ليس أهم من المصداقية أمراً بين الحكومات و شعوبها ؛ فهي التي تعزّز دعائم الثقة بينهما و تقوّي مؤشرات الأداء و ترفع مستويات الوطنية و الإنتماء ممّا ينعكس على نهضة شاملة و نمو حقيقي للوطن و المواطن.
و من المؤسف أن حكوماتنا المتعاقبة في الأردن لا تدرك أو لا تهتم بهذا الجانب ، و لسان حالها يقول أنها لا تُلقي له بالاً ، و هذ ما يظهر جليّاً في التصريحات و النفي المتعاقب في كثير من القضايا التي يظهر خلاف ما صرحت به. و إذا ما قمنا باستطلاع رأي محايد و نزيه ، فالأمر حتميّ بأن نسبة مصداقية الحكومة من منظور شعبي متدنية و متدنية جداً.
و لعلّ أزمة فيروس كورونا كشف الكثير ممّا أتحدث عنه ، فلم يصدق الشعب إلى هذه اللحظة أي من تصريحات و روايات الحكومة و حتى نصائحها لم تسلم من التشكيك - قياساً إلى قصة الراعي و الذئب مع أهل القرية .
الثقة و المصداقية و الشفافية في التعامل مع القضايا الوطنية و صدق الرواية الحكومية من أهم ركائز الحكم و استقرار الدول و استثمار طاقات أبنائها في البناء و التقدم و صنع جيل قوي منتمي و مؤمن بوطنه و قيادته ، و عكسها هو تفتير للهمم و ضرب لعنصر الوطنية و بالتالي شعب هشّ و حكومة أضعف منه ، و الحكومة التي تتجاهل هذا الامر الهام تخسر كثيراً .
فعلى الحكومة أن تنتهج نهجاً سليماً في التعامل مع قضايا الوطن يتسم بالمصداقية و الشفافية و الصدق مع مواطنها ، لعلّها تستطيع بناء جسور متينة و تكسب شعبها بأن يدعمها و يقف خلفها لتصحيح مسيرة وطن و بناء جيل قوي منتمي و قادر على العطاء الحقيقي.