زاد الاردن الاخباري -
بعد توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني للحكومة والقطاع الخاص بأهمية توحيد الجهود لتعافي القطاع السياحي، التقط مستثمرون الرسالة، يحدوهم أمل كبير ببلورة رؤية شمولية تسهم باستعادة القطاع عافيته كونه أول المتضررين من جائحة كورونا.
وكان جلالته التقى في قصر الحسينية أمس، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، ممثلين عن القطاع السياحي، وأكد جلالته خلال اللقاء أهمية العمل على تطوير الاقتصاد بالتعاون بين القطاعين العام والخاص، مع التركيز على القطاعات التي بدأت باستئناف عملها، خصوصا قطاع السياحة.
من جهته، يقول مدير عام هيئة تنشيط السياحة الدكتور عبدالرزاق عربيات إن الهيئة تعمل مع الجهات المعنية كافة في القطاع عبر خطط زمنية واضحة ومؤشرات أداء لكافة البرامج التي تنفذها، مشيرا إلى أن جلالته داعم لتحقيق تعاف حقيقي، لاسيما وأن الحكومة تعتزم عقد لقاءات دورية لهذا الغرض تزامنا مع بدء ظهور بوادر انفراج لعودة السياحة بجميع أنواعها.
ويلفت إلى أن الهيئة نفذت حملات تسويقية نوعية من حيث المحتوى في دول الخليج العربي، بالإضافة إلى أوروبا وأميركا، مشيرا إلى أن تلك الجهود اثمرت عن تدفق أولى الطائرات من "راين اير” منخفض التكاليف، حيث هبطت طائرة في العقبة تحمل سياحا روسيين قبل فترة وجيزة.
ويضيف أن الهيئة وضعت خطة تسويقية ذات محتوى غير تقليدي وجاذب للسياحة العلاجية والترفيهية، تتمحور حول التركيز على ثروة المملكة الثمينة بمواقعها السياحية العلاجية المميزة على مستوى العالم.
ويشير عربيات إلى أهمية السوق الخليجية التي ستوجه الهيئة منها مساحة كبيرة لجذب السياحة العلاجية من مختلف دول الخليج، خاصة المملكة العربية السعودية التي تعد سوقا مهمة وأساسية في السياحة العلاجية، خاصة بعد فتح أبواب معابرها الحدودية كافة.
ويؤكد أن الهيئة ستركز على استقطاب السياحة العلاجية إلى المملكة، تزامنا مع تراجع إصابات "كورونا”، إضافة إلى استغلال الإغلاقات في الدول المنافسة في هذا النوع من السياحة، لتكون المملكة هي الوجهة الأولى لمختلف سياح العلاج، وهي فرصة ذهبية يجب استثمارها والاستفادة منها لتنشيط القطاع السياحي بشكل عام وزيادة أعداد السياح، ورفع دخل المملكة من القطاع السياحي لتعويض الخسائر التي لحقت بالقطاع خلال العام الماضي.
وأشار عربيات إلى أن تراجع معدل الإصابات بـ”كورونا” يساعد في تحقيق التعافي، خصوصا أن غالبية العاملين حصلوا على اللقاحات، إضافة إلى الإجراءات التي اتخذت من قبل الحكومة لتسهيل قدوم السياح والحاصلين على المطعوم.
بدورهم، يؤكد مستثمرون في القطاع السياحي أن جهود جلالة الملك عبدالله الثاني وتوجيهاته الدائمة لتحفيز القطاع مستمرة منذ ما قبل الجائحة، مشيرين إلى أهمية إسراع الحكومة بتنفيذ التوجيهات الملكية، عبر تطوير المنتج السياحي ليكون منافسا في ظل وجود العديد من المنافسين في الإقليم.
وفي هذا الصدد يبين المستثمر في القطاع السياحي ميشيل نزال أن جلالة الملك يركز على الدوام في لقاءاته على القطاع السياحي وأهميته للاقتصاد الوطني، لاسيما وأنه من بين القطاعات الأكثر تأثيرا في تخفيض معدلات البطالة.
ويؤكد نزال أهمية تضافر جهود جميع العاملين في القطاع السياحي من مكاتب سياحية وفنادق حتى يتسنى تجويد المنتج السياحي، مشيرا إلى أن عدم استقرار التشريعات يؤثر سلبا على جذب الاستثمار لهذا القطاع، إضافة إلى التكلفة المرتفعة الناجمة عن عدم توفر رخص لتوليد الطاقة المتجددة.
كما يؤكد أهمية توفير رخص للفنادق من فئة ثلاث نجوم على شواطئ البحر الميت والعقبة، خصوصا أن جلالته أكد أن ثمة سياحا لا يرغبون في الإقامة بفنادق 5 نجوم، مشيرا إلى أن العرض يفوق الطلب من هذه الفئة، ما يجعل من الضروري وضع رؤية شمولية لاستقطاب المستثمرين للقطاع وتوفير فرص العمل للشباب.
وكان جلالة الملك أشار إلى ضرورة استقطاب شركات طيران جديدة منخفضة التكاليف لتعزيز أعداد السياح، داعيا إلى التعاون والتخطيط المستقبلي وبمساعدة الحكومة للنهوض بالقطاع السياحي الذي يمتلك إمكانيات كبيرة.
من جهته يشدد مالك مجموعة مطاعم فخرالدين رئيس جمعية المطاعم السياحية سابقا عصام فخر الدين على أن جلالة الملك داعم للقطاع السياحي، مشيرا إلى أهمية تحفيز القطاع من خلال تنظيم برامج تضاهي نظيرتها في دول مجاورة، فيما أكد أن جائحة كورونا فاقمت من معاناة القطاع.
ويؤكد فخر الدين أيضا أهمية أن تكون وزارة السياحة هي المرجع الوحيد للقطاع، بدلا من تعدد المرجعيات، مشيرا إلى أن القطاع عانى ويعاني من هذا التعدد كوزارتي العمل والصحة وغيرهما.