الكاتب الصحفي زياد البطاينه تحتفل الامم والشعوب بأيامها المجيدة، وانجازاتها الخالدة ورجالاتها العظماء الذين صنعوا بتضحياتهم المستقبل المشرق بالكرامة والحرية والتقدم لشعوبهم.
ونحن في الاردن نعيش هذه الايام غمرة الاحتفالات الوطنية الغالية على قلوب الاردنيين من كل المكونات بعيد الجلوس الملكي الثاني
، يستذكر الاردنيون في مدنهم وقراهم ومخيماتهم ، يوماً مجيداً من ايام الوطن، ومناسبة عزيزة تغمر القلوب بكل معاني العز والفخار بقائد الركب جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه، الذي نذره جلالة الملك الراحل الحسين ابن طلال لخدمة وطنه وامته، فأوفى النذر وصدق الوعد، فكان ملكاً وانساناً أعز الله به وطنه وامته، كيف لا وهو سليل أشرف بيوتات العرب واعلاهم نسباً، وعميد آل البيت الاطهار
ويحق لي كاعلامي ان اوجز ما صنعه صاحب العيد الملك الباني والمعزز
ففي عهد جلالته الميمون حقق الاردن انجازات كبيرة هي موضع فخر واجلال للاردنيين شملت كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، ومسيرة الاصلاح والبناء نحو غد افضل واردن اقوى ومزدهر ، في ظل ما يعصف في المنطقة من تغيرات وتبدلات، حيث استطاع الاردن بحكمة قيادته الهاشمية تجاوز كافة الازمات والعواصف.
وفي هذا اليوم الاغروبهذا التاريخ من كل عام يحتفل الاردنيين من العقبه لمقربه بالبوادي والاغوار والارياف بعيد الجلوس الملكي حيث ترتفع ايادي الاردنيين كل الاردنيين من شتى المنابت والاصول متذرعه للمولى ان يمد بعمر جلاله الملك عبد الله الثاني وجلاله الملكه رانيا وولي عهدهما المحبوب الحسين وان يهبهما الصحة والسعاده
انه يوم الجلوس المبارك الثاني والعشرين، الذي يترامن مع مرور 100 عام على تأسيس الدولة الأردنية،
وهم يجددون الوعد والعهد و يؤكدون العزم والتصميم والإرادة على استكمال مسيرة البناء والتطوير والتحديث والإصلاح الشامل التي يقودها جلالته بكل شجاعة وثبات.
ومنذ أن اعتلى جلالته العرش في التاسع من حزيران عام 1999 نهض بمسؤولياته تجاه أمته العربية والإسلامية وخدمة قضاياها العادلة، من اجل رفعتها ومنعتها وتحقيق الأفضل لشعوبها في حياة حرة كريمة مستندا إلى ارث هاشمي نبيل ومحبة شعب أبي كريم وتقدير عربي وعالمي لدور الأردن الريادي في مختلف الميادين.
وبهمة وعزيمة سار الأردن بقيادة جلالته وتوجيهاته السامية للحكومات التي تشكلت في عهده نحو إصلاحات جذرية شملت كل مناحي الحياة.... السياسية والاجتماعية والاقتصادية وقد أثمرت عن تعزيز مكانة الأردن بين دول العالم، دولة مؤثرة ترتكز على العمل البناء والديمقراطية الحقة واحترام حقوق الإنسان وتحقيق التنمية المستدامة.
وعبر سنوات الإنجاز، شكل الإصلاح أولوية قصوى لدى جلالته وفق رؤية تستشرف المستقبل، فكانت عملية الإصلاح بأبعادها المختلفة عملية جادة ومستمرة وتمثل أهمها بإنجاز التعديلات الدستورية التي عززت نهج الديمقراطية والعدالة واحترام حقوق الإنسان وحماية الحقوق والحريات المدنية
وعكست التعديلات الدستورية مستوى النضوج السياسي والقانوني الذي وصل إليه الأردنيون، وهم يحتفلون بمئويه دولتهم، التي تأسست ....على قواعد الحرية والوحـدة والمساواة،..... فكانت خير دليل على قدرة الأردن على تجديد حياته وتشريعاته، والسير نحو المستقبل برؤية إصلاحية اجتماعية وسياسيـة تقوم على ركنٍ أساس يتمثل بمشاركة شعبية أوسع، وفصلٍ بين سلطات الدولة.
