زاد الاردن الاخباري -
أسفر انفجار وقع خارج سور منتجيع سياحي شهير في مدينة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة في وقت متأخر من ليل الجمعة، عن انهيار جزء من السور، في واقعة قال مركز حقوقي السبت، انها استهدفت منع المنتجع من إقامة حفل موسيقي "مختلط".
وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في بيان أن الانفجار استهدف منتجع "بيانكو" السياحي بمنطقة الواحة في بيت لاهيا، المملوك لرجل الأعمال سهيل السقا، والذي أنشئ حديثاً على شاطئ البحر.
واوضح المركز في بيان أن الاعتداء الذي وقع خارج سور المنتجع، ونفذ بوساطة "عبوة شديدة الانفجار"، جاء "بذريعة إقامة حفل غنائي مختلط"، وأسفر عن انهيار جزء من السور.
وندد البيان بشدة بالاعتداء الذي قال انه هدفه كان "ترهيب المواطنين"، مطالبا ب"اتخاذ المقتضى القانوني لكل من يثبت تورطه في هذا العمل الاجرامي".
وقال ان الشرطة التي تسيطر عليها حركة حماس "باشرت التحقيق في الحادث، وقامت بما يلزم من تحقيق ومتابعة فور وقوعه".
ونقل المركز عن مالك المنتجع سهيل السقا قوله ان "شخصاً، عرف عن نفسه، حضر في حوالي الساعة 7:30 مساء يوم الأربعاء الموافق 4/8/2021، للمنتجع، وطالب الموظفين بمنع حفل غنائي .. كان من المزمع إقامته مساء اليوم التالي".
وأضاف البيان انه جرى ابلاغ ذلك الشخص بان "إدارة المنتجع حصلت على تصريح من قبل وزارة الداخلية لإقامة الحفل، وإن كان لديه مشكلة فليتوجه إلى وزارة الداخلية".
وقال السقا، بحسب بيان المركز، أن "قوات الأمن، منذ لحظة التفجير حضرت للمكان، وباشرت بالتحقيق في الحادث، وتابعت مجريات الأحداث، أولاَ بأول، واعتقلت عدداً من المشتبه بهم".
ولفت البيان الى انه "بمجرد إعلان المنتجع، منذ أيام، عن موعد إقامة الحفل الغنائي.. بدأ عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بالتحريض على الحفل، وطالبوا بعدم إقامته، بحجة أنه حفل مختلط، وأنه يخالف العادات والدين، كما طالبوا بإغلاق المنتجع".
وقال ان "من بين هؤلاء، الشخص الذي حضر للمنتجع وطالب إدارته بمنع اقامته"، مضيفا ان الشخص ذاته قام بكتابة منشور في أعقاب التفجير "أكد خلاله أنه حذر من اقامة الحفل الغنائي".
وعبر المركز في البيان عن خشيته من أن "تستهدف حفلات أخرى من قبل مجهولين، لترهيب المواطنين بهدف منع إقامة حفلات مختلطة، وأن تتخذ مجموعات القانون باليد".
- "منكر" -
وكان عيسى مقداد، أحد قيادات السلفية بغزة، قال عبر صفحته على موقع (فيسبوك): "ذهبنا اليوم لمنتجع بيانكو من أجل إنكار المنكر قبل حدوثه حيث أن هذا المنتجع سيقيم غداً حفلا غنائيا مختلطا على شاطئ بحر بيت لاهيا حيث أننا توجهنا للمكان اليوم ورفض صاحب المنتجع التعاطي معنا وهو مصر على إقامة الحفل الغنائي".
وطالب الحكومة بإيقاف الحفل، قائلاً: "لذلك نطالب الحكومة بإيقاف هذا المنكر قبل وقوعه، وأطالب جميع الدعاة والمشايخ والغيورين إنكار هذا المنكر عبر. صفحاتهم وكتابة اسم المكان والتحذير منه لأن الرجل يعلن المنكر علنيا فعلينا الإنكار العلنى بعد رفضه الاستجابة لنا".
وتابع: "الرجاء الدخول على صفحة المنتجع والإنكار بحكمة موعظة حسنة حتى نبرأ إلى الله مما يصنع هؤلاء من فساد منظم على أرض الجهاد حيث أن هذا المكان لا يبتعد إلا مسافة قريبة على. بلادنا المحتلة فهكذا أصبحت ثغورنا، الرجاء من الجميع مشاركة المنشور حتى يصل لأقصى عدد ونكون سببا فى إغلاق باب الشر هذا".
- الفكر الظلامي والتكفيري -
ومن جانبها، أدانت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني بشدة الاعتداء الذي استهدف منتجع "بيانكو".
وقالت الجبهة، في بيان "إن هذا العمل المدان الهادف لزرع الخوف بين المواطنين حيث تم تفجير عبوة ناسفة في محيط المنتجع، أمر يدعو إلى محاسبة أصحاب الفكر الظلامي".
وإنتقدت جبهة النضال، سياسة التهاون واللامبالاة التي تتبعها الجهات المسؤولة في القطاع، إزاء انتشار ظاهرة التطرف والفكر الظلامي والتكفيري، داعيًا لمحاسبة من يعبث بالأمن الداخلي ويرهب المواطنين.
وطالبت جماهير الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية والمجتمعية إلى التوحد جميعاً من أجل حماية الجبهة الداخلية، ومواجهة كل المحاولات المشبوهة لنشر الفكر التكفيري واجتثاث ذلك.
كما أدانت الجبهة الشعبية إقدام "فئة ضالة" على استهداف منتجع "بيانكو" مؤكدة أن هذا الحادث يعيد للأذهان حوادث سابقة نفذها "أصحاب الفكر الظلامي".
وشددت الجبهة، في بيان لها، على أن التفجير في محيط المنتجع والذي جاء بعد ساعات من التحريض عليه من قبل بعض من أصابتهم "لوثة فكرية مؤشر يؤكد ضرورة مواجهة الأفكار المُنحرفة ومحاربتها والضرب بيد من حديد لكل من تُسول له نفسه التعدي على المواطنين وأمنهم وممتلكاتهم تحت أي ذريعة كانت".
ودعت لمعالجات وطنية تتصدى "للأفكار الظلامية التي تساهم في زعزعة الأمن والسلم المجتمعي خدمةً للعدو ومخططاته وعدوانه المستمر على غزة، داعية الحكومة والجهات المسؤولة لضرورة المعالجة الجذرية لهذه الممارسات وتوفير الحماية للأماكن العامة المستهدفة".