زاد الاردن الاخباري -
أكد الخبير واختصاصي الوبائيات الدكتور عبد الرحمن المعاني انه «لا يجوز تحميل المواطن مسؤولية تلقيه جرعة ثالثة معززة مختلفة للقاح (كورونا)، سيما في ظل التشويش الحاصل لخلط اللقاحات».
وأضاف المعاني الذي شغل منصب امين عام وزارة الصحة سابقاً في تصريح لـ"الرأي» ان «(خلط اللقاحات) مازال قيد الدراسة عالميا، ولا توجد الى الان بيانات سريرية تثبت فوائده او تبدد المخاوف بشأن المخاطر»، معتبرا انه «لا يجوز انسانياً وأخلاقياً ان يتحمل المواطن مسؤولية تلقيه جرعة ثالثة مختلفة من اللقاح».
ونظراً لوجود عدد من المواطنين الذين تلقوا جرعتي المطعوم الصيني «سينوفارم» وفق المعاني، ورغبتهم بالتوجه للسعودية التي تشترط لدخول أراضيها على الذين تلقوا جرعتي اللقاح الصيني، ان تكون هناك جرعة مدعمة من لقاح اخر معتمد لديها، فإنهم قدموا لأخذ هذه الجرعة مضطرين، لوجود مصالح اقتصادية او مهنية او مالية لهم هناك».
وتتجه المملكة لتطعيم جرعة ثالثة للمواطنين الذين سيذهبون الى السعودية بمطعوم اخر ومختلف عما تلقوه في الجرعتين السابقتين وهو (فايزر)، علماً ان الدراسات حول خلط المطاعيم لم تنته بعد، وهذا امر ينافي مبدأ الحفاظ على حياة المواطن.
في حين بينت الحكومة امس ان 4 الاف مواطن تقدموا على المنصة المخصصة للتطعيم بعد اخذهم جرعتي (سينوفارم)، لأخذ الجرعة الثالثة من (فايزر)، حيث تلقى فعلياً حوالي 750 مواطن هذه الجرعة المعززة.
وكانت السعودية ابلغت وزارة الخارجية الأردنية بالموافقة على دخول الأردنيين من متلقيه لقاح (سينوفارم)، شريطة تلقي جرعة ثالثة محفزة من اللقاحات المعتمدة لديها، وبحيث تكون قبل 14 يوماً من موعد السفر على اراضيها، والحصول على شهادة تطعيم مصدقة من الجهات المعتمدة في الأردن.
ولفت المعاني الى ان «تعليق وزارة الصحة على تحذير منظمة الصحة العالمية من خطورة الجرعة التحفيزية الثالثة غير دقيق وعلمي، اذ قالت ان الخطورة مبنية بسبب نقص المطاعيم بالعالم، حيث لا تريد اضاعة المزيد من المطاعيم، بينما الملايين لم يحصلوا على الجرعة الاولى، في حين حذرت المنظمة من خلط مطاعيم مختلفة بسبب عدم وجود بيانات سريرية».
واشار الى ان «المواطن الذي يرغب في تلقي (فايزر) بعد جرعتي (سينوفارم) يجب ان يوقع على تعهد خطي نصه: (انا الموقع ادناه.. واحمل الرقم الوطني.. أُقر بأنني تلقيت سابقاً جرعتي (سينوفارم) واوافق على إعطائي جرعة معززة من (فايزر) بناء على طلبي وعلى مسؤوليتي الشخصية وأتحمل كامل المسؤولية عن أية مضاعفات طبية قد تنجم عن أخذي لهذه الجرعة وعليه أوقع)».
واعتبر المعاني ان «التعهد منافٍ للإنسانية والمنطق والعلم، لأن وزارة الصحة والجهات المعنية هي من شجعت المواطنين على تلقي المطعوم الصيني وحاولت تسويقه في كافة انحاء المملكة، ولا يوجد هناك دليل علمي على عدم امكانية حدوث مضاعفات جراء تلقي جرعة ثالثة مختلفة، وبالتالي ما ذنب المواطن ان يتحمل المسؤولية».
وبدلاً من تحميل المواطن المسؤولية، كان من الأجدى على الجهات المعنية حسب المعاني، ووزارتي الخارجية والصحة تكثيف جهودهما وبذل اتصالات اكبر مع السعودية، لتذليل المشكلة في ظل التشويش الحاصل نتيجة خلط اللقاحات، واستغلال علاقات الصداقة والأخوة، حتى يتمكن مواطنونا من السفر دون الاضطرار لتلقي جرعة ثالثة من لقاح اخر.
وفي السياق ذاته، حذرت منظمة الصحة العالمية سابقا من الخلط بين لقاحات «كورونا» المنتجة من شركات مختلفة، وأكدت ان هذا الاتجاه خطير للغاية، لعدم توافر بيانات للتأثيرات الصحية الناجمة عن ذلك، وان هذا التوجه ممكن ان يؤدي لحالة فوضى عارمة في البلدان التي سوف تستخدمها.