن أن يطلب 61 نائبا من رئيس الدولة تكليف عضو في البرلمان بذلك.
أما السيناريو الثاني الذي يخشاه الناخبون فهو الدعوة لانتخابات جديدة ستكون الخامسة خلال عامين ونيف.
اتفاق ملح
ويجب أن يتم الاتفاق، الذي سيتولى بموجبه بينيت رئاسة الوزراء أولا في تناوب مع لابيد على المنصب، في موعد نهائي أقصاه منتصف ليل الأربعاء (2200 بتوقيت جرينتش).
ونتنياهو (71 عاما) هو الشخصية السياسية المهيمنة في جيله، وليس لدى خصومه الكثير من القواسم المشتركة، بخلاف رغبتهم في الخروج من ظله ومن فترة اضطراب سياسي غير مسبوقة شهدت إجراء أربعة انتخابات غير حاسمة في غضون عامين.
وفي صباح اليوم التالي لتحرك بينيت ضد خصمه اليميني، انقسمت التعليقات السياسية في إسرائيل بشأن كل شيء عدا حماقة فكرة إقصاء نتنياهو.
وكتبت سيما كادمون بصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية واسعة الانتشار “حدث أمس أمر لا يمكن المبالغة في أهميته. تهيأت فرصة حقيقية… حكومة بديلة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى”.
ويواجه نتنياهو مشكلات أخرى، على رأسها قضية فساد متهم فيها بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وهي اتهامات ينفيها جميعا.
لكن زعيم حزب ليكود المخضرم سياسي محنك. فقد انتخب للمرة الأولى رئيسا للوزراء في 1996 وعاد للسلطة في 2009 ليظل في المنصب لأكثر من عقد.
كما أبقى الباب مفتوحا أمام اليمينيين الذين قد ينشقون، وأصر على أنه لا يزال قادرا على تشكيل الحكومة المقبلة.
* خلافات سياسية
بموجب القانون الإسرائيلي، لدى لابيد وبينيت حتى الأربعاء لتشكيل ائتلاف حاكم. وإذا فشلا سيحصل آخرون على فرصة، وإن أخفق الجميع تجري البلاد انتخابات خامسة.
لكن مصدرا مطلعا على محادثات تقاسم السلطة بين بينيت ولابيد قال إن “تقدما كبيرا” تحقق صوب التوصل لاتفاق نهائي، على الرغم من خلافاتهما السياسية.