زاد الاردن الاخباري -
ناشدت منظمة الصحة العالمية الدول التي قررت اعطاء مواطنيها جرعات معززة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، وهي في جلها دول ثرية، الى الكف عن هذه الممارسة التي لم تثبت فعاليتها علميا، وبما يتيح توفير جرعات تحتاجها دول فقيرة بشدة.
وقررت إسرائيل وفرنسا وألمانيا والعديد من دول الشرق الأوسط بالفعل منح المعززات، فيما تفكر دول أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا، في خطط للقيام بذلك في أعقاب ظهور متحور دلتا شديد القابلية للانتقال.
ويقول مسؤولو الصحة العالمية إن (نظرية) إعطاء جرعات معززة للأشخاص الذين تلقوا بالفعل جرعتين من اللقاح لزيادة فعالية منع انتشار فيروس كورونا المستجد، غير مثبتة علميا.
وفي مناشدته، قال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن الدول الغنية أعطت حوالي 100 جرعة لقاحا لكل 100 شخص في المتوسط، في حين أن البلدان منخفضة الدخل- التي يعوقها نقص الإمدادات - قدمت حوالي 1.5 جرعة فقط لكل 100 شخص.
ودعت المنظمة مرارا وتكرارا الدول الغنية لبذل المزيد للمساعدة في تحسين الوصول إلى اللقاحات في العالم النامي.
وشددت على أنه "لا يوجد أحد في مأمن حتى يصبح الجميع آمنين"، لأنه كلما طال انتشار الفيروس التاجي على نطاق أوسع، زادت فرصة ظهور سلالات جديدة - وإطالة أمد أزمة عالمية في مكافحة الوباء.
ولا تملك المنظمة سلطة مطالبة الدول بالتصرف، وقد تجاهل العديد من البلدان في الماضي نداءاتها بشأن قضايا مثل التبرع باللقاحات، والحد من السفر عبر الحدود، واتخاذ خطوات لتعزيز إنتاج اللقاحات في البلدان النامية.
وأشار تيدروس إلى هدف منظمة الصحة العالمية الذي تم تحديده في وقت سابق من هذا العام لضمان حصول 10٪ من السكان في البلدان على لقاحات ضد فيروس كورونا.
وقال "وفقا لذلك، تدعو الصحة العالمية إلى وقف استخدام المعززات حتى نهاية سبتمبر على الأقل لتمكين ما لا يقل عن 10٪ من سكان كل بلد من التطعيم".
وركزت منظمة الصحة العالمية على توفير اللقاحات لكبار السن والعاملين في مجال الرعاية الصحية وغيرهم من السكان المستهدفين في العديد من البلدان قبل تنفيذ حملات الحقن التعزيزية.
من جانبه، قال الدكتور بروس أيلوارد، المستشار الخاص لمدير المنظمة، إن الطلب كان يتعلق بمناشدة البلدان التي تفكر في منح الجرعات المعززة من أجل "تعليق" مثل هذه السياسات حتى تتمكن بقية العالم من اللحاق بركب الحرب ضد الوباء.
وأضاف أيلوارد "كما رأينا من ظهور السلالة بعد السلالة، لا يمكننا الخروج منها (الأزمة) إلا إذا خرج العالم (كله) معًا. وفي ظل التفاوت الهائل في تغطية التطعيم، لن نتمكن ببساطة من تحقيق ذلك".
وأشارت الدكتورة كاثرين أوبراين، رئيسة اللقاحات في منظمة الصحة العالمية، إلى أن "عددًا محدودًا جدًا" من البلدان كانت تعطي جرعات معززة.
وكرر مسؤولو منظمة الصحة العالمية دعوتهم إلى "التضامن" العالمي للمساعدة في مكافحة جائحة فيروس كورونا، وناشدوا الدول الغنية والشركات لتقديم المساعدة.
وقال تيدروس "نحن بحاجة إلى تعاون الجميع، لا سيما البلدان والشركات التي تتحكم في الإمدادات العالمية من اللقاحات".
وناشد بشكل خاص مجموعة العشرين ذات النفوذ الاقتصادي الكبير، قائلا: "تلعب مجموعة العشرين دورًا قياديًا حيويًا باعتبارها البلدان التي تعد أكبر المنتجين وأكبر المستهلكين وأكبر المانحين للقاحات كوفيد-19".
وحث مجموعة العشرين، التي تترأسها إيطاليا حاليًا، على تقديم "التزامات ملموسة لدعم أهداف التطعيم العالمية".
وقال تيدروس: "ندعو كل شخص له تأثير - الرياضيون الأولمبيون والمستثمرون وقادة الأعمال والزعماء الدينيون وكل فرد في عائلاتهم ومجتمعهم - إلى دعم دعوتنا لوقف استخدام اللقطات المعززة حتى نهاية سبتمبر على الأقل".