زاد الاردن الاخباري -
قال كتاب جديد إن التلوث وكثرة استخدام المواد الكيميائية في المدن الكبرى يؤديان إلى انكماش العضو الذكري لدى الرجال وانخفاض معدلات الخصوبة مما يهدد مستقبل الجنس البشري.
وطبقا للكتاب الذي يحمل عنوان "عد تنازلي" لعالمة الأوبئة والخبيرة البيئية الأمريكية شانا سوان، يؤدي التلوث إلى ارتفاع معدلات ضعف انتصاب الأعضاء الجنسية لدى الذكور وانخفاض الخصوبة وولادة أطفال بأعضاء تناسلية أصغر حجما من المعتاد.
وتقول سوان في كتابها: "المواد الكيميائية الموجودة في بيئتنا وممارسات نمط الحياة غير الصحية في عالمنا الحديث تعطل التوازن الهرموني لدينا مما يسبب درجات مختلفة من الفوضى الإنجابية".
وفقًا للكتاب، يستوفي البشر ثلاثة من المعايير الخمسة المحتملة المستخدمة لتحديد ما إذا كانت الأنواع معرضة لخطرالانقراض أم لا. تضيف سوان في كتابها: "يجب تلبية معيار واحد فقط. الوضع الحالي للبشر يلبي ثلاثة على الأقل".
ووفقًا لبحث الدكتور سوان، فإن هذا الاضطراب ناتج عن الفثالات وهي والمواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع البلاستيك، والتي يمكن أن تؤثر على كيفية إنتاج هرمون الغدد الصماء المطلوب للتكاثر.
وتستخدم هذه المجموعة من المواد الكيميائية للمساعدة في زيادة مرونة المواد المختلفة التي يمكن العثور عليها في ألعاب الأطفال وأدوات تغليف المواد الغذائية والمنظفات ومستحضرات التجميل والعديد من المنتجات الأخرى. تقول الدكتورة سوان إن تلك المواد تضر بالتنمية البشرية بشكل جذري.
وتضيف: "يأتي الأطفال الآن إلى العالم ملوثين بالفعل بالمواد الكيميائية بسبب المواد التي يمتصونها في الرحم".
وقامت سوان سابقاً بتأليف أوراق بحثية حول كيفية انتقال هذه المواد الكيميائية من الوالدين لذريتهم، وتأثير ذلك على الرغبة الجنسية للإناث وأحجام الأعضاء التناسلية لدى الذكور.
في بحث رائد لها عام 2017 نظر في خصوبة الرجال على مدار العقود الأربعة الماضية، درست سوان التقاطع بين عدد الحيوانات المنوية والتلوث.
خلصت سوان آنذاك بعد دراسة شملت ما يقرب من 45000 رجل يتمتع بصحة جيدة إلى أن عدد الحيوانات المنوية بين الرجال في الدول الغربية قد انخفض بنسبة 59% بين عامي 1973 و 2011.
ولكن خفض معدلات التلوث سيؤدي إلى زوال تلك المؤشرات السلبية.
فمنذ إنشاء الوكالة الأوروبية للبيئة، التي ساعدت في وضع قوانين خفضت من معدلات التلوث في الدول الأوروبية بنسبة 41% خلال العقدين الأخيرين مما منح الأوروبيين تسعة أشهر إضافية من متوسط العمر المتوقع.