زاد الاردن الاخباري -
نشر الدكتور حسن البراري استاذ العلوم السياسية الكاتب والمحلل وعضو اللجنة الملكية لتطوير المنظومة السياسية رداً على مقال نشره احد الكتاب قال فيه :
معركة الكرامة
في محضر اجتماع رئاسة هيئة الاركان الإسرائيلية المفتوح للباحثين ما يفيد وجود خطة للقضاء على الفدائيين في الكرامة الذين كان عددهم 300 مقاتل وهو ما تم في فجر يوم الحادي والعشرين من مارس 1968، حيث قُتل 130 فدائي – رحمهم الله – وتم أسر البقية البالغ عددهم 170 يعد مقاومة شرسة منهم، وفي الأثناء بقيت القيادة الفتحاوية مختبئة في الجبال تترقت المشهد وتستعد لاعلان النصر.
توقع موشيه دايان أن يتدخل الجيش الأردني بالمعركة وبالتالي أرسل ثلاثة ألوية للتغلب على فرقة مشهور حديثة الجازي الذي كانت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تراقبة وتعتقد بأنه قائد متمرس ووطني ولا يمكن له أن يبقى على الحياد أو أن يقبل أن يتم القضاء على قوة الكرامة وقواته تتفرج.
وبالفعل صدقت توقعات موشيه دايان إذ اشتبك الجيش الأردني مع القوات الإسرائيلية الغازية منذ اللحظة الأولى وألحق بها خسائر باهظة. وفي القتال هناك قصص مروية عن التلاحم بين الفدائي والجندي وسقوط الشهداء من الفدائيين والجيش على حد سواء، إذ ارتقى ما يقارب من تسعين ضابط وجندي أردني شهداء عند ربهم يحتسبون. وكان للجيش الدور الأبرز والحاسم في الحاق هزيمة ساحقة بالقوات الإسرائيلية.
بعد ان انجلى غبار المعركة أنكر الفدائيون دور الجيش في حين أنكر الأردنيون دور فتح في المعركة وقدم كل منهم سردية خاصة به لاحتكار النصر مع أنه كان نصرا مشتركا يسجل للفلسطينيين والأردنيين والعرب. وكانت حركة فتح مصرة على احتكار النصر في سياق حملة برباغنده وفي سياق محاولتها لاحقا مع بقية الفصائل “تحرير” عمان وليس القدس. وكان ما كان وانتهى الخصام وخرجت المنظمة وتوحد بعدها الشعبان خلف موقف واحد عنوانه العداء للكيان الصيهوني.
كنت دوما من بين الذين يطالبون بتنقية المناهج التعليمية في الأردن من الشوائب واعداد أجيال محصنة ايدولوجيا ووطنيا، لكن بنفس الوقت هناك الكثير من الأردنيين من يحتاجون أيضا لتنقية عقولهم من التنشئة الحزبية المؤدلجة والتي ناصبت الأردن العداء المستفحل والتي تدفعهم بين الفينة والأخرى إلى تقديم روايات اقصائية في وقت نحاول فيه جميعا التأسيس لهوية وطنية جامعة.
كنت دوما أقول وما أزال أن أزمة الأردن في النخب وليس في الشعب وبالله المستعان.