وأوجبت التعديلات الدستورية إقرار عدد من القوانين الناظمة للحياة السياسية، حيث تم إنشاء الهيئة المستقلة للإشراف على الانتخابات، فيما صدرت الإرادة الملكية السامية بالموافقة على قانوني المحكمة الدستورية والأحزاب السياسية بشكلهما الذي أقره مجلسا الأعيان والنواب.
واكدد و
واكد ويؤكد جلالته على ان عملية الإصلاح لا تراجع عنها وان الجميع شركاء في هذه العملية الوطنية، مشددا في السياق على أهمية الإسراع في إنجاز قانون الانتخاب، بحيث تجرى الانتخابات النيابية وفق أعلى معايير الشفافية والنزاهة والحياد، وصولا إلى مجلس نيابي قوي يمثل مختلف مكوّنات المجتمع، وينهض بدوره المهم في التشريع والرقابة بكل فاعلية، ويسهم في مسيرة البناء والإنجاز وخدمة قضايا الوطن.
وتتجلى رؤية جلالة الملك عبد الله الثاني لمستقبل الأردن الأنموذج المتقدم في صون كرامة الإنسان وحرياته بلقاءات جلالته مع أبناء الوطن.... ضمن زيارات تواصلية يعبر فيها الأردنيون عن اعتزازهم بوطنهم وقائدهم ويتحاورون مع جلالته في مختلف القضايا التي تهمهم ويعرضون أمام جلالته جميع مطالبهم واحتياجاتهم في جو تسوده الثقة والمحبة المتبادلة.
وبموازاة الاصلاح السياسي...... يؤكد جلالة الملك أهمية السير قدما بالاصلاحات الاقتصادية. حيث تنصب الجهود حاليا على تحقيق تنمية حقيقية لجميع الاردنيين والحد من تحديات الفقر والبطالة ، وضمان التنمية المتوازنة بين المحافظات وإقامة مشروعات إنتاجية تشارك المجتمعات المحلية في صياغتها بما يتناسب مع احتياجاتها التنموية.
ويشدد جلالته على أهمية حصول جميع المحافظات على حصص عادلة من المشروعات ، وعلى ضرورة مشاركة المجتمع المحلي بالتنسيق مع المؤسسات والحكام الإداريين في تحديد الأولويات والفرص الاستثمارية في كل محافظة
كما يشدد جلالة الملك على ضرورة تحقيق نتائج يلمسها المواطن على ارض الواقع ودعم إنشاء مشروعات توفر المزيد من فرص العمل في المحافظات والالويه اين كانت على مساحه الوطن ،
ومنذ اعتلائه العرش يدعو جلالته الى تطبيق برامج للاصلاح الاقتصادي وتعظيم دور القطاع الخاص في النشاطات الاقتصادية لتحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية مستدامة وتوفير فرص العمل وتأمين مستوى معيشي أفضل لجميع الاردنيين, كما حدد جلالته عدداً من القضايا، منها تحرير الاقتصاد وتحديثه والاندماج في الاقتصاد العالمي، وتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الدول العربية.
ويعمل جلالة الملك على جعل القطاع الخاص شريكاً حقيقياً في تطوير الإقتصاد الأردني والوصول الى مرحلة يتمتع بها الاردن باقتصاد سليم قادر على التكيف مع الصعوبات المحلية والخارجية وتحقيق النمو بمعدلات مستقرة ومستدامة.
ويؤكد جلالته في هذا الصدد أهمية توحيد جهود المؤسسات المعنية بجذب وتشجيع الاستثمارات من خلال الاستناد الى مرجعية واحدة وواضحة بهذا المجال الحيوي.
ووقع الاردن عددا من اتفاقيات التجارة الحرة الدولية والعربية والاقليمية ومن ضمنها اتفاقية التجارة الحرة بين الاردن ودول الافتا واتفاقية التجارة الحرة بين الاردن واميركا واتفاقية الشراكة الأردنية الأوروبية واتفاقية تيسير وتنمية التبادل التجاري بين الدول العربية واتفاقية اقامة منطقة تجارة حرة مع سنغافورة واتفاقية اقامة منطقة التبادل الحر بين الدول العربية المتوسطية (أغادير) واتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى مع 17 دولة عربية.
