زاد الاردن الاخباري -
لقي نحو 30 شخصا مصرعهم وجرح حوالي 50 اخرين بينهم نساء وأطفال اثر انفجار وقع في سوق شعبية مزدحمة في حي مدينة الصدر ذي الغالبية الشيعية في العاصمة العراقية بغداد عشية عيد الاضحى.
وقالت مصادر امنية وطبية ان الانفجار الذي وقع في سوق الوحيلات بمدينة الصدر ونجم عن عبوة ناسفة خلف 30 قتيلا و47 جريحا وفق حصيلة غير نهائية.
ووصفت خلية الإعلام الأمني الرسمية التفجير الذي هز معقل مناصري رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الذي يملك نفوذاً كبيراً على الساحة السياسية في العراق، بأنه اعتداء “إرهابي” وقالت إنه تمّ “بواسطة عبوة ناسفة محلية الصنع”.
وقال يحيى رسول، المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، في بيان، إن الأخير أمر بتوقيف قائد القوة الأمنية المسؤولة عن تأمين سوق الوحيلات.
واضاف ان الكاظمي امر كذلك بـ"فتح تحقيق من قبل قيادة عمليات بغداد (التابعة للجيش) بالحادث".
واظهر تسجيل فيديو حالة الهلع بين المتسوقين اثر الانفجار.
ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الانفجار. لكن السلطات العراقية عادة ما تتهم تنظيم "داعش" الإرهابي بالوقوف وراء هكذا عمليات على غرار الهجوم الذي وقع في وسط بغداد في كانون الثاني/يناير وأسفر عن مقتل 32 شخصاً.
وهزّ حينها هجومان انتحاريان سط العاصمة العراقية في كانون الثاني/يناير، وتبناه التنظيم، في أكبر اعتداء منذ ثلاث سنوات في العاصمة التي شهدت هدوءا نسبياً منذ هزيمة تنظيم “الدولة” نهاية عام 2017.
وأعلن العراق عام 2017 تحقيق النصر على "داعش" باستعادة كامل أراضيه، التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد اجتاحها التنظيم صيف 2014.
إلا أن التنظيم الإرهابي لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق واسعة بالعراق ويشن هجمات بين فترات متباينة.
“جريمة بشعة”
وندد الرئيس العراقي برهم صالح في تغريدة بـ”جريمة بشعة”، مضيفاً “لن يهدأ لنا بال إلا باقتلاع الإرهاب الحاقد الجبان من جذوره”.
واستنكر زعيم تيار الحكمة الشيعي عمار الحكيم التفجير الذي وقع فيما “يستعد شعبنا لاستقبال عيد الأضحى المبارك”، داعياً “الجهات الأمنية إلى بذل مزيد من الجهود للحفاظ على أرواح المواطنين”.
يأتي ذلك فيما يستقبل الرئيس الأمريكي جو بايدن رئيس الوزراء العراقي في 26 تموز/يوليو في واشنطن، على وقع محادثات يجريها العراق مع الولايات المتحدة لوضع جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي التي انتشرت لمحاربة تنظيم “الدولة” في عام 2014.
ويقدم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، الدعم للقوات العراقية في حربها على تنظيم “الدولة” لكن البرلمان العراقي صوت في 5 كانون الثاني/يناير 2020 على خروج قوات التحالف من البلاد.
ولا يزال نحو 3500 جندي أجنبي على الأراضي العراقية، من بينهم 2500 أمريكي، لكن تنفيذ انسحابهم قد يستغرق سنوات.
ويترافق ذلك مع تصاعد التوتر في العراق بين مجموعات شيعية موالية لإيران وواشنطن منذ اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب قائد قوات الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس السنة الماضية في ضربة جوية أمريكية قرب مطار بغداد.
واستهدف نحو خمسين هجوماً صاروخيّاً أو بطائرات مسيّرة المصالح الأمريكيّة في العراق منذ بداية العام. وتُنسب هذه الهجمات التي لم تتبنّها أيّ جهة إلى الحشد الشعبي وهو تحالف من فصائل موالية لإيران مندمجة في القوات الحكومية العراقية.
وشنت الولايات المتحدة من جهتها ضربات نهاية حزيران/يونيو على مواقع للحشد في العراق وسوريا ما أسفر عن مقتل نحو عشرة في صفوف مقاتلين موالين لإيران. ويثير ذلك مخاوف من اندلاع صراع مفتوح في العراق بين حليفتي بغداد الولايات المتحدة وإيران.