زاد الاردن الاخباري -
أثارت حادثة وفاة طفل من فئة ”البدون“ في الكويت دهساً، أثناء بيعه الورود بأحد الشوارع لكسب قوت يومه، موجة غضب عارمة بين النشطاء، الذين وجهوا أصابع الاتهام بوفاته إلى الجهات الرسمية المسؤولة عن هذه الفئة.
وأعاد النشطاء طرح قضية الظروف المعيشية التي يمر بها أبناء ”البدون“، الذين تتباين الروايات الرسمية والشعبية حول أحقيتهم بالجنسية الكويتية.
وتوفي الطفل ويُدعى جراح عايد، البالغ من العمر 12 عامًا، أمس الجمعة، عقب دهسه بسيارة في شارع دمشق أثناء بيعه للورود، بعد فشل محاولات إنعاشه من قبل طبيب وفتاة كويتية كانا قريبين من موقع الحادث.
وقال الطبيب ميثم الحسين، الذي كان موجودا لحظة وفاة الطفل وحاول إنعاشه، إن الطفل توفي بالرغم من محاولة إنعاشه الثانية في مستشفى الأميري، حيث فارق الحياة وفي جيبه 8 دنانير ما يُعادل 27 دولارًا، هي ثمن الورود التي باعها.
وأطلق النشطاء وسم #استشهاد_طفل_بدون، الذي لقي تفاعلاً واسعاً من قبل حقوقيين وأكاديميين طالبوا السلطات المختصة بالتدخل لإنهاء معاناة هذه الفئة ومعاناة عائلة الطفل، الذي تم دفنه عصر اليوم السبت في مقبرة الجهراء.
وحمل المحامي محمد الحميدي، مدير جمعية حقوق الإنسان سابقاً، الحكومة والجهاز المركزي لمعالجة أوضاع ”البدون“ المسؤولية عن وفاة الطفل، قائلاً: إن ”أطفالا بعمر الزهور ذهبت أرواحهم بسبب قسوة الحياة وقسوة ما يعانونه من ضيق وتعسف وحرمان من جهاز ظالم يستمد قوته من حكومة سيئة“.
واتخذ الناشط أحمد الميموني من الحادثة سبباً لانتقاد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، مستذكراً عبارته الشهيرة التي قال فيها: ”أن تكون بدون في الكويت أفضل من أن تكون مواطنا في بلد آخر“.
وقال الميموني: إن ”حادثة اليوم ترد عليك عندما يصل مرحلة اخوانا البدون بإنزال اطفالهم إلى الشارع لتأمين حياة لهم بدل المدارس، تأكد أن سيكون حالهم أفضل في أي مكان بالعالم إلا الكويت“.
ونشر الناشط فواز فرحان صوراً للطفل أثناء بيعه للورود بأحد شوارع البلاد، معلقاً: ”الطفل الكويتي المحروم من حق المواطنة #جراح_عايد تعرض للدهس وفارق الحياة وهو يبيع الورود لمساعدة أهله على شظف العيش، قضية #الكويتيين_البدون جرح نازف لن يندمل حتى استرجاع هذه الفئة لكل حقوقها الإنسانية“.
ووثق الدكتور فايز الفايز، وهو أحد أبناء فئة ”البدون“، صوراً لذوي الطفل أثناء دفنه وصورة لقبره، وصورة لوالده أثناء قبوله التعازي من الموجودين في المقبرة، وقال: إن ”أقل ما يمكن تقديمه للعائلة الآن هو سداد أجار البيت المتراكم عليهم والذي دفع الطفل جراح للعمل لتأمينه“.
وتعتبر قضية ”البدون“ في الكويت من أبرز القضايا التي تتم إثارتها بشكل دائم عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، بشكل رسمي وشعبي، وسط مطالبات بوضع حل جذري لقضيتهم الشائكة، لا سيما مع تكرار حالات الانتحار بينهم في السنوات القليلة الماضية.
وتقدر السلطات الكويتية عدد ”البدون“ الكامل بأقل من 100 ألف شخص، لكنها لم تعترف إلا بنحو 32 ألفًا منهم، وتقول إن الباقين هم من جنسيات أخرى، لكن الكثيرين منهم يتمسكون بشدة بمطلب الحصول على الجنسية الكويتية، ويقولون إنهم مواطنون.
وأنشئ الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع ”البدون“ بمرسوم أميري سنة 2010 لمدة 5 سنوات، ثم تم تمديده سنة 2015 بمرسوم آخر لمدة سنتين، تبعه عام 2017 مرسوم آخر لتمديده 3 سنوات، تبعه مرسوم آخر في شهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي بالتمديد عامًا واحدًا.