ويأتي إطلاق المناطق التنموية..... في العديد من محافظات المملكة, بهدف الاستفادة من الميزات التنافسية للمحافظات والمدن الاردنية وضمان توزيع مكاسب التنمية وتوفير فرص العمل لابناء المحافظات في أماكن سكناهم، وكذلك تعزيز القدرة الاقتصادية في المملكة واستقطاب الاستثمارات وإيجاد بيئة استثمارية متطورة للأنشطة الاقتصادية وإيجاد المشروعات التنموية التي تخدم هذه المحافظات إضافة إلى توفير سند تشريعي ضامن وكافل للمستثمرين في المناطق التنموية واستكمال إنشاء هذه المناطق للتأكيد على الرؤية الاقتصادية في المملكة.
وتميز القطاع الصناعي بالتطور الذي واكب التقنيات الحديثة في الانتاج وإحتياجات السوق العالمية
وكميات الانتاج الصناعي في ارتفاع مستمر حيث زادت خلال الاشهر الثلاثة الاولى رغم التحديات الكبيرة التي تواجه الصناعة الوطنية حيث بقي هذا القطاع اهم واكبر القطاعات التي تشغل الايدي العاملة وتولد فرص العمل باستمرار في مختلف المجالات .
مثلما شارك الاردن بقيادة جلالته في العديد من مؤتمرات المنتدى الاقتصادي العالمي واستضاف هذا المؤتمر في منطقة البحر الميت اكثر من مرة منذ عام 2003، ما كان له الاثر الايجابي في فتح آفاق اقتصادية جديدة وعلاقات تجارية وصناعية اسهمت في تحفيز النمو الاقتصادي وتعريف المستثمرين وصناع القرار السياسي باهمية البيئة الاستثمارية التي تتمتع بها المملكة.
ويولي جلالة الملك عبد الله الثاني جل رعايته لقطاع التعليم في سبيل النهوض والارتقاء به وتطويره وتحديثه، حيث يتلقى نحو ثمانين بالمئة ممن هم في سني الدراسة تعليمهم في المدارس الحكومية التي يصل عددها إلى نحو أربعة الآف ، فيما تتناقص نسبة الأمية عاما بعد عام لتسجل وفقا لأحدث الإحصائيات 7 بالمئة فقط من عدد سكان المملكة.
ويؤكد باستمرار دعمه الكامل للمعلمين وللجهود الهادفة الى تحسين ظروفهم وتهيئة الأسباب التي تعينهم على أدائهم لعملهم المهم في بناء الأوطان تجسيدا لقناعة جلالته بانهم يقودون المستقبل,
وحافظ الاردن ومازال على مركزه كأكبر مساهم بالمحتوى الالكتروني للغة العربية على مستوى المنطقة وادارة اكثر من ثلاثة أرباعه الى جانب تمتعه بأعلى نسبة انتشار للإنترنت بين المتحدثين باللغتين العربية والانجليزية في المنطقة.
ويعد قطاع تكنولوجيا المعلومات في الأردن احد القطاعات الواعدة التي بدأ ياخذ فيها ريادة اقليمية نظرا لخصوصية توفر الكوادر البشرية المؤهلة والمتميزة ذات المهارات العالية.
وتعزى اسباب تطور هذا القطاع الى ما يتمتع به الأردن من أمان واستقرار ضمن دول المنطقة ووجود قيادة سياسية داعمة، وتوفر نظام تعليم عال متقدم على مستوى المنطقة واتساع خريجي قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وبخاصة ان نسبة خريجي الجامعات في التخصصات التقنية أعلى من كل دول المنطقة اضافة الى الاعتراف بالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كعوامل دفع وتمكين لنمو الاقتصاد الوطني .
مثلما وفر الاردن مناطق تنموية تتمتع بالمقومات الداعمة لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات منها مجمع الملك حسين للاعمال في عمان ومنطقتي إربد والمفرق التنمويتين, واظهر استحواذ شركة ( ياهو ) العالمية على الموقع الالكتروني الاردني (مكتوب ) قصة نجاح حقيقية على تقدم قطاع تكنولوجيا المعلومات في المملكة في موازاة التطور العالمي له .
