زاد الاردن الاخباري -
ستكون أنظار متابعي كرة القدم مشدودة إلى نهائيات يورو 2020 التي تنطلق في 11 من الشهر الجاري وتعد بمواجهات قوية بين كبار قارة أوروبا من أجل إزاحة منتخب البرتغال بقيادة كريستيانو رونالدو عن عرش البطولة.
وتحلم أفضل منتخبات القارة بأن تأخذ دورها على منصة التتويج بدءاً من منتخب فرنسا بطل العالم، مروراً ببلجيكا وجيله الذهبي وإنجلترا وشبابه الجريء وإيطاليا العائد بقوة، وصولاً إلى منتخب البرتغال نفسه الساعي إلى الدفاع عن لقبه، وذلك بعد خمس سنوات من تتويجه بنسخة عام 2016 في فرنسا.
وأطلق مدرب البرتغال فيرناندو سانتوس تحذيراً مسبقاً قال فيه: “نحن مرشحون للفوز باللقب. سأغادر بالقناعة نفسها بأن البرتغال يمكن أن تفوز بهذه البطولة”.
ويحلم المدير الفني ونظراؤه الـ 23 جميعاً بالوصول إلى المباراة النهائية، المقرر إجراؤها في 11 يوليو على ملعب ويمبلي الأسطوري في لندن.
فيروس كورونا يعرقل يورو 2020
لكن قبل أن تبدأ الكرة في التدحرج خلال المباراة الافتتاحية بين منتخبي تركيا وإيطاليا في 11 يونيو في روما، عرفت هذه النسخة الـ 16 من البطولة صعوبات عديدة.
بعدما كان حلم ميشيل بلاتيني عندما ترأس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) من أجل توحيد القارة حول الذكرى الستين للحدث الرياضي، فإن هذه النسخة الموزعة على 11 مدينة من 11 دولة، تظهر اليوم كتحدّ لوجيستي لنقل المنتخبات ووسائل الإعلام والمشجعين من لندن إلى باكو.
وتحوّل فيروس كورونا أيضا إلى كابوس صحي، أدى في البداية إلى تأجيل المنافسة لمدة عام، تبعه غموض وتشكيك حيال انعقادها زماناً ومكاناً.
منتخب إيطاليا أبرز العائدين
أبقى المدرب روبرتو مانشيني على لاعبي الوسط ماركو فيراتي وستيفانو سينسي في القائمة النهائية لإيطاليا لخوض غمار البطولة، رغم عدم تعافيهما بشكل كامل من الإصابتين اللتين يعانيان منهما.
وأعلن مانشيني عن تشكيلة يورو 2020 مع انتهاء المهلة التي منحها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) للمدربين لتقديم تشكيلاتهم للبطولة المؤجلة من الصيف الماضي بسبب تداعيات الجائحة.
وكانت هناك مفاجأة بضم مهاجم ساسوولو الشاب جياكومو راسبادوري (21 عاماً) الذي لم يخض أي مباراة مع المنتخب الأول في مسيرته. وأصبح متاحاً لمانشيني بعد خروج المنتخب الاثنين من ربع نهائي كأس أوروبا لما دون 21 عاماً ضد البرتغال.
وسيشكل الشاب إضافة إلى مركز رأس الحربة إلى جانب تشيرو إيموبيلي هداف لاتسيو وأندريا بيلوتي مهاجم تورينو.
وتعرض فيراتي (28 عاماً) إلى إصابة في الرباط الجانبي لركبته اليمنى خلال تدريبات فريقه باريس سان جيرمان مطلع الشهر الماضي وأنهت موسمه معه، وأعلن ناديه غيابه لفترة تتراوح بين أربعة وستة أسابيع ما قد يحرمه من المشاركة في دور المجموعات.
فيما تعرض سينسي لإصابة عضلية في الفخذ خلال المرحلة الأخيرة من الموسم مع إنتر ميلان بطل إيطاليا.
وضمت القائمة مدافعي يوفنتوس المخضرمين جيورجيو كييليني وليوناردو بونوتشي، فيما فضّل مانشيني مدافع أتالانتا رافاييل تولوي على نظيره في روما جيانلوكا مانشيني. كما استبعد جناح نابولي ماتيو بوليتانو ولاعب وسط أتالانتا ماتيو بيسينا بعدما إبقائهما في التشكيلة ما قبل الأخيرة الأحد الماضي.
