زاد الاردن الاخباري -
فظائع الحرب السورية المستمرة منذ 10 سنوات لا تنتهي، بيد أن أبرز الملفات العالقة فيها إلى جانب الضحايا، هو ملف المعتقلين والمفقودين.
ولعل اختفاء الناشطة الحقوقية رزان زيتونة وزملائها مازال يعتبر أحد أكبر ألغاز الحرب حتى اليوم، فرغم التحقيقات الطويلة التي أجريت على مدار السنين الماضية من جهات مختلفة، لم يأتِ خبر يشفي العليل.
فالمحامية الحقوقية السورية التي اشتهرت بتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان، اختفت في شهر كانون الأول/ديسمبر من عام 2013، بعدما فرّت من العاصمة دمشق إلى دوما بالريف، المدينة التي كانت قابعة حينها تحت قبضة ما كان يعرف بـ"جيش الإسلام".
وهناك قام مهاجمون مجهولون باختطافها وزوجها واثنين من زملائها، فيما انخفض عدد الشهود المحتملين عن الحادثة في السنوات الثماني إلى ثلث العدد.
ووفق بعض المعلومات فإن منهم مهددا ولذلك التزم الصمت، وآخرين قتلوا، ليبقى سر الاختفاء هذا دون حل لأكثر من 8 سنوات.
تحقيق جديد
أما الجديد اليوم، فهو أن فريقاً من "دولتشيه فيليه" الألماني، قد جمع بعض الأدلة عبر 6 دول، بمساعدة عشرات الشهود الذين لديهم معرفة وثيقة بالقضية، وتعقب الفريق المجموعة التي من المرجح أن تكون مسؤولة عن اختفاء الناشطة المعروفة.
وبسبب المخاوف الأمنية والخوف من الانتقام، قرر الفريق أن يبقي هوية المصادر مجهولة في معظم الحالات.
كما أشارت المعلومات وفق التحقيق إلى أن زيتونة طلبت بعد أسابيع من وصولها إلى دوما أي في ربيع 2013، زيارة مختلف السجون التي تديرها جماعة جيش الإسلام التي كانت مسيطرة تلك الفترة، وذلك للتحقيق في اتهامات تعرض المعتقلين للتعذيب.
إلا أن هذا الطلب لم يرق للبعض على ما يبدو، فقد أدت جهودها إلى زعزعة استقرار الكثيرين في المدينة، حتى إن هناك من أعرب عن مخاوفه بشأن ولائها لـ "الثورة السورية".
ومن المهم التوضيح أن دوما في تلك الفترة لم تكن ساحة للقتال بين النظام والمعارضة فقط، بل كانت بلدة متنازع عليها بشدة بين داعش آنذاك، وجبهة النصرة، وقوات أخرى مسلحة، ولهذا فإن أصابع الاتهام غير محددة الأهداف.