زاد الاردن الاخباري -
كشف رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الأحد، عن تعرضه لعدة محاولات اغتيال، فيما تعهد بأن تجري الانتخابات في موعدها، ووجه رسالة لمن وصفها ب"جماعات اللادولة" التي تستهدف البعثات الدبلوماسية وقوات التحالف، مفادها ان "أعمالكم العبثية لا تخدم أحدا".
وقال الكاظمي في مقابلة مع قناة “الحدث” السعودية: “تعرضت لثلاث محاولات اغتيال”، ودون ان يذكر تفاصيل بشأن أماكن وتواريخ هذه المحاولات ولا الجهات المسؤولة عنها.
وأكد انه لبس "قلقا أو خائفا”، وشدد على أنه سيواصل أداء مهامه وفق البرنامج الذي وضعه لإدارة البلاد.
الانتخابات في موعدها
من جهة اخرى، تعهد الكاظمي باجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة في موعدها المقرر في 10 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وقال: “واهم من يعتقد أنني أسعى لتأجيل الانتخابات للذهاب لحكومة طوارئ، سنعمل بكل جد لإجراء الانتخابات في موعدها”، مؤكدا انه متفائل بالانتخابات ويأمل بمشاركة جيدة تعيد الاعتبار للنظام البرلماني.
والانتخابات هي أحد مطالب احتجاجات شعبية بدأت بالعراق في أكتوبر/ تشرين الأول 2019.
وتعليقا على اعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، مقاطعته الانتخابات، قال الكاظمي: “نتفهم قرار الصدر بالانسحاب من الانتخابات، وندعوه للعودة عنه”. وأضاف: “نطلب من العراقيين المساهمة بالإصلاح عبر الانتخابات”.
القوات الاميركية
على صعيد اخر، قال رئيس الوزراء العراقيان بلاده ليست بحاجة الى قوات أمريكية قتالية، وإنما إلى مساعدة تدريبية واستخبارية.
وقال الكاظمي: "زيارتي لواشنطن [المقررة في 26 يوليو/تموز] لإنهاء الوجود القتالي الأمريكي لأن قواتنا أصبحت جاهزة".
وأوضح "زيارتي لواشنطن لتنظيم العلاقات الأمريكية العراقية وانسحاب القوات القتالية".
وحول الوضع الأمني في العراق، قال الكاظمي "جماعات اللادولة تستهدف البعثات الدبلوماسية وقوات التحالف"، مؤكدا "الحكومة مسؤولة عن السيادة العراقية وعليها حماية البعثات، وقد أخذنا خطوات حقيقية لحماية البعثات الدبلوماسية واعتقال مجموعة كبيرة من المتجاوزين".
وتابع "رسالتي لجماعات اللادولة لا خيار أمامكم إلا الدولة وأعمالكم العبثية لا تخدم أحدا".
ومنذ أشهر يتعرض مطار بغداد الدولي والمنطقة الخضراء شديدة التحصين ببغداد والتي تضم المباني الحكومية والسفارة الأمريكية وبعثات دبلوماسية أجنبية، إلى جانب قواعد عسكرية تستضيف قوات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش [الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول] أبرزها عين الأسد، لسلسلة من الهجمات المتكررة بصواريخ كاتيوشا.
ولم تكشف الأجهزة الأمنية حتى الآن عن منفذي هذه الهجمات الصاروخية، فيما تتهم واشنطن جماعات موالية لإيران بتنفيذ الهجمات.
وأعلن البيت الأبيض، السبت، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيستضيف رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بالبيت الأبيض في 26 يوليو/تموز الجاري.
مباحثات ايرانية اميركية
وبشأن مباحثات سرية مباشرة بين إيران والولايات المتحدة استضافها العراق قبل أشهر، قال الكاظمي إن “الحوار الأمريكي الإيراني سيكون له انعكاسات على المنطقة بأكملها”.
ويشكو عراقيون من أن بلدهم صار إحدى ساحات تصفية الحسابات بين الولايات المتحدة وإيران، الذين تربطهما ملفات خلافية، بينها برنامجا طهران النووي والصاروخي وسياسة البلدين الخارجية تجاه منطقة الشرق الأوسط.
وأشار إلى أنه سيجري زيارة إلى طهران بعد أن يتسلم الرئيس المنتخب، إبراهيم رئيسي مقاليد الحكم (في أغسطس/ آب المقبل).
وتابع أن “إيران تعمل بجد لمساعدتنا في بناء الاستقرار والتهدئة”، مضيفا ان العراق بحاجة الى “علاقة دولة مع دولة مع إيران، واحترام خصوصية كل بلد”، و”نتحدث مع الجانب الإيراني بأن العراق بأشد الحاجة للاستقرار”.
وفي ملف آخر، قال الكاظمي إن “هناك تحسنا في سبل الحوار مع تركيا بشأن ملف المياه”، وإن بغداد وأنقرة تخوضان حوارا جديا في هذا الملف.
وقال إن “للعراق تعاونا أمنيا وعسكريا مع كل دول الجوار”، مشددا على التزام بلاده بعدم تهديد دول الجوار.
واستطرد: “لن نسمح بأن نكون منطلقا لتهديد جيراننا”.
وبخصوص اعترافات نشرتها السلطات العراقية قبل يومين لأحد المتهمين باغتيال الكاتب والخبير الأمني هشام الهاشمي، قال الكاظمي: “كشفنا جميع المشاركين بالعملية، لكن بعضهم هرب إلى خارج العراق، وتم اعتقال أحد المجرمين”.
وتابع أن “المجرم الذي أُلقي القبض عليه موظف في وزارة الداخلية (ضابط برتبة ملازم أول)، لكنه ينتمي لجماعات خارجة على القانون (لم يكشف عنها)، والقضاء سيقول كلمته الحاسمة”.
وفي يوليو/تموز 2020، اغتال مسلحون الهاشمي قرب منزله شرقي العاصمة بغداد، وسط استنكار محلي ودولي، ولم تتبن أي جهة هذه الجريمة.