زاد الاردن الاخباري -
نسف مسلحون مقر "حزب البعث العربي الاشتراكي" الحاكم في مدينة داعل بمحافظة درعا جنوبي سوريا، حيث يسود هدوء حذر قبيل جولة مفاوضات جديدة تتوسط فيها روسيا لاحتواء الوضع المتفجر في المحافظة.
وقال فرع الحزب في داعل إن المقر يقع وسط المدينة في الريف الأوسط للمحافظة التي تعد مهد الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت قبل عشرة أعوام ضد الحكومة السورية. وأوضح أن مجهولين فخخوه وفجروه ليلا، وأن الأضرار اقتصرت على الماديات.
وذكرت صفحات إخبارية معارضة للحكومة السورية من درعا أن المقر كان "مقرا لأفراد وضباط المخابرات الجوية"، وأضافت صفحة "تجمع أحرار حوران" أن المخابرات الجوية أخلت أفرادها من مبنى الحزب قبل يومين.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان نقلا عن نشطاء ان "تهدئة جديدة تشهدها درعا ستستمر لمنتصف ليل الثلاثاء، بالتزامن مع البدء بجولة مفاوضات جديدة بين ضباط النظام والروس من جهة، واللجنة المركزية في حوران من جهة أخرى" بهدف احتواء التصعيد الذي تشهده المدينة.
واضاف ان اللجنة قدمت مقترحًا "يفضي بدخول قوات من الفرقة 15 والأمن العسكري برفقة اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس الموالي لروسيا إلى مواقع في أحياء درعا البلد وتنفيذ عملية تفتيش محدودة لبعض المنازل برفقة أعضاء اللجنة المركزية في حوران".
وتابع الموقع ان المقترح يقضي كذلك "[محاسبة مجموعات الفرقة الرابعة التي قتلت المدنيين بإشراف روسي ودخول الشرطة العسكرية الروسية إلى المنطقة لمتابعة عملية تنفيذ الاتفاق، بالإضافة لسحب التعزيزات التي استقدمتها الفرقة الرابعة من محيط مدينة درعا، حيث يجري التناقش في هذا المقترح وسط هدوء حذر يسود درعا البلد".
ياتي ذلك غداة جولة تصعيد شهدتها المحافظة فجر الثلاثاء، استمرارا لمواجهات بدأت الأسبوع الماضي الماضي وتعد الأعنف منذ ثلاث سنوات، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفاد المرصد باندلاع اشتباكات بين القوات الحكومية والمجموعات الموالية لها من جانب، ومقاتلين محليين من جانب آخر منذ ساعات الصباح الباكر في مناطق متفرقة من المحافظة، بينها مدينة درعا.
وتسببت الاشتباكات، بحسب المرصد، في خسائر مادية وبشرية، مشيرا إلى "تعثر المفاوضات" بين الحكومة إلى جانب وفد روسي من جهة والمقاتلين من جهة أخرى.
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية في المحافظة أن جولة جديدة من المفاوضات جرت في المدينة لفرض حالة الأمن والاستقرار، وتحدثت عن وجود أحد أمراء تنظيم داعش الإرهابي في منطقة درعا البلد وسط المدينة.
ولفتت إلى أن "رفض المجموعات المسلحة بند خروج المسلحين ودخول وحدات الجيش وتفتيش الأحياء، يؤكد تلك المعلومات".
بينما تحدثت الصفحات المعارضة عن "حالة نزوح للأهالي من أحياء درعا البلد" وسط حالة من التخوف من عمل عسكري على المنطقة.
وذكر موقع "درعا 24" أن حالة التخوف تأتي وسط تعثر المفاوضات التي يبدو أنها لم تسفر عن نتائج يمكن أو توقف العمل العسكري، ووسط تزايد وطأة الحصار المفروض على المنطقة.
ووفقا للمرصد السوري لحقوق الانسان "يطالب النظام برفع العلم السوري المعترف به دوليا على أعالي المسجد العمري، والسيطرة الكاملة على درعا ونشر الحواجز في كامل المنطقة، إضافة لتهجير عدد من الأشخاص المطلوبين أو تسليم أنفسهم و سلاحهم، والخدمة الإلزامية لأبناء درعا".
وقال المرصد: "هدد وفد النظام السوري بتدمير درعا فوق رؤوس أهلها في حال رفض المطالب".
ودرعا المحافظة الوحيدة التي لم يخرج منها كل مقاتلي المعارضة بعد استعادة النظام السيطرة عليها عام 2018.
ووضع اتفاق تسوية رعته موسكو حدا للعمليات العسكرية بين قوات النظام والفصائل المعارضة.
ونص على أن تسلم الفصائل سلاحها الثقيل، لكن عددا كبيرا من عناصرها بقوا في مناطقهم على عكس ما حصل في مناطق أخرى استعادها النظام، واحتفظوا بأسلحة خفيفة، فيما لم تنتشر قوات النظام في كافة أنحاء المحافظة.
وتشهد المنطقة بين الحين والآخر توترات واشتباكات.