وفيما يتصل بالقطاع الصحي،
حرص جلالته على تحسين مستوى خدمات الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين في مختلف مناطق المملكة، خصوصا في المناطق النائية، حيث يتفقد واقع هذه الخدمات بنفسه سواء كان ذلك من خلال زيارات جلالته المعلنة أو المفاجئة لمؤسسات الرعاية الصحية في مختلف أنحاء المملكة.
ويتابع جلالة الملك عبدالله الثاني باهتمام موصول شؤون الايتام وذوي الاحتياجات الخاصة والمراكز والمؤسسات المعنية برعايتهم، ويحث على تطوير ادائها وتأهيل العاملين فيها منعا لأية تجاوزات وممارسات لا إنسانية بحق هذه الفئة من أبناء المجتمع وبما يعكس قيمه النبيلة.
وفي وقفة مع القطاع العمالي، يحظى عمال الوطن باهتمام ورعاية جلالته، وانخفض معدل البطالةبالرعم من كل الظروف والامكانات .
أما القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية،
فقد واصلت تطورها وتقدمها تأهيلا وتدريبا وتسليحا في عهد جلالته، وما يزال مركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير (كادبي) يثبت نجاحا تلو الآخر في مجال الصناعات العسكرية منذ تأسيسه في العام 1999 .
ويستضيف الأردن كل عامين معرض معدات قوات العمليات الخاصة (سوفكس ) الذي يعد اكبر معرض متخصص في مجال العمليات الخاصة والأمن القومي على مستوى المنطقة والعالم والذي شارك في دورته التاسعة الشهر الماضي 321 شركة من منتجي ومطوري المعدات الدفاعية من 33 دولة حول العالم.
ويحرص جلالة الملك، ومنذ توليه أمانة المسؤولية،
على إعلاء شأن القضاء وتعزيز استقلاليته على الدوام , وقد تجلى هذا في التعديلات الدستورية التي أكدت على ترسيخ استقلال السلطة القضائية، وتعزيز صلاحياتها حتى تظل قادرة على أداء رسالتها في صون حريات وحقوق المواطنين وحمايتهم من أي ظلم أو تعسف.
ويؤكد جلالته دعمه للقضاء
الذي يرسخ العدالة وسيادة القانون ، من خلال خطط وبرامج يتم العمل على تنفيذها وفق برامج زمنية محددة وواضحة، وذلك ايمانا من جلالته بان العدل أساس الحكم وأن غياب العدالة عن أي مجتمع يعني غياب الانتماء وانعدام الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة.
ويشدد جلالته
على ضرورة الاستمرار في صيانة وتطوير مرفق القضاء وسائر الأجهزة المساندة له، من خلال تواصل الجسم القضائي فيما بينه، والعمل على رفده بالخبرات والكفاءات المتميزة، وبناء قدرات القضاة من خلال وضع برامج متخصصة في التأهيل والتدريب.
وفيما يتصل بقطاع الشباب،
يحرص جلالة الملك عبدالله الثاني على دعم الشباب وإشراكهم في مختلف القضايا ليكونوا على قدر حجم المسؤولية التي تقع على عاتقهم وليكون لهم الدور الفاعل والمشاركة الجديّة في شؤون وشجون الوطن فهم كما أطلق عليهم جلالته فرسان التغيير وهم القادرون على إحداث نقلة نوعية في مستقبل هذا الوطن وتحقيق الغد المشرق لأجياله المقبلة.
ويؤكد جلالته دوما أن الشباب هم الشريحة التي يجب الاعتناء بها وتوجيهها مع أهمية ان يكونوا متسلحين بالعلم والمعرفة والوعي والإدراك باعتبارهم قادة المستقبل وحاملي لواء التغيير والإصلاح ,
وقدم جلالته العديد من المبادرات التي تخدم تطلعات الشباب منها المجلس الأعلى للشباب الذي يعنى برسم سياسة رعاية الناشئين والموهوبين بالإضافة إلى الصندوق الوطني لدعم الحركة الشبابية والرياضية.
وتوالت المبادرات الملكية في مجال الشباب حيث أشهرت هيئة ( شباب كلنا الأردن ) لتنظيم العمل الشبابي ، كما يحرص جلالته على اصطحاب عدد من الشباب في المؤتمرات واللقاءات الدولية والمحلية ليكونوا على اطلاع بالأحداث والمتغيرات من حولنا.
