زاد الاردن الاخباري -
قالت صحيفة "الأيام" الفلسطينية الاربعاء، ان فصائل "المقاومة" في قطاع غزة، وعلى رأسها حركة حماس تدرس بشكل جدي "تسخين الحدود" مع اسرائيل في أعقاب إيقافها المحادثات التي تتوسط فيها مصر بهدف ترسيخ الهدنة وتخفيف الحصار عن القطاع.
ونقلت الصحيفة عن مصدر وصفته بانه "مطلع وموثوق في فصائل المقاومة" في قطاع غزة، قوله ان دراسة اللجوء الى هذه الخطوة تأتي "في ضوء الانقطاع والتوقف التام لجهود جميع الوسطاء وعدم استجابة الاحتلال لشروط المقاومة وغياب أي افق للمصالحة الداخلية ورفع الحصار وعملية إعادة الإعمار".
وأضاف المصدر ان "المقاومة تدرس خيار تسخين الحدود وعدم اقتصارها هذه المرة على إطلاق البالونات الحارقة والأدوات المشابهة، وإنما تثويرها على غرار ما يحصل على الحدود اللبنانية الإسرائيلية من مناوشات عسكرية شبه منتظمة بين (حزب الله) اللبناني وقوات الاحتلال".
وتابع مصدر الصحيفة أن "الاحتلال أدار ظهره لكل الوسطاء، وبدأ سلسلة واسعة من خطواته لتشديد الحصار والتراجع عن جملة من القرارات التي اتخذها سابقاً وكذلك مراوغته المتواصلة في موضوع إدخال المنحة المالية القطرية".
وكانت المحادثات تتمحور قبل توقفها على التوصل لاتفاق طويل لوقف إطلاق النار الذي تم التوصل اليه بعد جولة تصعيد في نيسان/ابريل الماضي استمرت 11 يوما، اضافة الى خطة لإعادة إعمار غزة، وإعادة أسرى ومفقودين إسرائيليين لدى حماس.
وتحتفظ "حماس" بأربعة إسرائيليين، بينهم جنديان أُسرا خلال الحرب على غزة صيف عام 2014 (دون الإفصاح عن مصيرهما أو وضعهما الصحي) والآخران دخلا غزة في ظروف غير واضحة خلال السنوات الماضية.
وتشترط إسرائيل إعادة مواطنيها الأربعة قبل انطلاق أي عملية لإعادة إعمار قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني، وتحاصره تل أبيب منذ صيف 2006.
وتفجرت موجة التصعيد في غزة بعدما قصفت حماس اسرائيل بوابل من الصواريخ ردا على الاعتداءات ال"وحشية" التي ترتكبها شرطة إسرائيل ومستوطنوها في المسجد الأقصى وحي "الشيخ جراح" بالقدس في محاولة لإخلاء 12 منزلا فلسطينيا وتسليمها لمستوطنين.
صواعق تفجير
وقال المتحدث باسم حماس حازم قاسم للصحفيين في غزة الثلاثاء، إن تراجع إسرائيل عن التسهيلات وإعمار غزة بمثابة عوامل "توتر حقيقية وصواعق تفجير يمكن أن تنفجر".
وأضاف أن قيادة حماس تتواصل مع مصر وقطر والأمم المتحدة للضغط على إسرائيل لتخفيف الحصار المفروض على القطاع.
وأشار قاسم إلى أن الأوضاع الميدانية في القطاع يمكن أن تنفجر مرة أخرى بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في ظل استمرارها بتشديد الحصار على القطاع، الذي يعاني أوضاعا اقتصادية واجتماعية صعبة.
وتأتي تصريحات قاسم تعقيبا على إعلان لجنة تنسيق البضائع في السلطة الفلسطينية الثلاثاء، عن تراجع إسرائيل عن السماح باستيراد وتصدير بعض السلع، وهي أجهزة موبايل وكمبيوتر وآلات طابعة وأجهزة تليفون وآلات موسيقية وأجهزة تسجيل كاميرات مراقبة ومواد أخرى الكترونية، من وإلى غزة بعد أن كانت أقرتها يوم الخميس الماضي.
قال مدير عام التجارة والمعابر بوزارة الاقتصاد في غزة، رامي أبو الريش، في بيان إن إسرائيل لم تسمح بإدخال البضائع وتصديرها عبر معبر كرم أبو سالم بشكل طبيعي، كما كان قبل العدوان الأخير على غزة.
من جهة أخرى، افاد المصدر الذي تحدث لـ"الأيام" بأن الأجهزة الأمنية في غزة تراقب تحركات نشطة "لجماعات مشبوهة مرتبطة بالاحتلال في غزة تحاول إثارة الفتن، وربما تنفيذ عمليات تخريب وترويع على غرار ما حدث قبل عدة أيام في منتجع بيانكو على شاطئ مدينة بيت لاهيا الذي تعرض سوره الخارجي لتفجير بعبوة ناسفة".
وأضاف أن الأجهزة الأمنية في غزة، اعتقلت عدد من المنتمين لهذه الجماعات، التي بدأت تنشط وتتحرك بالتزامن مع تشديد الاحتلال لحصاره على قطاع غزة وتدهور الأوضاع المادية والاقتصادية للمواطنين.
وقال إن فصائل المقاومة ستدعو لاجتماع مهم قريبا لتدارس الوضع ووضع الخطط اللازمة من أجل إفشال هذه المخططات التي تهدف إلى إرباك الوضع الداخلي، مشيرا إلى أن تراجع الاحتلال، مساء أول أمس، عن إدخال أصناف مهمة من المواد والسلع التي سمح بإدخالها قبل أسبوع يأتي في إطار دعم هذه الجماعات والأشخاص لضرب الاستقرار الداخلي في القطاع.