خامنئي يضع شروطا لقبول "صفقة اليورانيوم" وأمريكا تشكك

زاد الاردن الاخباري -

وضع المرشد الأعلى للثورة الاسلامية الإيرانية علي خامنئي ثلاثة شروط لقبول المقترح الذي تقدمت به الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن تخصيب اليورانيوم ، فيما شككت الإدارة الأمريكية من إمكانية التوصل لاتفاق في هذا الشأن .

ونقلت قناة "العربية" الإخبارية عن خامنئي إن الشروط الثلاثة هي أن يجري التبادل في وقت واحد، وأن يكون داخل إيران، إلى جانب تحديد طهران كمية اليورانيوم الذي تريد مبادلته بالوقود النووي.

ويقضي مشروع الاتفاق بأن ترسل ايران 70 في المئة من مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب الى الخارج، مقابل ان تحصل على وقود لمفاعل للابحاث الطبية.

ويهدف هذا العرض الى التثبت من عدم استخدام إيران اليورانيوم لاهداف عسكرية. لكن طهران رفضت هذا العرض وطلبت تبادل تدريجيا وبكميات صغيرة لليورانيوم.

تعديل الشروط

ومن جانبه ، طالب وزير الخارجية الأمريكية منوشهر متكي بتعديل مقترح الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مقابلة مع صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" الألمانية "ضرورة تزامن عملية تسليم اليورانيوم المخصب مقابل اليورانيوم منخفض التخصيب وأن بلاده لن تقبل الانتظار للمدة الفاصلة بين تسليم إيران اليورانيوم منخفض التخصيب وتسلم اليورانيوم عالي التخصيب وهي المدة التي حددتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعام".

وكان وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي اعرب امام مؤتمر الأمن في ميونيخ في ساعة متأخرة من الليلة الماضية عن تفاؤله ازاء امكانية ايجاد حل لبرنامج بلاده النووي "عبر النوايا الطيبة وحلول الوسط" مؤكدا ان الارادة السياسية لذلك موجودة وطالب بتوفير ضمانات لبلاده بهذا الشأن.

تشكيك أمريكي

شكك وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس في قرب التوصل الى اتفاق مع ايران حول الوقود النووي، قائلا"لا اشعر باننا قريبون من اتفاق".

وقال جيتس للصحفيين خلال زيارته العاصمة التركية أنقرة اليوم السبت "اذا قررت إيران قبول اقتراح الدول الست الكبرى وهو تسليم 12 ألف كيلوجرام من اليورانيوم منخفض التخصيب لديهم مرة واحدة الى طرف يتفق عليه فأعتقد أنه سيكون هناك رد على هذا الامر".

وتابع "لكن الواقع يقول انهم لم يفعلوا شيئا لطمأنة المجتمع الدولي الى استعدادهم للامتثال الى معاهدة حظر الانتشار النووي أو وقف تقدمهم في صنع سلاح نووي ولذا أعتقد أن دولا عدة بحاجة للتفكير فيما اذا كان الوقت قد حان لاتباع نهج مختلف".

تشديد العقوبات

وهدد مستشار الامن القومي الامريكي جيمس جونز بمواجهة إيران جولة جديدة من العقوبات والعزلة ، إذا لن تلبي مطالب المجتمع الدولي بخصوص برنامجها النووي ، وذلك في مؤتمر ميونيخ الامني السنوي.

وقال جونز "الدرجة غير المسبوقة من التوافق الدولي تظهر انه يتعين على طهران أن تفي بمسئولياتها والا واجهت عقوبات اوسع وزيادة العزلة الدولية".

ومن جانبه ، طالب وزير الخارجية الألماني جيدو فيستارفيللي إيران مجددا في كلمته أمام المؤتمر بتقديم اثباتات حول عزمها استخدام الطاقة النووية في الاغراض السلمية.

وقال فيستارفيللي "لا يقبل تسلح ايران بأسلحة نووية اذ ان ذلك يؤدي الى زعزعة استقرار المنطقة بكاملها اضافة الى ضعف الاتفاقات الدولية الخاصة بعدم نشر الاسلحة النووية في العالم".

ونقلت وكالة الأنباء الكويتية "كونا" عن فيستارفيللي تحذيره من طموح طهران الى امتلاك قنبلة نووية التي تعتبر من اكبر الاخطار التي تهدد الامن في العالم

واضاف " لايران الحق في الاستخدام السلمي للطاقة النووية ومجموعة الدول الست قدمت لايران دعما في هذا المجال" ، مشددا على انه يتعين على ايران في المقابل تقديم اثباتات تدل على ان الطاقة الذرية لبرنامجها النووي لا تستخدم ولا تكتسب صفة غير صفات الاغراض المدنية.

وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لوح منذ أيام باستعداد بلاده للقبول بالصفقة التي تقدم بها المجتمع الدولي لإيران بشأن برنامجها النووي المثير للجدل والتي تقضي بإرسال إيران يورانيوم منخفض التخصيب لتخصيبه في الخارج ثم استخدامه لأغراض بحثية في مفاعلات نووية بطهران وهو ما اعتبره الكثيرون بمثابة تحول نوعي محتمل في موقف إيران.

وأكدت طهران مرارا أن برنامج تخصيب اليورانيوم الذي تتبناه يخدم الأغراض السلمية البحتة في حين يخشى الغرب من استخدام إيران هذا اليورانيوم في تصنيع القنبلة النووية.

وتواجه إيران احتمال فرض مجموعة رابعة من العقوبات ضدها بسبب تخصيب اليورانيوم الذي تعتقد الدول الغربية أنه سيستخدم لإنتاج أسلحة نووية، وهو ما تنفيه إيران وتقول إن برنامجها النووي يخدم أغراضا سلمية.

يذكر أن الصين وروسيا كانت حتى الآن الأقل استعدادا من بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن لدعم فرض عقوبات جديدة على طهران، ولكن تعليقات روسية كتلك التي أدلى بها لافروف مؤخرا تشير إلى استعداد موسكو لتليين موقفها

المحيط