وتأكيدا على نهج الوسطية والاعتدال ومحاربة الغلو والتطرف
اطلقت رسالة عمان عام 2004 ، واحتض الاردن مؤتمرات إسلامية عدة في عهد جلالته واطلقت مبادرات ملكية عديدة هدفها إظهار الصورة الحقيقية والسمحة للدين الإسلامي الحنيف, وبرعاية ومباركة جلالته وبمناسبة العيد الخمسين لميلاد جلالته تم التوقيع على إنشاء وقفيتي الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لدراسة فكر الإمامين الغزالي والرازي اللتين قدمتا هدية للأمة الإسلامية وذلك إحياء لسنة الوقف الحضارية ودوره الريادي التعليمي وبمبادرة نوعية جديدة من مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي.
وتضمنت الوقفية الأولى التي سميت بـ (الكرسي المكتمل لدراسة فكر الإمام الغزالي ) إنشاء صرح أكاديمي إسلامي في المسجد الأقصى المبارك لكي يُعمر المسجد بالعلماء وطلبة العلم، ولإعطاء دفع علمي وروحي إسلامي لحماة مدينة القدس،وإنشاء كرسي أستاذية لتدريس فكر الإمام الغزالي ومنهجه في جامعة القدس والمسجد الأقصى المبارك , كما تضمنت الوقفية الأولى إنشاء جائزة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لدراسات التراث العلمي للإمام الغزالي، وتقديم عدد من المنح للطلاب الذين يدرسون في ذلك الكرسي في المسجد الأقصى وجامعة القدس (منها منحة لدرجة الماجستير ومنحة أخرى لدرجة الدكتوراه ).
وتضمنت الوقفية الثانية إنشاء كرسي أستاذية لتدريس فكر الإمام الرازي ومنهجه في الجامعة الأردنية وجامعة العلوم الإسلامية العالمية ومسجد الحسين بن طلال، وإنشاء جائزة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للدراسات التي تتناول الإمام الرازي وفكره ومنهجه.
كما اشتملت على تقديم عدد من المنح للطلاب الذين يدرسون في ذلك الكرسي (منها منحة لدرجة الماجستير ومنحة أخرى لدرجة الدكتوراه ) .
وأطلق جلالة الملك عبد الله الثاني مبادرات ملكية عدة بأهداف نبيلة كانت نبراس عمل لمختلف الفئات المجتمعية والهيئات الرسمية والشعبية , أولها في تشرين الثاني عام 2002، تلك المبادرة التي حملت مفهوم (الأردن أولا )
لترسيخ روح الانتماء بين المواطنين ، ثم كانت مبادرة (كلنا الأردن) في تموز 2006 بهدف تأسيس منظور وطني شامل يستند إلى رؤى مشتركة بين مكونات المجتمع الأردني، عبر مشاركة واسعة وفاعلة، ليس في صياغة بنية القرارات العامة ذات العلاقة بالحراك الوطني فحسب، لكن أيضا وبالمقدار نفسه، تنفيذ هذه القرارات ومتابعتها.
وعمل الأردن في عهد جلالته على ترجمة التنمية السياسية لمنهج فاعل واطر منهجية مؤسسية , فكان استحداث وزارة التنمية السياسية عام 2003 لتتولى عملية متابعة الاتصال مع القوى الحزبية والسياسية وتجذير التنمية السياسية وفقا لرؤى جلالة الملك المتمثلة بزيادة المشاركة الشعبية في صنع القرار الاقتصادي والسياسي.
وأسهمت التوجيهات الملكية السامية في تعزيز مكانة المرأة وتحقيقها منجزات مميزة استطاعت أن تثبت نفسها وان تفعل من دورها في مجلس الأمة بشقيه النواب والأعيان ومكن تخصيص كوتا نيابية للمرأة عام 2003 من تعزيز حضورها ، فكان ان فازت بستة مقاعد نيابية ، وشكلت نقطة تمهيدية للمرأة لخوض هذه التجربة حيث رشحت نفسها بعدما وثق المجتمع بقدراتها ، فحصلت على مقعد بالتنافس.
