(هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ) ,بداية الاحسان .ان يحسن الانسان لنفسه بالايمان ,لينجي نفسه من المخلدين في عذاب نار الاخرة من الكفرة والمشركين , وينجيها من كل انواع الظلم ظلم العباد ,وظلم النفس ببعدها عن التقيد بمنهج هداية الله تعالى تحقيقا للاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم .............
الاحسان من اعلى درجات الايمان , وجزائه باجر وثواب الانبياء والمرسلين , فبالإحسان يرتقي الانسان لقربه من الله تعالى ,والشعور بهذا القرب ,فان لم يره بالبصر , فانه يدركه تعالى بالشعور والبصيرة ,شعور نابع من نور نظر الله تعالى لقلوب احبائه وخاصته في الدنيا , يرتقي الانسان لدرجات اعلى من درجات العمل بالفرائض ,لان الاحسان هو المقصد والحكمة من الدين كله .................
الإحسان يوصل الانسان لأعلا درجات ادراك ارادة الله تعالى وتحقيقها, بحقيقة خلافة الله في ارضة , التي تقربه من الله تعالى ,بلباس الاحسان المزين بكل اوسمة الخالق ,وسام الرحمة ,والعفو ,وسام حب الانسان والخوف عليه,وسام التقوى ,وسام الاخلاص لمشيئة الله تعالى ,وسام حسن الدعوة لله تعالى بحسن الخلق ,وسام معلم الدين الذي كاد ان يكون رسولا .............
درجة الإحسان من اعظم درجات جزاء الحق في رفع الذكر في الدنيا التي يبحث عنها الانسان بالباطل, حيث حب الناس من الله تعالى للمحسن يقابل ذلك الجاه الزائف من نفاق الناس , والقناعة من غنى النفس المطمئنة ,يقابل ذلك غنى الجشع من شح النفس ,وراحة البال من اتساع الصدر ,يقابل ذلك الهم من ضيق الصدر ...............
درجة الاحسان في بلوغ العلو وفوق مقاصد وحكمة ومطالب الدين ,درجة يمنحها الله تعالى لخاصته من من يسعى اليها من الناس ,حبا وتقدرا لدرجه الانبياء ,في التسامح , والعفو وإصلاح ذات البين ,وتقديم العون في قضاء حاجات الناس, والاحسان عند الغضب ,وكل عمل اجره على الله ,درجة الاحسان بلوغ درجة الخلافة الحقيقية ,من الاتصاف بحدود قدرة الانسان بصفات الرحمن ..............
جزاء الاحسان بالإحسان,بان جعل الله تعالى جزاء المحسن من جنس احسانه,هذا في الدنيا ,فمن سعى بحاجة اخيه ,سعى الله تعالى بقضاء حاجته ,ومن ستر على مسلم ستره الله تعالى ,ومن فرج كرب مكروب فرج الله تعالى كربه ,فجزاء المحسن من جنس احسانه ............
الاحسان منبعه من الرحمة ,كما احسان الوالدين على الابناء ,لهذا قضى ربنا تعالى على كل مولود بالإحسان للوالدين ,فالجزاء الاحسان اصبح هنا فرضا ,لان من المفروض ان الاحسان يقابله احسانا ,ولا يقدر على جزاء الاحسان الا الله تعالى ,لعظمة الاحسان ,لهذا لن يقدر اي مولود رد احسان والديه ,لان احسان الوالدين هو من احسان الله تعالى من الرحمة المقذوفة في قلوب الوالدين ليتوكلوا بإحسانه تعالى فالمولود حمل كرها ووضع كرها ,لهذا فان البيوت لا تعمر إلا بجزاء الاحسان من تعليم الابناء دينها , وتعمر من طاعة امر الله في ملازمة المودة والرحمة التي جعلها بين الازواج كل يحسن بها على الاخر ,بيوت مطمئنة تغشاها رحمة الاحسان بين الاباء والأبناء,وإحسان الازواج لبعضهم بالمودة والرحمة ,بيوت يحبها الله و يستجاب لها الدعاء.............. ...................
د. زيد سعد ابو جسار