وصف بعض النواب زيارات الحكومة لبعض المحافظات بزيارات يشوبها التوحد ، معبرين بذلك عن عدم رضاهم لعدم اصطحابهم في هذه لزيارات ، واضاف البعض ان النواب هم الاقدر على شرح المشاكل التي يعاني منها الشعب ، حسسونا انهم متواصلين ليلا نهارا مع الشعب ويتلمسون مشاكله ! ( ومن هالسوالف الطرمة)..التي لا تفيد حتى في المجالس الشعبية ، فلم تعد سيرتهم صالحة حتى للتندر عليهم
من تتبع هذه الانتقادات يكتشف ان النواب يسعوون الى ان يقوم الرئيس باصطحابهم معه اينما يذهب حتى لو ذهب (للحمام ) ، كحالة الطفل الي يمضي وقته عند باب الدار يلعب منتظرا اباه او امه عندما يخرجون فينهروه بأن يدخل الى البيت (ينط ) ويسال وين رايحين فيجيبوه اذهب للنوم فيعنفص غاضبا (بدي اروح معكم )
حالة غريبة من الطفل قد تصل به الى ان يسعى الى مرافقة والديه الى غرفة النوم عندما بدخلون اليها (منفردين ) وقد يصل غضب الزوجة حدا تمسك معه العصا (وتسلخ جلد الولد ) لئلا تضيع بهجة ليلتها ...
ماذا يريد النواب من مرافقة الرئيس اذا كانوا يصفون الزيارات بالاستعراض والشو الاعلامي مشيرين ضمنيا الى ان هذه الزيارات ان لم يرافقها نواب لا قيمة لها ! وعندما يصفون الحكومة بانها تعيش حالة من التوحد وعدم التواصل الاحتماعي فهل النواب اقرب الى الناس ويتواصلون معهم ويعرفون مشاكلهم !؟ هل تصبح الزيارة ذات قيمة اذا رافقها النواب ؟!
قد يذهب المواطن لمكتب وزير ويقابله لاي امر كان وقد يقوم وزير منفردا بزيارة لمركز مدينة ويلتقي مسؤوليها وبعضا من وجهائها ... اما النائب فانك لاتراه الا بعد اربعة سنوات حتى هاتفه مغلق ، وهنا ينطبق المثل القائل (الخل اخو الخردل ) بمعنى ان الجميع يسعى للبروبوغاندا * يعني الظهور والاستعراض الاعلامي المتعمدو المبرمج (متعوب عليه) هو حالة من الكذب والتسفيه للمتلقي
المواطن مسكين (ماحدا داري بيه ) ولكنه يعرف الجميع فيرد على النواب ليسالهم بعد هذا (الهرج) حسستونا انكم كل يوم تقابلون المواطن وتعرفون معاناته ...
والمواطن يعرف الغث من السمين فيرد على الجميع ساخرا منهم ( حارتنا ضيقة وبنعرف بعض ...
والمواطن يعرف قصص الحكومات كلها ويعرف اساليب الاستعراض هذه والتي يدفع ثمن كلفتها ايضا فيقول لهم معلقاعلى هذه الزيارات (ياما جاب الغراب لامه ) ..
المواطن مل من هذه الاكاذيب التي تسوقها الحكومات اولا والنواب ثانيا ، فاصبح هو نفسه متوحدا ومنطويا على نفسه في محاولة منه لاقناع نفسه بأنه يعيش وحي وموجود فآثر الا يكترث لا للحكومات ولا للنواب ، لانه وصل الى حد القناعة بانه لاجدوى منهم وانهم جميعا ( قاريين عند شيخ واحد ) ، فقد اصابه نوعا من عدم الاكتراث واللامبالاه فتراه يحمل براسه مثلا يصف به الحال ... ويعتبره شعارا له وهو ( الخاري والقاري واحد ) ، ادرك هذا المواطن التعيس ان (الضرب في الميت حرام ) فماذا تترجى من ميت ؟
لنحيا بسلام ... رب اجعل هذا البلد آمنا
سامح الدويري
(قاضي الطريق)