كما تضاعفت الكوتا النسائية من 6 إلى 12 مقعدا
، وكانت المرأة حاضرة في التشكيلات الحكومية حيث تزايد وجودها وبوزارات مهمة وحساسة ، كما حصلت على مواقع هامة في العمل الدبلوماسي ، والعمل النقابي والحزبي ، ومن الأمور الهامة أيضا ان أعلى نسبة تعليم في الجامعات كانت لصالح المرأة .
ووضع جلالته الإطار الذي ينطلق منه الإعلام
من خلال الرؤية الملكية للإعلام التي انطلقت من ركيزة أساسية حيث يكفل الدستور الأردني حقوق المواطنين في حرية الرأي والتعبير في جميع مناحي الحياة دون تجاوزات على القانون، ونتج عن استثمارات القطاع الخاص في الإعلام ترخيص عشرات محطات الإذاعة والقنوات التلفزيونية إضافة إلى صدور صحف يومية وأسبوعية جديدة ومئات المواقع الإلكترونية .
وشهدت محافظات المملكة في عهد جلالته
نهضة عمرانية شاملة وتنفيذ مشروعات في مجال الأشغال والخدمات العامة , وأخرى موجهة لدعم ورعاية الجوانب الثقافية والرياضية والاجتماعية إضافة إلى مشروعات أنجزت وبرامج نفذت كان لها طابع وأبعاد تنموية راعت التوسع العمراني والنشاط الاقتصادي، ما استدعى إقامة مشروعات مرورية من تقاطعات وفتح شوارع لربط المناطق وخدمة سكانها.
وفي قطاع النقل العام
يدعو جلالته لان يواكب الاستثمار عمل مواز لتطوير البنية التحتية ، وخصوصا قطاع الاتصالات وشبكات الطرق ، واستكمال الإجراءات المتعلقة بإنشاء سكة الحديد الوطنية ، ليكون الأردن مركزا إقليميا للنقل ، ولتطوير إمكانيات التكامل والتعاون مع الدول العربية المجاورة، وفي عام 2009 انضم الأردن إلى المنظمة العالمية للسكك الحديدية، ويجري العمل حاليا على دراسة إنفاذ مشروع السكة الخفيف بين عمان والزرقاء.
ومثلت الأجندة الوطنية التي أقرتها لجنة ملكية خاصة توافقا وطنيا ورؤى مستقبلية على المبادئ العامة لمختلف القضايا الوطنية دون ان تكون فوق الدستور أو تشريعات
وإنما توصيات ومبادرات تقدم إلى الحكومات المتعاقبة وصاحب الولاية في ترجمتها إلى قوانين وإقرارها في النهاية هي السلطة التشريعية.
وشهدت المملكة في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني تطورا ملحوظا في المجال الثقافي، وتم تنفيذ العديد من المشروعات الثقافية ، وسنت القوانين والتشريعات من خلال توجيهاته الملكية السامية الواردة في عدد من كتب التكليف , ومن بينها قانون رعاية الثقافة , وتم افتتاح العديد من المراكز الثقافية في المحافظات , ودارة الشهيد وصفي التل ، وإنشاء صندوق دعم الثقافة واختيرت عمان في عام 2002 عاصمة للثقافة العربية .
وعلى الخارطة الدولية
بقي حضور الأردن مميزا وسياساته ثابتة في التعامل مع سائر دول العالم المرتكزة على الاحترام المتبادل والاتزان .
ويعمل الأردن بقيادة جلالة الملك على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة التي تشهد تحولات ومتغيرات سياسية غير مسبوقة وفي مقدمة ذلك إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وفق حل الدولتين وبما يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وتتسم السياسة الخارجية التي ينتهجها جلالته بالاتزان والاعتدال، حيث تحكم علاقات الأردن مع جميع دول العالم مبادئ التعاون والاحترام المتبادل, ويقوم الأردن بدور فاعل بقيادة جلالة الملك في نصرة القضايا العربية والإسلامية ودعم العمل العربي المشترك
وصدرت في الثاني من تموز عام 2009، الإرادة الملكية السامية بمقتضى الفقرة (أ) من المادة 28 من الدستور باختيار سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني وليا للعهد.
وبعد فلله مولانا نرفع اكفنا ان يحفظك ويحميك وولي عهدك وعيد بارك لكل الاردنيين عيد مولاي وسيدي ابا الحسين