زاد الاردن الاخباري -
دفع رجل أمن فلسطيني بقوة صحافية شابة كانت تغطي تظاهرة منددة باغتيال الناشط والحقوقي نزار بنات في رام الله السبت، قبل ان ينهال بعصا على رأسها، في نموذج لاعتداءات طالت العديد من زميلاتها الصحافيات، وبدا أنها كانت ممنهجة.
واستخدمت قوات الأمن الفلسطينية السبت، الرصاص المطاطي والهراوات وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرة خرجت في رام الله للتنديد بـ"اغتيال" نزار بنات.
ورصدت الكاميرات لقطات حية للاعتداء على الصحافيات وزملائهن الصحافيين على دوار المنارة وسط مدينة رام الله بالضفة الغربية، فيما كانت تدور على الهامش عمليات قمع وضرب وسحل لمتظاهرين وناشطين من قبل رجال ونساء أمن بلباس مدني.
وعرف من الصحافيات اللواتي تعرضن للاعتداء الصحفية المستقلة شذى حماد، ومراسلة "شبكة قدس" نجلاء زيتون، ومراسلة وكالة "وطن" الاخبارية فيحاء خنفر، ومراسلة "الترا فلسطين" و"فلسطين بوست" سجى العلمي.
وجرى نقل الصحفية فيحاء خنفر للمستشفى حيث تبين تعرضها لاصابات بالرأس والكتف والظهر والحوض.
وعمدت قوات الامن الى مصادرة هواتف الصحافيات بعد الاعتداء عليهن.
وكتبت الصحافية سجى العلمي قائلة بعد الاعتداء عليها "الأعزاء جميعا.. أنا بخير الآن وما جرى أنه تم الاعتداء علينا أنا ومجموعة من زملائي الصحفيين رغم ارتدائنا للباس الصحافة الرسمي ووجود بطاقاتنا، ومحاولة اعتقالي والاعتداء علي مجددا بعد رفضي تسليم هاتفي للمصادرة خلال مصادرة هواتف عدد من الصحفيين".
وتوفي "بنات" صباح الخميس، بعد ساعات على اعتقاله من قبل قوة أمنية فلسطينية، فيما اتهمت عائلته تلك القوة "باغتياله".
وحمل المشاركون في المسيرة التي نظمتها مؤسسات مجتمع مدني وانطلقت من دوار المنارة نحو شارع الإرسال وسط رام الله، صور "بنات"، ورفعوا شعارات تستنكر ما وصفوها بـ"الجريمة".
كما "رفعوا شعارات أخرى تلوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بصفته مسؤولا عن الأجهزة الأمنية، ورددوا هتافات تطالب بـ"تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية، وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية" بحسب ذات الشهود.
تنديد بالاعتداء على الصحفيات
وأدانت عدة أجسام صحفية الاعتداء "القمعي" للصحفيين والصحفيات خلال تغطية التظاهرة.
ونددت نقابة الصحفيين بشدة بالاعتداءات التي نفذها عناصر الأمن ضد الصحفيين، معتبرة ذلك تطورًا جديدًا وخطيرًا في سياق الاعتداءات على حرية الرأي والتعبير والعمل الصحفي "والتي تمثلت بأبشع صورها في جريمة قتل بنات".
وقالت النقابة في بيان ان هذه الاعتداءات "امتدت لاحقًا لتطال بالتهديد بعض الصحفيين والمواطنين على خلفية التعبير عن مواقفهم تجاه قضية بنات، واحتجاز صحفي قبل يومين أثناء تغطية أحداث ليلية وقعت في رام الله".
وأكدت النقابة أن حرية الرأي والتعبير مكفولة بموجب القانون "وأن حرية العمل الصحفي كفلتها القوانين المحلية والدولية، وأن كل خرق لها يوجب محاسبة مرتكبيه بشكل جدي".
وحذرت النقابة من التمادي في التضييق على حرية الرأي والتعبير والتجمع والتظاهر، مضيفة "إن عواقب ذلك على سيكون سيادة القانون والسلم الأهلي والمجتمعي".
من جانبها أدانت كتلة الصحفي الفلسطيني حملة الاعتداءات على الصحفيين. مستنكرة في السياق حملة التحريض والتهديدات بالاعتداء والتصفية التي استهدفت الصحفي علاء الريماوي مراسل قناة الجزيرة مباشر في الضفة الغربية في اعقاب حديثه الرافض لجريمة اغتيال بنات.
وعبرت عن تضامنها الكامل مع الريماوي، محملة السلطة وحكومتها المسؤولية المباشرة عن اي مساس بالصحفيين الفلسطينيين.
وعبرت لجنة دعم الصحفيين عن استنكارها، وإدانتها، لاعتداء عناصر من الأمن الفلسطيني على الصحفيين الفلسطينيين.
وقالت اللحنة "إن ما جرى تغول واضح على عمل الطواقم الصحفية وخطوة ترمي لتقييد الحقوق والحريات خاصة الحريات الصحفية، الأمر الذي يستوجب محاسبة كل من اعتدى على الصحفيين أو قام بتهديدهم".
وطالبت بضرورة تحييد الصحفيين وعدم زجهم في الصراع السياسي، وتمكينهم من ممارسة عملهم بحرية، مؤكدةً أن كافة القوانين، والمواثيق الدولية، كفلت الحق للطواقم الصحفية للعمل بحرية احتراما للحق في حرية الرأي والتعبير والحريات العامة.
كما أدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بأشد العبارات إقدام أجهزة السلطة وبلطجيتها بـ"الاعتداء الإجرامي" بالضرب وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بشكل مكثف وهمجي على متظاهرين سلميين ومنهم صحافيون خرجوا في رام الله للتنديد بجريمة اغتيال نزار بنات.
وحملت الشعبية في بيان لها قيادة السلطة وأجهزتها الأمنية المسؤولية المباشرة عن الاعتداء الجديد الذي تسبب بإصابة واعتقال العشرات.