بقلم الكاتبة غدير الزعبي - مع تعدد التعريفات للأنثى والصفات التي تغلب بحال أو بآخر على المرأة للتعبير عن معنى واحد يصفها أو يجردها على ساحة البحث والتقصي فالمتفق عليه أن كل امرأة فيها أنثى مختلفة و متفردة لا يمكن أن تشبهها أخرى فليست وزنا في قصيدة ثورية تجعل القافية تتذمر لفرض الصوت ليكون واحدا رتيبا أشبه بارتجال عفوي بسيط.
فالمرأة على الرغم من بعض الترويجات المجحفة لتقديمها كمجرد صورة لهيئة واحدة متناسخة لا تزال أرضا وسماء وعالم بأسره .
والأنثى اليوم وإن زادت الأعباء عليها في محاولة استنزافها فلا بد لها أن تؤمن أولا بنفسها وأن فيها من القوة والذكاء والجمال ما يجعلها واثقة الخطى وسيدة تناصف الرجل في هذا العالم المتسارع.
وفي معرض هذا الحديث لابد من الإشارة الى دور المرأة العاملة التي إضافة لتحمل مسؤولياتها الأسرية أثبتت قدرتها على تحقيق ذاتها وتحمل الضغوطات وأعباء العمل والصراعات وصعوبات القيام بالأدوار البيولوجية ودورها كعاملة ومتعلمة وتحقيق ذاتها ورغباتها في الوقت نفسه وعلى الرغم من ذلك فقد تجاوزت ذلك وحققت الكثير من الإنجازات.
فمما لا شك فيه أن المرأة العاملة خاصة في الوطن العربي يطلب إليها أن يكون عملها جزءا منفصلا عن ذاتها إذ عليها أن تعيش في دائرة علاقاتها الأسرية والعائلية على النموذج التقليدي دون أن يتسرب العمل لمواقفها وبنيتها كما عليها أن تمارس العمل في جميع الجوانب أبعاده أو متطلباته الحديثة .
الأمر الذي يبني تحديا أكبر يستنزفها لتركض في كل الاتجاهات وفي الغالب بلا تقدير من أقرب الناس إليها .
ورغم التحديات التي أثقلت كاهل المرأة لتصبح مشاركة في العمل تدأب كما الرجل في شتى المجالات وتثبت يوما بعد يوم بأنها صنو الرجل على الرغم من أن التأريخ رسم لنا صورة تبرز سيطرة الرجل على الفعل الحضاري مما أوجد لنا ما يسمى بالمجتمعات الذكورية.
ومع ذلك فالمرأة القوية تلك التي تتقن فن ممارسة الحياة بطريقتها الخاصة لتكون القدوة التي يستمد منها هذا العالم أسرار المرونة في مواجهة المحن واجتياز العقبات التي تعترض طريقها فتكون على مستوى عال من النضج قادرة على موازنة الأمور في كل خطب بحكمة بالغة وتواضع واحترام للذات ، فالمرأة التي ترعرعت على الدعم لتحقيق أهدافها والاعتماد على نفسها تسعى دائما الى تحقيق طموحاتها فتدرك جيدا قوة عقلها الحقيقية وتتقن التعامل مع عواطفها ، هذا النوع من النساء لا يسمحن بأي حال للخوف أو الشكوك للتحكم في طاقتهن بل تكون الأجدر للفوز بالحياة وتعلم أيضا أن التعلم والعطاء مرتبطان بالسلام الداخلي والثقة العالية بالنفس .
إن الأنوثة المتمثلة بالمرأة ستبقى مصدر الخطاب الوجداني شعرا ونثرا و ستبقى محط اهتمام نصف الحياة البشرية الآخر الرجل وإن سلبها حقها واتهمها بالفشل والدونية زورا وبهتانا وإن ضن عليها بدفء المشاعر على الرغم من حتمية المصير المشترك فهي اليوم وقبلا ما زالت أنثى .