زاد الاردن الاخباري -
شهد الإصدار الثالث والثلاثون من الكتاب السنوي للتنافسية العالمية والصادر عن مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية IMD، تقدم المملكة الأردنية الهاشمية بمعدّل تسع نقاط في ترتيبها العام، لتدخل بذلك سباق التنافسية، وتتقدم على بعض أكبر اقتصادات العالم.
وقد كان الأداء الأردني قد شهد تقدماً مستداماً على مدى السنوات الماضية، ليتكلل بتقدم كبير جداً هذا العام. ولا بد من الإشارة إلى أن الأردن من الدول القليلة التي شهدت تقدماً بهذا المعدل العالي، وأنها الدولة العربية الوحيدة التي شهدت تقدماً هذا العام.
ويعتبر تقدم الأردن على الرغم من الظروف الاستثنائية التي شهدها العالم خلال العام المنصرم، والتراجع الكبير الذي طرأ على أداء العديد من الاقتصادات وحتى الكبرى منها، دليلاً على الحوكمة المستدامة ذات الرؤية طويلة الأمد التي تتبعها الأردن، فضلاً عن فعالية السياسات المحلية المتبعة فيما يخصّ الكفاءة والتنافسية على مختلف الأصعدة.
ويقول البروفيسور أرتورو بريس، مدير مركز التنافسية التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية IMD: "أظهر الاقتصاد الأردني انتعاشاً ملحوظاً في تنافسيته هذا العام، وعلى الرغم من الاعتقاد المباشر بأن هذه النتائج تعتمد على الاستجابة الإيجابية والفعالة لجائحة كوفيد-19 وتوابعها، إلا أنه وفي الواقع، فإن الأمر يعود إلى الإصلاحات السياسية المتعددة التي كانت الأردن قد بدأت في تطبيقها على مدى السنوات الماضية، والتي أتت ثمارها هذا العام."
إقليمياً حلّت الإمارات في المركز الأول محافظةً على مركزها التاسع عالمياً، تتبعها قطر في المركز الثاني عربياً والسابع عشر عالمياً، أي بتراجع ثلاث نقاط، فيما حلّت المملكة العربية السعودية في المركز الثالث عربياً والثاني والثلاثون عالمياً متراجعة من المركز الرابع والعشرين، أما الأردن فحلّ رابعاً عربياً متقدماً بتسع نقاط عن العام الماضي ليحلّ في المركز التاسع والأربعين عالمياً.
عالمياً، أطاحت سويسرا بسنغافورة، وحلّت أولى عالمياً متقدمة من المركز الثالث، تبعتها السويد في المركز الثاني متقدمة من السادس، والدنمارك في الثالث متراجعة من المركز الثاني، تمكنت هولندا من المحافظة على مركزها الرابع، أما سنغافورة فتراجعت من المركز الأول إلى الخامس. أما بقية العشر الأوائل فهم: النروج في المركز السادس، وهونج كونج في السابع، وتايوان في الثامن، والإمارات العربية المتحدة في المركز التاسع، والولايات المتحدة الأميركية في المركز العاشر.
هذا وقد كانت علامات الضعف بدأت تظهر على العديد من الاقتصادات العالمية في أواخر العام الماضي، خصوصاً ما أن بدأت توابع جائحة فيروس كورونا تلقي بظلالها على مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية حول العالم. وعليه، فإننا نرى تفاوتات كبيرة في أداء بعض الدول الأكثر تنافسية، ونجد بأنها تراجعت بنسب مرتفعة. هذا ويتبين من تصنيفات هذا العام بأن الابتكار والرقمنة ورفاهية المواطنين، والتماسك الاجتماعي هي مفاتيح الأداء الاقتصادي الجيد والتنافسي.
وقد أظهرت أوروبا قوتها الجماعية في تصنيفات الكتاب السنوي للتنافسية 2021، هذا كما ويتبين أن الاقتصادات الأفضل أداءً تتميز بدرجات متفاوتة من الاستثمار في الابتكار والأنشطة الاقتصادية المتنوعة والسياسة العامة الداعمة، ويرى الخبراء في مركز التنافسية العالمية، بأن الأداء الجيد في الفترة التي سبقت الوباء هو ما سمح لهذه الاقتصادات بمعالجة الآثار الاقتصادية للأزمة بشكل أكثر فعالية.
على الرغم من التقلبات الاقتصادية وبعض حالات الركود التي تلوح في الأفق في أوروبا، فإن التصنيفات توضّح امتلاك هذه الاقتصادات للركائز الصحيحة للاقتصاد التنافسي، فالقطاعين العام والخاص موثوق بهم، ومستويات التعليم مرتفعة وقوية، وستتمكن من توليد الازدهار خلال العقد المقبل.