تينا المومني … ألديكم أدنى شك في تلك “الدابة” التي تسكن بداخل كل منا منذ ولادتنا؟ حيث لا مشاعر ولا ضمير- فلا تثريب علينا- وإن قاومتْ جيناتنا في طفرة سعيدة عدامة الشعور والضمير تلك، وقرر أحدنا أن لا يسلم دفّة القيادة لدابته الداخلية، فسيجد نفسه أمام أحداث و أخبار تستنزف مشاعره وتفقده عقله – بحال استطاع الإنسان بداخله من التغلب على تلك الدابة أصلاً- فنحن يا رعاك الله نتميز بالمراهقة الفكرية،والسياسية و العاطفية باعتبار أننا الوحيدون الممحونون على إظهار مشاعرنا بشكل مقرف… إنك تظن – غير آثم إن شاء الله – بأني أبالغ، أما عن الواقع فتعال
ما كادت تمضي أيام قليلة على ثورة الغضب والتعاطف مع خبر مقتل فتاة جامعية على يد والدها بسبب تدني علاماتها، حتى جاء خبر اعتقال النائب العجارمة، ثم ظهورعوض الله باللباس الأزرق،إضافة لامتناني لذاك الطائر الأزرق الذي يتحمل سرعة “ترنداتنا” خلال أسبوع واحد، استغرب من الترف الذي يملكه البعض في موهبة القفز من مشاعر الحزن إلى التندر، دون فائدة تذكر مشاعر “متل النص ليرة كبيرة ع الفاضي” إنها مشاعر كالحجارة أو أشد قسوة أيضاً، أتفهم –عزيزي القارئ المستمتع.. على أساس انك مستمتع- بأن الجرائم الإنسانية لا تسقط بالتقادم،لكن ما هي نتيجة الغضبة الشعبية حول مرتكبي الجرائم بدم بارد ضد الإناث؟، ثم إنني أتفهم مشاعر الشامتين ببدلة عوض الله الزرقاء “لأن اللي اعتبروه -عندما كان وزيرا للتخطيط – المهدي المنتظر، مش قادرين يشوفوه المسيح الدجال “، لكنه محض “هبل” أن نغرق عقولنا في قلوبنا ونفكر بالماضي والشماتة بينما لدينا ” لجنة إصلاح”!.
ثمة سوء فهم عزيزي القارئ بين كونك متعاطفا ومؤثرا، وبين أن تكون “بلف ” تستخدم تغريداتك وتفاعلك للتنفيس عن جماهير الرأي العام، فما يلبث أن يشتعل الصوت هناك، حتى يطفئه صوت الضحك هنا، لذلك وصداً لشعور الذنب المتوقع، ولسد جميع مجاري التعاطف مع القضايا المجتمعية والسياسية، والإحساس بالآخر ومنع نفسك من التنمر عليه، أقترح على الإنسان “المحشور بالزاوية” فينا أن لا ينساق عاطفياً ويتبنى قضية “لكم ساعة” عند تأزم القضايا، والاكتفاء بتبني عبارات ذات نزعة فلسفية، أكد للمجتمع مثلاً الفلسفة المادية، وأن كل ما يوجد حولك بما فيه الوعي يتكون من مادة وطاقة، وأن كل أزمة تحدث نتيجة لتفاعلات مادية – “إنت ما خصك فيها”- وإذا شعرت بالضعف أمام إنسانيَّتك اذهب لمحرك “جوجل” فهو لا يمنحنا فقط الأجوبة لكل أسئلتنا، إنه أيضاً يؤكد إنسانيتنا في كل مرة يظهر لنا فيها “الكابتشا كود” أو بالنقر على مكونات صورة لإشارة ضوئية أو حتى “سيفون”.