زاد الاردن الاخباري -
بعد مواجهات عنيفة في يونيو 2020، بلغ الانتشار العسكري من جانب الصين والهند على الحدود بين البلدين لأعلى مستوى منذ عقود.
ويُظهر التعزيز الأخير أن المحادثات الصينية الهندية لم تحقق نتائج مرجوة لتخفيف التوترات الأوسع بين الدولتين المسلحتين نوويا أو الحد من مخاطر اندلاع مزيد من الاشتباكات.
تقول صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الجيش الصيني رفع من تجهيزاته خلال الأشهر الماضية وأرسل عشرات الآلاف من العناصر والمعدات العسكرية المتطورة إلى الحدود المتنازع عليها مع الهند.
في المقابل، قال المسؤولون الهنود إن هذه التحركات الصينية قوبلت بتعزيزات مماثلة، حيث أرسلت البلاد عشرات الآلاف من قواتها ومعدات عسكرية متقدمة إلى المنطقة.
أوضح المسؤولون الهنود أن الصين نقلت صواريخ أرض - جو متطورة إلى المنطقة، بما في ذلك نظام "HQ-9" الذي يشبه نظام "S-300" الروسي وبطاريات باتريوت الأميركية المضادة للصواريخ.
وقام جيش الصين ببناء مئات الهياكل الجديدة لدعم القوات في المعسكرات العسكرية في بلدتي رودوك، في حدود لاداخ بالتبت، وكانغكسيوار، شمال هضبة تسيطر عليها الصين، والمعروفة باسم أكساي تشين، والتي تربط التبت بشينجيانغ.
وأكد المسؤولون الهنود أن الصين حفرت مخابئ وأنفاق تحت الأرض وبنت محطات صغيرة للطاقة الكهرومائية ونصبت ألواحا شمسية، بالإضافة إلى تركيب كبائن وأكواخ محمولة للقوات ومهابط للطائرات العمودية والمستشفيات الميدانية.
وبدأت المواجهة الأشد بين العملاقين الآسيويين في أوائل مايو بشجار عنيف، تحول إلى اشتباكات بالأيدي والهراوات والحجارة والقبضات في 15 يونيو، ما أسفر عن مقتل 20 جنديا هنديا و4 جنود صينيين.
في يناير الماضي، أعلن الجيش الهندي، أن "مواجهة محدودة" وقعت بين قوات هندية وصينية في منطقة حدودية متنازع عليها شرق الهيمالايا، ما يشير إلى وضع هش قابل للاشتعال مجددا في المنطقة المتنازع عليها.
ومؤخرا، أقام البلدان بنية تحتية على الحدود في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك كبائن وأكواخ معزولة لإبقاء القوات متمركزة هناك خلال فصل الشتاء شديد البرودة في جبال الهيمالايا.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن الوضع على الحدود مستقر ويمكن السيطرة عليه وأن البلدين يستعدان لجولة أخرى من المحادثات العسكرية للمساعدة في تخفيف التوترات.
وأضاف المتحدث للصحيفة الأميركية: "تعتقد الصين أن أي سباق تسلح وإنشاء بنية تحتية تهدف إلى السيطرة العسكرية لا يؤديان إلى الحفاظ على السلام والهدوء في المناطق الحدودية".
في الناحية الأخرى، لم يرد متحدث باسم وزارة الخارجية الهندية على الفور على طلب للتعليق.
كانت الهند والصين أجرتا 12 جولة من المحادثات بين المسؤولين العسكريين والدبلوماسيين منذ المواجهة الأشد العام الماضي في محاولة لتهدئة التوترات.
وأدت تلك المحادثات إلى سحب القوات من كلا الجانبين عند نقطة احتكاك واحدة في بانجونج تسو، بحيرة جليدية على ارتفاع حوالى 14000 قدم.
ومع ذلك، ظلت القوات متمركزة في قواعد يمكن أن تصل إلى خط الجبهة في غضون ساعات.
ولم تستقر الصين والهند على اتفاق لترسيم حدود فعلية تفصل البلدين على طول يبلغ طولها 2000 ميل.