زاد الاردن الاخباري -
كتب حاتم الأزرعي - كشفت الوثيقة الداخلية للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، التي نشرتها صحيفة واشنطن بوست اخيرا أن "سلالة دلتا من فيروس كورونا قد تسبب مرضا أكثر خطورة من السلالات السابقة، كما أنها تنتشر بسهولة مثل جدري الماء".
وحسب الصحيفة قد تصل هذه السلالة في شراستها إلى درجة أنها تشكل تقريبا فيروسا جديدا مختلفا، حيث يزداد انتقاله بسرعة أكبر من فيروس الإيبولا أو نزلة برد".
وفي الاردن وعلى لسان احد اعضاء لجنة الاوبئة فإن "الوضع الوبائي سليم، ولا توجد سوى بؤرة دلتا في محافظة الكرك .. واكتشف حالات المتحور الجديد مبكرا، وبرغم انتشار "الدلتا” السريع، لكن ما اكتشف في الكرك من إصابات يصل عددها في المملكة الى 199 اصابة ".
ويخلص الى انه لا "يتوقع ظهور موجات كورونا شرسة خلال الفترة المقبلة مثل الموجات السابقة".
الحرب تغيرت والعدو الشرس دخل أولى خطواته من بوابة الكرك ، والحكومة باذرعها الاعلامية ترى أن الوضع الوبائي في السليم ، وتبعث برسائل تطمين، على غرار البدايات الاولى حين خدعنا "بالصفر ..واسبوعين بنشف وبموت".
وكما في الأمس ضربتنا التسويقات الاعلامية اليائسة والبائسة في العمق فغرقنا في بحر الوباء على حين تضليل اعلامي حركته نزعات السياسة وتنازعاتها ، كذلك اليوم يعيد ساسة الاوبئة واوبئة السياسة ذات الاسطوانات المشروخة لنجد أنفسنا إزاء موجة اكثر شراسة من سابقاتها بخلاف التصريحات الرسمية .
وما نشرته الواشنطن بوست واضح وضوح الشمس ، وغربالكم لن يخفيها ، وها هي منظمة الصحة العالمية تؤكد " إن المتحورة دلتا التي رُصدت للمرة الأولى في الهند باتت منتشرة في 15 دولة في "إقليم شرق المتوسط" الذي يغطيه المكتب الإقليمي للمنظمة "ونحن جزء منه .
الحرب تغيرت بأعتراف المؤسسات الصحية العالمية والخبراء في الوبائيات وامراضها ، ومن بوابة الكرك رصدنا أولى طلائع المتحور ، وما زال خبراء الوبائيات الرسميون يخوضون في المسألة بالتنجيم والتنبوء والتوقع!! .
ألم تدرسوا يا خبراء علم الوبائيات ان لهذا العلم اصول راسخة مبنية على الدراسة والبحث والتحليل والمقارنة والمقاربة والدروس المستقاة وتطبيقاتها بغرض السيطرة على المشاكل الصحية ، ولا مجال فيه للتخمين والخزعبلات والفتح بالمندل ؟! وهل نسيتم اننا أمة في صلب عقيدتها ، "كذب المنجمون ولو صدقوا" ؟!.
اما اذا ما زلتم ايها الخبراء الرسميون تصرون على الاستمرار في إسار حالة التنجيم والتنبؤ والتوقع ، فخير للبلد ولكم ان نستبدلكم ، ويحل مكانكم في اللجنة الوطنية للاوبئة ، ميشال حايك وماغي فرح وليلى عبداللطيف ،ولا بأس أن تطعم اللجنة بأستحضار روح "فانغا" والنطاسي البارع في علم التنجيم "نوستراداموس" ، وغيرهم من خبراء التدليس واستغلال خوف الناس من المجهول ،فعل وعسى يصدقون ومع ذلك فهم يكذبون !!.
ايها الخبراء وجلكم أصدقائي، آن الآوان أن تخلعوا ثوب السياسة ،خير لكم ، واصدقوا ابناء بلدكم القول وبثوا الحقيقة ، بلا رتوش او تجميلات الساسة ،فقد كشفت الوثيقة الداخلية للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها المستور ، والكرسي لا يدوم ،والمصلحة الوطنية العليا ابقى ، " فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْض " ،اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم .