زاد الاردن الاخباري -
حذّر اليوم باراك اوباما العقيد معمر القذافي من استمراره في الحكم، وانه لن يتوقف في الضغط عليه الى ان يرحل. وذلك بعد الليلة الثانية من نجاح قوات التحالف بتفجيرات مكثّفة على طرابلس.
وكانت قد شهدت مدينة طرابلس في وقت متأخر من مساء امس 6 تفجيرات مدوية خلال 10 دقائق سبقتها هجمات قوية طوال الـ24 ساعة الماضية. أحدها كانت على مقر القذافي أدّت الى مصرع 19 شخص بحسب مسؤولين ليبيين.
وصرّح اوباما لوكالات الانباء اللندنية في مؤتمر مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بانه لا يتوقّع متى سيستسلم القذافي. وقال: (انني متأكد من ان القذافي قد فهم اننا سنستمر في الضغط عليه وعلى نظامه، وخاصة بعد تطور هجمات حلف الناتو خلال الاسابيع القليلة الماضية). وأضاف: (لقد بنينا ما يكفي لاسقاط هذا النظام، وطالما اننا محافظون على المسار الذي نحن فيه، فان القذافي سينتهي به المطاف الى التنحي. في النهاية، انها عملية بطيئة ولكن مستمرة).
وردد كاميرون نفس التحذير، مطالبا القذافي بالرحيل. وقال: (ارى ان علينا زيادة الضغط عليه، ومع الدور البريطاني في ذلك، ستتوفر لدينا جميع الخيارات لتحقيق ذلك). ووافقه اوباما مضيفا ان هذا الضغط لن يكون فيه لقوّات الناتو اي دور.
ومن الجدير بالذكر أنه وعلى الرغم من قيام قوات التحالف الجوية بتوفير الحماية للمدنيين منذ شهرين، الا ان المواجهات المسلحة بين قوات النظام والثوار قد وصلت الى طريق مسدود. ولا يزال القذافي ينكر استهدافه للمدنين ويقول ان هجماته كانت على المتمردين والذين هم عبارة عن مجرمين ومتعصبين وينتمون الى القاعدة. وشنّت هجمات مضادة على الثوار في مدينة بنغازي بعد تصريح القذافي بلا رحمة او شفقة. ومنذ وقتها اثبت الثوار عدم قدرتهم على الاستمرار في التقدم نظرا لتفوق قوات النظام بالعتاد والتدريب. من ناحية اخرى، قالت فرنسا الثلاثاء الماضي انها بصدد استخدام طائرات الهليوكوبتر في الهجوم على قوّات القذافي المتغلغلة بين المدنيين في المدن الليبية لتحقيق اهداف اكثر دقة. وقالت بريطانيا انها ستحذو حذوها.
وفي تغطية للأحداث الاخيرة، تمكّنت قوات التحالف من تدمير مخبأ لتخزين المركبات والصواريخ والتابع لقوّات النظام، بالاضافة الى موقع للقيادة والسيطرة على مشارف طرابلس، وذلك في اليوم الثاني من القصف المكثّف على المدينة. كما وقصفت مواقع حكومية حول مقر المتمردين غرب مصراتة. ونقلت الانباء الليبية ان هذه الهجمات قد استهدفت محطة الاتصالات التابعة لزليتن الواقعة غرب مصراتة متسببة بخسائر بشرية ومادية.
وفي مقارنة بين قصف ليبيا واحتلال العراق، قال وزير الخارجية البريطانية وليام هيج:(انها شأن مختلف تماما عن العراق، اذ في العراق كان الجنود المرسلين من الولايات الغربية منتشرين بأعداد كبيرة ضمن قوّات بريّة)، وذلك في محاولة منه لازالة المخاوف من تعرّض بلاده الى ازمة مشابهة للعراق. وكانت قد تكثّفت الجهود الدبلوماسية هذا الاسبوع لمناقشة سبل الخروج من الازمة الليبية مع الدول العظمى الثماني، مع بعض التوقعات بقيام روسيا بتقديم خطة تقترح فيها للتوسط في الاجتماع.
وكان قد أعلن جاكوب زوما رئيس افريقيا الجنوبية عن تحضيره لزيارة الى طرابلس خلال الاسبوع القادم للتحدث مع القذافي في سبل الوصول الى حل الازمة الليبية، كونه (اي القذافي) عضو رفيع المستوى في الاتحاد الافريقي.
ترجمة وتحرير : شيريل احمد