زاد الاردن الاخباري -
المتاجرة بالوطن جريمة والمزايدة عليه خيانة. الوطنية ليست سلعة تباع في سوق النحاسة،والانتماء لا يخضع للمساومة.فالشهيد يدفع عمره دفاعاً عن وطنه لا يبغي شكراً ولا جزاءً الا من ربه.لذلك حظي بمكانة عالية في الدنيا والآخرة وكانوا وما يزالوا عناوين فخر لأوطانهم وأمتهم.هؤلاء الأموات أحياء عند ربهم يرزقون لنبل عطاياهم وعظيم تضحياتهم لدرجة بعضهم لا تعرف قبورهم ولا أسمائهم.
هؤلاء اطهر الناس وأصدقهم وأنبلهم كانت تجارتهم مع الله.في المقابل نرى تجار الوطنية يتناسلون كالأرانب ويبحثون عن المكاسب لأنهم مفطورون على الأخذ والتكسب ولا يعرفون شيئاً عن البذل والعطاء والتضحية اللا محدودة التي اقتصرت على الرجال الأفذاذ المخلصين وحماة الوطن الرائعين.
عجيب أمر بعض الناس. يلعلع في الطرف الثاني من الكرة الأرضية،ان الشعب الأردني،يرزح تحت نير الظلم ،ويطالبه بالثورة على اللصوص الذين نهبوا البلاد والعباد،ويتغنى بالنصائح والمواعظ التي يطلقها من أمريكا،وكانه حكيم زمانه وفيلسوف عصره،وقائد خاض حروباً عرمرمية لأجل وطنه ومواطنيه مع ان الواقع غير ذلك...حارتنا ضيقة وكلنا يعرف بعضه بعضا.
الطوره الذي لم يدع في قاموس البذاءة كلمة الا نعت بها رموز الأردن ورجالاته،وكان أشبه بمن يحمل سطل دهان اسود قاتم السواد،يلطخ بفرشاته كل ابيض وكل جميل لينتقم لذاته ويشبع غروره ويرضي من دفعه إلى افتتاح بقالة في أمريكا ليسوّق بضاعة بائرة ولغة مرفوضة لا تليق بإنسان يدعي الوطنية ويبرئ من المعارضة. وهو في ذات الوقت لم نسمع عنه يوما انه أدى دوراً وطنياً يشيد به الناس بل ان تاريخه يشهد ان خير أكتافه من بلده....وكلنا يعرف تاريخ نايف الطورة، خاصة أبناء الإعلام وعشيرة الصحافة الذين يعرفون كل صغيرة وكبيرة ولا تخفى عليهم خافية....فالبطولات الدونكيشوتية لا تباع عليهم والتضحيات المزعومة بضاعة مزجاة لا احد يشتريها بتراب المصاري.
الطورة أساء للأردنيين كافة لان ما افتراه عليهم ليست من شيم الرجال الرجال والعداء لشريحة أو فشل في الحصول على مكسب لا يبرر التطاول على مملكة عدد سكانها يقارب العشرة ملايين بني آدم لهم مشاعرهم الحساسة ومشاربهم المختلفة ومنابعهم المتعددة فلا يجوز الاستهتار به ومخاطبتهم بلغة القطيع،علما ان نايف نفسه بحاجة من يرشده ويعالجه ويأخذ بيده،لأنه محدود الثقافة خالي الوفاض يعاني طوال عمره من الفاقة المادية والعاطفية والنفسية. فكيف يحاضر بالسياسية وعلم الاجتماع والعلوم المخابراتية والعسكرية وهو نفسه لا يجيد اللغة العربية ومن يسمع احاديثه فهي مجرد حكايا مضافات وسواليف حصيدة لا تمت إلى الموضوعية والحيادية بصلة بل هي اقرب إلى جلسات النسوان حول فنجان قهوة وقرآة المستقبل بحثالة رواسب البن الرخيص بتاع الكيلو بأربعة دنانير.
عندما يفقد الإنسان البطولة فانه يجنح للخيال ليصنع لنفسه عالماً خيالياً افتراضيا.وصاحبنا أبو النوف ادعى ان الدولة بقضها وقضيضها وامنها وعسكرها ومخابراتها تطارده وتريد رأسه وهو مطلوب للتنفيذ القضائي وكل الأجهزة الأمنية ليعطي لنفسه مكانة عاليه،وموقعا مهما.خاصة انه تطاول على رأس الدولة ولم تفلت من لسانه العائلة والأبناء بطريقة مقززة ومؤذية وكاذبة. وإذا كانت المية تفضح الغطاس،فان الطورة يطيش على شبر ماء.
لقد حضر على رؤوس الأشهاد إلى الأردن وبث هو نفسه من مطار عمان الدولي فيديو يعلن عن وصوله،وتناول فنجان قهوة عربية في الصالة الكبيرة ولم نر احد يعترضه أو يفسد فرحته بينما الامن يملأ المكان ومر عن الحواجز كلها من ختم جواز وتشييك على المطلوبين فكيف حدث ذلك وهو مطلوب كما ادعى بعدة قضايا فأي مسرحية هذه وأي لعبة....ولم نسمع الا صوتا نسائيا يقول له الحمد لله على السلامة.فهل الطورة جيمس بوند المذهل الذي يخرج من البلاد وهو مطلوب لها من دون يحس به رجل امن ويدخل للبلد وهو مطلوب ولا يعترضه احد....انه لغز فدلوني على العقدة عند الطورة ام عند الدولة ؟!.