زاد الاردن الاخباري -
فجّر السياسي والأكاديمي الكويتي عبدالله النفيسي مفاجأة من العيار الثقيل حين كشف بأن موجة إلحاد تستهدف شباب الخليج العربي وتقف وراءها جهات عالمية خاصة.
وقال عبد الله النفيسي في سلسلة تغريدات نشرها عبر حسابه الرسمي على موقع التدوين "تويتر" بأن الحرب على الإسلام تتزامن مع موجة التطبيع مع العدو الصهيوني.
واستهل عبد الله النفيسي تحذيره بالآية القرآنية: (فلا تعجل عليهم إنَّما نعدّ لهم عدّا) 84 مريم، وشرح قائلًا: يقول عزّ ذكره: إنَّما نؤخّر إهلاكهم (أي الْكُفَّار) ليزدادوا إثمًا ونحن نعدّ أعمالهم كلّها ونحصيها حتى أنفاسهم التي يتنفّسون في الدنيا فهي معدودةً (تفسير الطّبري).
وحول الحرب على الإسلام قال النفيسي: "الحرب على الإسلام صارت في (كُل) مكان. وهذه الحرب تتصاعد وتتخذ أشكالًا عديدة. وهي حرب تتزامن شبرًا بشبر مع موجة التطبيع مع العدو الصهيوني. يهمني في ذلكً (الشباب) ما بين 15-35 أدعوهم للحذر من موجة (الإلحاد) التي تقف وراءها جهات عالمية خاصة في دول مجلس التعاون الخليجي".
وحول المشروع الصهيوني، قال النفيسي: "منذ فترة مُبكرة أدرك الصهاينة أن الإسلام هو العقبة الكبيرة التي تعترض تسويق marketing مشروعهم في الشرق الأوسط (اقرأ إن شئت جابوتنسكي وبن غوريون وهرتزل وشابيرا وغيرهم) . لذلك رصدوا كثيراً من نشاطهم في المنطقة لاستهداف (الإسلام) تجلّياته الفكرية والاجتماعية والحركية.. إلخ".
وتابع: "ومن يتابع كتاباتهم بعد تأسيس كيانهم في فلسطين المحتلة بتواطؤ دولي وعربي واصلوا اهتمامهم في جامعاتهم ومراكزهم الفكرية بمتابعة حربهم على الإسلام وتجلّياته الفكرية والحركية وتوصياتهم لبعض القادة العرب بضرورة تطويق الإسلام في المنطقة ( أنظر بن غوريون: محادثاتي مع القادة العرب".
وأردف يقول: "وأخذ الصهاينة يتابعون الشؤون العربية من زاوية دور الإسلام المستقبلي فيها ومن يقرأ لبرنارد لويس وهو من عتاتهم يدرك مدى القلق الذي يتوالد في الحركة الصهيونية من دور الإسلام المستقبلي في المنطقة. لذلك سنلاحظ في الصحافة الإسرائيلية ترحيبًا حارًا عندما دكّ حافظ أسد حماة 1982".
وتابع: "وعندما عبر الجيش المصري القناة وحطَّم خط بارليف 1973 هاتفًا (الله أكبر) خضع هذا الهتاف لكثير من التحاليل في الأوساط الاستخبارية والسياسية والفكرية على أنّه مؤشر لقوة دفع جديدة للإسلام في مصر، لذا أرسل الموساد كارل روجرز السيكولوجي الشهير إلى السادات للتحقق من إسلاميته. يتبع".
وتابع: "واستطاع كارل روجرز (صاحب النظرية المركزية central theory ) أن يعزل السادات نفسيًا عن نبض الشارع المصري راسخ التديّن وأن يقنعه بزيارة الكيان الصهيوني وتوقيع اتفاقية مع الكيان الصهيوني. ووضعت هذه الزيارة السادات في اتجاه معاكس لحركة الإسلام في مصر ما أدّى إلى مقتله".
وأردف يقول: "منذ مقتل السادات 1981 وعين الصهاينة تتجه إلى منطقة الخليج العربي باعتبارها المنطقة العربية الرخوة والقابلة للاختراق، لكن الحرب العراقية الإيرانية 1981-1988 وانشغال الصهاينة بتغذيتها أدّى إلى تأجيل الجهد الصهيوني في الخليج العربي. لكن - لاحظ الصهاينة - أن التديّن الراسخ.....يتبع".
وأكمل قائلًا: "في شريط النفط والشخصية القومية لشعوب الخليج العربي والطبيعة المحافظة المحتشمة التي يغذّيها الإسلام كانت عقبة في الطريق. لذا كانت الخطوة الأولى هو العمل على قضم وتآكل جذور التدين في المنطقة تمهيدًا للعلاقات الصهيونية الخليجية وتمهيد الأرض لذلك. فكان ما نشاهد من تضييق على الإسلام، هذه الشيطنة النشطة اليومية للإسلاميين والجماعات الإسلامية بشتّى راياتها ومُسمّياتها هي جزء من عملية تطهير mopping up لأرض الخليج العربي كي يتقبل استنبات البذور الصهيونية ومستقبلها في المنطقة. وهذه الموجة الإلحادية التي تتم تحت رعاية الصهاينة وتمويلها هي جزء من ذلك كلّه.
واختتم حديثه بالقول: "وكلّنا العرب حُكّامًا ومحكومين سنكون ضحايا - نعم ضحايا - للتآمر الدولي علينا ولا يربح من وراء ذلك إِلَّا اليهود والصهاينة".
من هو عبد الله النفيسي؟
يذكر أن عبد الله فهد عبد العزيز عبد الله عبد العزيز النفيسي اُنتخب عضوا لمجلس الأمة الكويتي في انتخابات عام 1985 عن الدائرة الانتخابية الثامنة وحصل على المركز الأول.
عمل عبد الله النفيسي أستاذًا للعلوم السياسية في جامعة الكويت وجامعة الإمارات في مدينة العين.
يحمل عبد الله النفيسي شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من كلية تشرشل بجامعة كامبريدج في بريطانيا عام 1972، بعد أن حصل على الإجازة من الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1967.