زاد الاردن الاخباري -
خاص - المهندس فادي اسحاقات : نواصل سلسلة المقابلات بمشاركة شخصيات رياضية شهيرة من أصل شركسي ، والتي نناقش من خلالها قضايا الساعة المتعلقة بدورة الألعاب الأولمبية الصيفية القادمة في طوكيو ، وتحضيرات الرياضيين لها ، وكذلك الأحداث الجارية الأخرى المؤثرة على نطاق واسع على الأسرة الأولمبية بأكملها.
ضيفنا الجديد في هذة الحلقة هي البطلة الرياضية من المملكة الأردنية الهاشمية ، صاحبة الانجازات على مستوى الرياضة العالمية ، الانسة دانا حيدر توران.
كرست دانا حياتها الرياضية بأكملها لواحدة من أشهر الرياضات الأولمبية في الأردن وهي رياضة "التايكواندو" ، وحققت نجاحًا باهرًا فيها على مختلف الأصعدة. (يمكن الاطلاع على المقابلة الكاملة على موقع قناة نارت االشركسية في اليوتيوب).
https://www.youtube.com/watch?v=goW-vq_YKGk
خلال اللقاء مع الضيفة ، تطرقنا إلى موضوع يثير قلق الرياضيين الأولومبيين للفريق الروسي ، الشركس. حيث يواصل المجتمع الرياضي الآن مناقشة قرار الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (WADA) بشأن الفريق الأولمبي الروسي. فلمدة عامين ، تم حرمان الرياضيين الروس من فرصة المشاركة تحت علم ونشيد بلادهم في بطولة العالم والألعاب الأولمبية ؛ وسيرتدون زيًا رسميًا مكتوبًا عليه "رياضي محايد"، ويجب أن يخضع المشاركون من روسيا في هذة الأولومبياد لسلسلة اضافية من إجراءات كشف تعاطي المنشطات ، وقد يتم ايقافهم و اقصائهم في أي وقت من قبل الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات ولأبسط الأسباب. بطبيعة الحال ، يعاني رياضيونا ، الشركس ، الذين لم يسبق لهم تعاطي المنشطات بتاتا من هذه العقوبات.
الصحفي: برأيك دانا ، ما مدى أهمية تنافس رياضي في الألعاب الأولمبية تحت راية ورموز بلاده الوطنية؟
دانا: رفع العلم الوطني والرغبة في سماع نشيد بلدك يعتبر دافعا حياتيا عظيما بالنسبة للرياضي في التنافسات الجادة بين دول العالم القوية ، التي ستقف على منصة التتويج. هذا الحدث هو مرحلة رئيسية في حياة الرياضي وبلده الذي يتنافس من أجله. وتحاول جميع الدول القوية أن يحصل رياضييها على المراكز الأولى في هذة البطولات. لذلك فإن رفع العلم والنشيد الوطني يعزز هيبة الدولة وسمعتها.
الصحفي: هل برأيك ، قرار الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات بخصوص المنتخب الأولمبي الروسي ينتهك حقوق الرياضيين غير المتورطين في المنشطات؟
دانا: نأسف لتبني هذة العقوبات على الرياضيين الروس ودخولها حيز التنفيذ. من الصعب للغاية التنافس تحت مسمى "رياضي محايد" بدون علم بلدك. حيث لايمكن للرياضي أن يكون ممثلاً لدولته. من الصعب للغاية تقبل ما حدث لأقاربنا الذين يعيشون في روسيا ويلعبون مع المنتخب الأولمبي. لكن دعنا نعود إلى أسباب هذه الفضيحة. فعلى حد علمي ، يتعلق الأمر باستخدام المنشطات. سمعنا أن موظفي المكتب التمثيلي لـ WADA في روسيا قد شاركوا في تزوير نتائج الاختبارات لعدد من الرياضيين الروس الذين تناولوا المنشطات. هذه الحقيقة أدت إلى قرار تطبيق العقاب الجماعي على البلد بأكمله بما أن هذة المنظمة (RADA) تعتبر تابعة للحكومة الروسية. نأسف لحدوث ذلك ، وقرار الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات يخلو من الروح الرياضية. فبسبب اثنين فقط من الرياضيين ، تمت معاقبة الفريق الأولمبي بأكمله. في البداية ، تم تطبيق العقوبات لمدة أربع سنوات ، ثم تمت مراجعتها وتخفيضها الى عامين. وسعت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات أيضًا إلى منع روسيا من المشاركة في الألعاب الأولمبية في طوكيو عام 2021 وبكين في عام 2022 و قد تحقق لها ذلك. نحن جميعًا ضد تعاطي المنشطات في الرياضة ، وفي نفس الوقت ، نأسف لاعتماد مثل هذه العقوبة. جميع الإجراءات التحكيمية بين الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات وروسيا تمت في المحكمة الرياضية في لوزان ، والتي أصدرت قرارها في ديسمبر 2020 في هذا الشأن.
الصحفي: لماذا لا يتم تطبيق مثل هذه القرارات على الفرق الوطنية الأخرى ، حيث يتم الكشف عن حقائق تعاطي المنشطات بشكل منهجي و باستمرار؟ هل تشعرين بوجود السياسة في هذا القرار؟ نحن نعلم بأن روسيا والصين لا تتضامنان الآن مع سياسات الولايات المتحدة ولا تعتبر حليفا سياسيا لها.
دانا: برأيي ، الرياضة لم تنفصل عن السياسة في كثير من الأحيان. وتحاول الدول القوية دائما الحصول على المراكز الأولى في البطولات. وهذا يعني أن الرياضة عنصر مهم في إظهار قوة الدولة. لذلك ، هناك سياسة في تصرفات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات ، وبشكل عام ، في موضوع العقوبات ضد الرياضيين الروس. نحن نعلم أن الرياضيين أخذوا المنشطات بشكل فردي. لكن هذه المشكلة امتدت لتمس البلد والفريق الأولمبي ككل. نعم ، أوافق ، هناك دافع سياسي وربما اقتصادي أيضا. الدول القوية تستخدم كل الوسائل الممكنة للتغلب على منافسيها والرياضة ليست استثناء.
الصحفي: هل يمكن أن يكون لمثل هذه العقوبات أثر سلبي على تطور رياضة النخبة وتحفيز الرياضيين؟
دانا: هذا له تأثير سلبي على الرياضيين في النظام العالمي بأسره ، وعلى العلاقات مع الدولة وحتى على موقف الرياضيين تجاه دولتهم. بصفتي رياضية ، فقد شاركت في مسابقات دولية ورفعت العلم الأردني ، وقد شعرت بدافع معنوي كبير وفخر لأنني ممثلة لبلدي. أما بالنسبة لروسيا ، في الوقت الحالي ، فلن يتمكن الرياضيون من رفع علم بلادهم ، وصدقني ، فإن هذا له تأثير سلبي للغاية على معنوياتهم واستعداداتهم. ولن تشعر الدول الأخرى بالمنافسة الجادة مع "الرياضيين المحايدين". وسيلجأ الخصوم الى تقديم الشكاوى ضد نتائج الرياضيين الروس لأي سبب من الأسباب ، وسيُطلب من الفريق الروسي اجتياز اختبارات طبية إضافية وإثبات نقاء انتصاراته. مثل هذه الإجراءات ستؤثر سلبًا على روح الرياضيين و معنوياتهم وقد تخلق ظروفًا لحرمان الفائزين من الجوائز التي يستحقونها.
بقلم: المهندس فادي اسحاقات