وعاد الآتزوري بقوة إلى الساحة بعد فشله في التأهل إلى كأس العالم 2018 في روسيا، حيث لم يخسر بإشراف مانشيني خلال مبارياته الـ 26 الأخيرة.
وتفوقت إيطاليا بطلة العالم أربع مرات، آخرها 2006، بسباعية نظيفة في ودية على سان مارينو المتواضع وتستعد لمواجهة جمهورية التشيك الجمعة.
وتقص إيطاليا بطلة أوروبا عام 1968 شريط المسابقة ضد تركيا على الملعب الأولمبي في روما في 11 يونيو، قبل أن تواجه سويسرا في 16 منه وويلز بعدها بأربعة أيام في العاصمة الإيطالية أيضاً ضمن منافسات المجموعة الأولى.
ووجب الانتظار حتى 23 أبريل لمعرفة هوية المدن الـ 11 المضيفة لبطولة يورو 2020 هذا الصيف.
وضحى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ببلباو ودبلن، ودُعيت إشبيلية للمشاركة، فيما منحت لندن وسان بيترسبيرغ المزيد من المباريات.
وما زاد من تعقيد الاستعدادات مطالبة يويفا السلطات المحلية الالتزام بأن تكون جميع المباريات مفتوحة أمام الجماهير، رغم انعدام اليقين بالوضع الصحي مع تفشي طفرات جديدة معدية من الوباء.
وبمجرد تأكيد اختيارها كمضيف، أثارت مدينة ميونيخ الألمانية شكوكاً جديدة، إذ أكد رئيس بلديتها أنه لم يكن هناك “أي وعد من أي نوع لضمان حضور المتفرجين”.
سعة ملاعب يورو 2020 جزئية
وفي كلتا الحالتين، ستبقى السعة في معظم الملاعب جزئية، كإجراء احترازي، بما يكفي لإعطاء صورة أكثر تقشفاً بالحضور للبطولة، على غرار الألعاب الأولمبية المرتقبة في طوكيو بين 23 يوليو و8 أغسطس المقبلين، حتى وإن وعد يويفا ببطولة “آمنة واحتفالية”.
ويعتمد أمن البطولة بشكل أساسي على “الفقاعات” للمنتخبات، بالإضافة إلى مجموعة من الإجراءات للمشجعين، من خلال وصول متعاقب إلى الملعب والتطهير والتباعد.
ولا تزال هناك بعض الشكوك التي تجب إثارتها، مثل احتمالية أن تلحق الجماهير منتخباتها من دولة إلى أخرى، إذ لا يضمن يويفا أي إعفاء من الحجر.
على الصعيد الرياضي، تشهد البرتغال نهاية فترة حكمها للكرة الأوروبية على مدى خمس سنوات، بدأت بالفوز المفاجئ لتشكيلة أكثر استحقاقا منها ضد المنتخب الفرنسي المضيف في 2016.
وبقيادة رونالدو البالغ 36 عاماً، يظهر المنتخب البرتغالي متراجعاً من حيث التوقعات، خلف الحرس الإنجليزي الشاب أو بلجيكا.
أما الفريق الآخر المرشح للفوز بالبطولة، فرنسا بطلة العالم التي عزّزت صفوفها بعودة كريم بنزيمة بعد غياب أكثر من خمس سنوات عن التشكيلة.
ولتحقيق ثنائية مونديال – يورو على غرار 1998 – 2000، يتعيّن على “الديوك” الخروج من مجموعة صعبة تضم البرتغال وألمانيا.
وقال المدرب الفرنسي ديدييه ديشامب مؤخراً: “من الواضح أن التطلعات مهمة بسبب النجاح الذي حققناه. إنه هدف هذه المجموعة وهذا الجيل”.
وبالرغم من النزال المرتقب والآمال الفنية المرتفعة، يبدو مستحيلاً أن تشهد البطولة الحالية مستويات عالية، إذ أن غالبية اللاعبين أنهوا موسمهم بسبب السياق الصحي والتغييرات في الروزنامة والاستعدادات الصيفية المقتطعة. لكن البطولة على وشك البدء، وأوروبا بأسرها تأمل في الانقلاب.