خاص - عيسى محارب العجارمه - تعود بي الذاكرة لمنتصف عام ٢٠٠٠ حيث التجمع بالكلية العسكرية الملكية، لقرابة الشهر لمرتبات كتيبة حفظ السلام الاردنية ٤، قبل الإقلاع بخواتيم تموز لارض المهمة بتيمور الشرقية، بذاك الجزء البعيد من العالم قرابة القارة الأسترالية، كان يقود الكتيبة عقيد ركن مشاة ياسين العدوان، يساعده مقدم ركن محمد المناجرة ، وركن عمليات مقدم ركن مدفعي فايق الملكاوي، وركن ١ قوى بشرية مقدم ركن دفاع جوي محمد العبادي، وركن امداد مقدم ركن لاسلكي حسان الزغول، ومرشد ديني المرحوم الرائد افتاء احمد الكساسبة، ومدعي عام نقيب قاضي عسكري مأمون المعايطة، وركن امن نقيب فارس العطين، ومترجم نقيب علي الطويسي، وضابط شرطة عسكرية من الطبيشات، وضابط اتصال دولي نقيب محمد حاكم طيفور الخريشا، وقايد معسكر رائد مروان الكاتب واخرون كقادة السرايا والخدمات والاسلحة وفصيل عمليات خاصة، لم تعد تسعفني الذاكره المهترئة بوحل الواقع وضنكه على تذكرهم.
كانت كتيبة من الفولاذ بكل ما تحمله الكلمة من معني، وذرعت جزيرة تيمور الشرقية جيئة وذهابا، حققت السلام والاستقرار في ريوع الجزيرة وحسب الاوامر والتعليمات الصادرة عن قيادة القوة الدولية التابعة للأمم المتحدة، واعتقد انها الاكثر تميزا وانضباطية بين كافة القوات المشاركة من دول مثل كوريا الجنوبية واستراليا ونيبال وغيرها.
كانت عملية عسكرية ناجحة بكل المقاييس، رغم سلمية المهمة والانضواء تحت راية القبعات الزرقاء المعنية بالعمل بارض محروقه ممزقه جراء الحروب الاهلية الا ان التحدي الاكبر خلال فترة التجمع بالكلية العسكرية قبل السفر لارض المهمة، هو تحويل عقيدة الجنود التعرضية ليكون بمثابة شرطي يعمل مع مدنيين عكس ما تدرب عليه طيلة حياته العسكرية وهي مهمة صعبة، تصدي لها ضباط معهد حفظ السلام بمحاضرات نظرية وعملية مكثفة حققت فيما بعد نجاح مميز بارض المهمة.
الجميع قام بدوره علي اكمل وجه قائد الكتيبة الكولونيل ياسين العدوان كان الاميز والاشجع وقائد ميدان من طراز رفيع شارك بصنع الحدث كالانتخابات البرلمانية هناك، وحضر الكثير من الاجتماعات مع قيادة القوة الدولية والشرطة الدولية وكان لديه فريق عمل مميز اخص ركن الامن الباشا فارس العطين والمنسق الدولي النقيب محمد الخريشا والمترجم علي الطويسي، فالعمل مع الاجانب في ظروف تدمير برجي التجاره العالمي بمنهاتن ونيويورك ونحن بارض المهمة كان تحدي نفسي اكثر منه عمل ضمن ظروف طبيعية.
غادرونا الي عرض البحر ليركبوا مدمرة امريكية وتم عقد اجتماعات مع ضباط امريكين بالمارينز للتنسيق العملياتي بتيمور الشرقية، وكنا نحن الجنود باتم الجاهزية القتالية للمساعدة بفرض الامن والامان هناك، ولا زلنا لليوم كتقاعدين عسكريين ومحاربين قدامي رهن شارة الجيش العربي واجهزتنا الأمنية الباسله بقيادة القائد الأعلى عميد ال البيت جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد الأمير حسين لفرض الامن والامان بوطننا الأردن الهاشمي السيد