زاد الاردن الاخباري -
أيدت المحكمة العليا في المغرب أحكام السجن بما بين 10 و20 عاما الصادرة بحق نشطاء "حراك الريف"، وهي الحركة الاحتجاجية التي شهدتها مدينة الحسيمة ونواحيها في شمال المغرب ما بين 2016 و2017، وفق ما أفاد دفاعهم الجمعة.
رفض مراجهة احكام السجن
وقال محمد أغناج عضو هيئة الدفاع عن هؤلاء المعتقلين لوكالة الانباء الفرنسية إن محكمة النقض بالرباط رفضت طلبات المتهمين بمراجعة أحكام السجن الصادرة في حقهم، معتبرا القرار "غير متوقع إذ كنا ننتظر أن يتم الإفراج عنهم".
ولا يزال ثمانية معتقلين منذ العام 2017 وفق تقديرات نشطاء، أبرزهم ناصر الزفزافي الذي اعتبر زعيم هذه الحركة الاحتجاجية ونبيل أحمجيق المحكومان بالسجن 20 عاما.
المغرب يتهم الحراك بتنفيذ اجندة خارجية
حمل حراك الريف مطالب اجتماعية واقتصادية طوال أشهر بين خريف 2016 وصيف 2017، في حين اتّهمته السلطات بخدمة أجندة انفصالية والتآمر للمسّ بأمن الدولة. وقد خرجت أولى تظاهراته احتجاجاً على حادث أودى ببائع السمك محسن فكري.
وأسفرت التظاهرات عن اعتقال نشطاء عدّة قدّرت جمعيات حقوقية عددهم بالمئات في غياب أي إحصاء رسمي، وأفرج في أوقات لاحقة عن معظمهم بعد انقضاء مدد سجنهم أو بموجب عفو ملكي، علما أنّ منظمات حقوقية وأحزاب سياسية طالبت بالإفراج عنهم.
مؤخرا جددت هذه الأحزاب، وبينها حزب العدالة والتنمية الذي يقود الائتلاف الحكومي وأخرى من المعارضة البرلمانية المطالبة بالإفراج عنهم.
ما هو حراك الريف
الحراك الشعبي في الحسيمة أو حراك الريف هو سلسلة من الاحتجاجات في مدينة الحسيمة في منطقة الريف شمال المغرب منذ مقتل الشاب محسن فكري يوم 28 أكتوبر 2016. تقوم الاحتجاجات على مبدأ السلمية والمطالبة بتحقيق لائحة من المطالب للمنطقة.
من أبرز قادة الحراك ناصر الزفزافي الذي اعتقل يوم 29 ماي 2017. وفي ليلة الثلاثاء 26 يونيو 2018 تم الحكم على معتقلي الحراك بأحكام قاسية أكبرها السجن النافذ لمدة 20 سنة على ناصر الزفزافي وثلاثة آخرين. بالإضافة إلى أحكام أخرى على باقي المعتقلين السياسيين.
ويوم الجمعة 28 أكتوبر 2016 صادرت السلطات المحلية داخل ميناء مدينة الحسيمة سلعة الشاب محسن فكري، بحجة أن السمك الذي كان يبيعه ممنوع صيده.
بعدما صادرت السلطات سلعته ورمت السمك في شاحنة القمامة ، و كخطوة احتجاجية صعد محسن و رفاقه إلى شاحنة القمامة لمنع عملية إتلاف السلعة. حسب شهود عيان فإن ممثل السلطة المسؤول عن العملية أعطى تعليمات بتشغيل آلة الطحن، مستعملا قولته الشهيرة: "طحن مّو" بالرغم من علمه لوجود الشباب هناك، و قد تمكّن أصدقاء محسن فكري من القفز و النجاة من الموت، إلا أنه لم يتمكّن من ذلك لأنه كان ممدداً داخل الآلة التي سحقته بسرعة كبيرة و لقي مصرعه في الحال أمام أعين ممثل السلطة الذي لم يحرك ساكنا.
في تلك الليلة بدأت وقفة في المدينة تزعمها الشاب ناصر الزفزافي و حاور فيها عدة مسؤولين. ناصر سيصبح لاحقا قائدا للحراك و ناطقا باسمه. تأسست لجنة متابعة ملف محسن فكري في البداية لمتابعة سير التحقيق و نظمت عدة مسيرات في المدينة. مع مرور الوقت، تطورت اللجنة إلى لجنة للحراك الشعبي اشتملت على عدة مطالب اجتماعية و اقتصادية.