الايمان والدين لا يورثان ,انما يورثان بالعلم بهما ,لدرجة اليقين والاقتناع ,فالله سبحانه وتعالى منح العقل القادر على التفكر ,والتمييز والإدراك ,وكذلك منح النفس ميزان الفطرة حيث تميز بين الخير والشر,فبالعقل يدرك الانسان بالتفكر بآيات الربوبية الكونية في خلق السموات والأرض وما فيهما ,من اختلاف الليل والنهار ,وبالنفس يدرك ويميز الانسان بين الحلال والحرام ,فبالحلال ينشرح الصدر وبالحرام ينقبض الصدر,وذلك عند كل انسان .............
وجدنا آباؤنا ,يعني توارث مسمى الدين ,حيث يبقى الانتساب الخاطئ دون تصحيح وخاصة في ظل تضليل التنافر بين مسميات الاديان ,وتبقي الانتساب الصحيح في جهالة لحقيقة الايمان والدين في حياة الانسان ,فالدين ليس مجرد مسمى انما حقيقته التزام العمل به ,حبا ورغبة وتقديرا ,فوجدنا آباؤنا هي الطريق للخسارة نتيجة التكبر والعناد ,كما هي الطريق للضياع نتيجة التضليل المقصود وإيثار زيف الحياة الدنيا ........................
الله سبحانه وتعالى كلف كل فرد بذاته , في التوصل لحقيقة الايمان به وبدينه,وعوامل الصد عن الايمان به وباتباع دينه ,وعواقب الابتعاد عنه سبحانه وعن دينه اي شريعته,فالفرد مكلف بحمل الامانة ,ولا حجة له حتى لو ضلت الامة بأكملها ,من خلال كتابه العزيز المحفوظ وسنة رسوله الكريم .................
وجدنا اباؤنا مسلمين قد تعني الجهل في الدين ,وسهولة التضليل ,كلنا نتذكر صورة رجل الدين المهزوزة ,في الافلام وهو يطلب الحلوى,صورة مهزوزة تربيت عليها اجيال ,وجدنا اباؤنا مسلمين وهم على عادات وتقاليد ,جاهلية الاعراب, في استبدال والابتعاد عن تشاريع الله تعالى .................
الانسان يركض خلف المضمون له من رزق وغيره ,ويترك الغير مضمون له من الله تعالى وهما السعادة في الدنيا ,وجنان الخلد في الاخرة ,فالمال والصحة والجاه لا يحققان السعادة انما يحققها ,الرضى والقتاعة ,وبدرجة التقوى يغني الله تعالى الانسان بالاخذ بالاسباب ,وبقدر معرفة دينك وحبه , تعرف اسباب احوالك ومعالجتها ,فالإنسان والكون كله ,محكوم بميزان الله تعالى ,نرفع الايدي نحو باب الاستغفار الذي مازال مفتوح ان يبيض الله تعالى صفحات الذنوب ,وان يمن علينا في رغبة حبه في اتباع رسوله , ورغبة حب دينه منهجا لحياتنا ,لنحيا على نهج الاسلام ونموت عليه .................
د. زيد سعد ابو جسار