ليس دفاعا عن وزارة الأوقاف..لا بل دفاعا عنها..
الحمد للّه،والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وعلى آله الطيّبين الطاهرين.
يتكرر السؤال نفسه..
لماذا الهجوم المتكرر والمخطط له على وزارة الأوقاف ووزيرها المكرم..؟!!
فقد خرج علينا من جديد بعض الإسلاميّين الحزبيّين في منشور له على صفحته على الفيس بوك من خلال كلمات لا تستند إلى أي مهنيّة في الطرح ولا ذرّة من علم أو إنصاف،حيث اتهم وزارة الأوقاف بأنّها وزارة الإيقاف وزعم بأنّ وزارة الأوقاف أوقفت عددا من العلماء عن الخطابة والتدريس في المساجد،ومنعت لجان المساجد عن العمل الجاد،ودور القرآن عن تربية النشء..
هكذا زعم وادّعى..
واللّه وباللّه وتاللّه إنّ ذلك كلّه كذب له قرنان كما يقال..
فإنّ وزارة الأوقاف ممثلة بوزيرها الأكرم معالي الدكتور محمد الخلايله حفظه الله وعطوفة الأمين العام الدكتور عبدالله العقيل وسائر العاملين بها من أشدّ الناس حرصا على بيوت الله تعالى خدمة ورعاية ومن أحرص الناس على تنشئة الجيل تنشئة دينية على كتاب الله تعالى وهدي سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم..
وأما إذا أراد الكاتب تنشئة الجيل على أفكار معيّنة وحزبيّة ضيّقة ومخططات لا يُراد بها مصلحة بلدنا الحبيب..فهذا شأن آخر وشنشنة نعرفها من أخزم...!!!
ولا تنطلي إلا على مَنْ لا يعرف حقيقة أفكاركم ومخططات حزبكم، تلك المخططات التي رأينا ورأى كلّ العالم آثارها المدمّرة للبلاد والعباد في أمصار عربيّة وإسلاميّة شتى..!!!
ثمّ إنّ الكاتب المشار إليه هداه الله تعالى انتقد وزارة الأوقاف واعترض عليها بأنّها تريد المتابعة والإشراف على دور القرآن الكريم في بلدنا الحبيب ومن ضمن ذلك دور القرآن التابعة لجمعية المحافظة على القرآن الكريم معترضا كذلك على أنّ وزارة الأوقاف مشكورة تقوم على اختبار المدرسين في تلك الدور القرآنية من أجل التأكد من مدى قدرتهم العلمية وجاهزيتهم الشرعية والنفسية للقيام بمهامهم ودورهم العظيم في تعليم كتاب الله وتنشئة الجيل..
ولا أدري ما هو وجه استنكار ذلك أو الاعتراض عليه...!!!
أليس من واجب الوزارة الشرعيّ والقانونيّ أن تُدير عملية الخطاب الديني في بلدنا الحبيب، لكي تضمن سلامة المحتوى العلمي والشرعي وبالتالي تتمّ تنشئة الجيل على الحق والهدى والاعتدال والرّشاد لكي لا تُستغلّ دور القرآن الكريم من قِبل بعض أصحاب الأجندات الحزبيّة والأفكار المسمومة في تشويه أو تسميم عقول شبابنا وزرع أفكار التطرف في عقولهم وقلوبهم كما حدث في بلاد أخرى، والتي اكتوت بعد تلك الغفلة عن إدارة الخطاب الديني في تلك الدور والمراكز بنار التطرف والإرهاب مع الأسف الشديد..!!!
ثمّ أيها الكاتب المحترم هدانا الله وإياك إلى الحق والصواب ما الذي يَضيرك ويَضير المدرسين في تلك الدور القرآنية من امتحان وزارة الأوقاف لهم إن كنتم تعتقدون بأنكم مؤهلون علميا ومعرفيا وشرعيا لتدريس في تلك الدور والمراكز..؟!!
ولماذا تعترض على أنْ تُشرف وزارة الأوقاف على وضع المناهج في تلك الدور القرآنية..؟!!
أم أنّ وراء الأكمة ما وراءها..!!
وهل إذا كان وزير الأوقاف من جماعتكم وحزبكم أو على الأقل جاء على مقاسكم..
هل سوف تعترضون على ما تقوم به الوزارة اليوم..أم سوف تُرحبون وتصفقون وتُزمّرون لها..؟!!!!
أتريدونها يا قوم حزبيّة مقيتة..؟!!
عليكم أن تعلموا أنتم وغيركم ممّن يُطبل لكم اليوم في الهجوم على وزارة الأوقاف ووزيرها المكرم والعاملين فيها والتشكيك في ديانتهم وأمانتهم وحرصهم على بلدهم وبيوت الله تعالى بأنّ من حق بل من واجب وزارة الأوقاف الشرعي والقانوني والوطني إدارة الشؤون الدينية وضبط الخطاب الديني في بلدنا الحبيب وذلك من خلال العلماء والدعاة إلى اللّه تعالى ممّن ترى وزراة الأوقاف أهليّتهم العلمية والفكرية للقيام بهذا الواجب العظيم تجاه بلدنا الحبيب..
ولا يلزم من ذلك أن يكون أولئك العلماء والدعاة على مقاسكم ومن حزبكم لكي يكون عمل وزارة الأوقاف مرضيّا عندكم..!!!
فهل يا قوم ترضون أنتم أن يُدرس في مراكزكم وجمعياتكم إلا مَنْ هو منكم ومِنْ حزبكم..؟!!
لماذا هذه الإزدواجية في المعايير يا قوم..؟!!
ثمّ أقول بعد ذلك لماذا هذا الهجوم السافر على وزارة الأوقاف والعاملين فيها حتى أنّه يُخيَّل للقارئ والمطلع على كلامكم واتهاماتكم بأنّ وزارة الأوقاف وزارة تابعة لدولة جاهليّة محاربة للإسلام وأهله...!!!
إننا ولله الحمد والمنّة نعيش في بلد إسلاميّ وفي كنف أهل البيت الأطهار الحاملين لهذا الدين العظيم والحريصين أشدّ الحرص على تنشئة الجيل عليه..
ولذا فإنّ مزاودتكم في الحرص على الإسلام وبيوت الله تعالى..على الدولة وعلى وزارة الأوقاف والعاملين فيها..مردودة وهي مكشوفة الغاية والأهداف لا تنطلي على العقلاء والمنصفين من الأردنيين الأكارم على امتداد هذا الوطن الحبيب.
والله المستعان.