زاد الاردن الاخباري -
لاحظ دبلوماسيون غربيون وأمريكيون في ظل وزارة الخارجية في واشنطن على هامش الزيارة الأخيرة التي قام بها الملك عبد الله الثاني واستقبله خلالها الرئيس جو بايدن بأن العاهل الأردني امتدح في كواليس الزيارة ما أسماه بمظاهر الانفتاح الثقافي والاجتماعي في السعودية.
كانت تلك اشارة ملكية من الأردن تبدو منصفة في إيصال رسائل لا علاقة لها بالخشونة التي اعترت العلاقات الأردنية مؤخرا أو بمظاهر البرود التي اجتاحت العلاقات الثنائية طوال الأسابيع الماضية خصوصا بعد ما أشيع عن دور محتمل لجهات سعودية في إثارة ملف الفتنة الذي تسبّب بصدمة كبيرة في عمان.
العلاقات في محور الرياض عمان الآن لا تزال في حالة جمود لكنها تخضع لتحريك بسيط على خلفية مواقف ايجابية تجاه السعودية صدرت فيما يبدو عن القيادة الأردنية في واشنطن مؤخرا.
العاهل الأردني كان قد أجاب مباشرة على سؤال تقدّمت به “سي إن إن” وبصورة علنية حول وجود دور لدول مجاورة في الفتنة التي تصدّت لها مؤسسات بلادهم مؤخرا وعنونت بطموحات ولي العهد السابق الأمير حمزة بن الحسين.
عندها قال الملك بأن بعض الجهات الخارجية اعتقدت فعلا بأنها يمكن أن تغامر وتحاول التدخل في الشؤون الداخلية الأردنية.
لكن الإشارة الملكية الاردنية بقيت بدون توجيه اتهام من أي نوع لأي دولة مجاورة وقد كان الملك نفسه عندما تصدّر ملف الفتنة في بلاده قد أعلن في رسالة شهيرة بان الجزء المتعلق بدور لجهات خارجية أو دول مجاورة ستحدده معيار مصالح الدولة الاردنية وبالتالي الاردن بعد ملف الفتنة دخل في حالة الصمت المقصودة تماما بمعنى تجنب توجيه اي اتهام لاي دولة في الجوار عربية او غير عربية برعاية ما سمى بطموحات الامير حمزة او محاولات التدخل في الشؤون الداخلية.
ويبدو أن القيادة الاردنية تقدر وتقرر بانها ليست معنية ببقاء العلاقات بارده لوقت طويل مع الاشقاء في المملكة العربية السعودية خصوصا بعد الخدوش التي ظهرت على جدار العلاقة لعدة اسباب.
حصل ذلك بالدلالة إلى ما نُقل عن العاهل الأردني في الاشارة الى اهمية دعم الجميع لمشروع الانفتاح الثقافي والاجتماعي السعودي الحالي بمعنى التقدم برسالة ايجابية تجاه ولي العهد محمد بن سلمان وبرنامجه في تحديث الدولة والانفتاح الفني والثقافي والاجتماعي والتاسيس اردنيا على مقارنة هذا الانفتاح بدوره المحتمل والمهم كما قيل فعليا في الاجتماعات مع المسؤولين الامريكيين في التصدي للإرهاب والتطرف والتشدد.
تلك كانت رسالة من وراء ستارة الكواليس للجانب السعودي لكن لا يوجد اشارات تفيد بانها التقطت على نحو واضح ومحدد من جهة الرياض.
ولا يوجد بالمقابل إشارات يمكن أن تفيد بأن هذه الرسالة قد تُساهم في تنميط وإعادة ضخ الطاقة في علاقات اردنية باردة بوضوح بين الرياض وعمان وذلك البرود لا علاقة له فقط بملف الفتنة ومن يثار حول دور شخصيات أو جهات سعودية لأنه برود سبق عمليا على مستوى التنسيق السياسي والامني وعلى المستوى الاقتصادي بروز ملف الفتنة.
وإلى هنا تبقى العلاقات الأردنية السعودية في حالة عدم الاستقرار حاليا.
لكن مؤخرا برزت محاولات لإعادة استئناف التشاور وتفعيل وتنشيط حلقات الاتصال وسط أنباء تُفيد بأن وزير الخارجية السعودي زار عمان على الارجح وبدا حوار سياسي واقتصادي عن بُعد بين الجانبين لكن الاهم وهذا ما لاحظته أوساط امريكية وغربية ايضا بان السعودية اظهرت حماسا مفاجئا في المراحل السابقة للمساهمة في تمويل استثماري له علاقة بمشروع نقل ضخم عبر سكك حديد اقليمية داخل الاراضي الاردنية.
تلك ايضا اعتبرت بمثابة رسالة تحية على أمل التبادل والتضامن لاحقا لكن الأهم أن الجولة الأخيرة للعاهل الاردني في الولايات المتحدة الأمريكية وضعت الأردن في موقع متقدّم ومتصدّر في الحراك الإقليمي وهو وضع قد يدفع حسب المراقبين الجانب السعودي لإعادة الحديث والتواصل مع المؤسسات الاردنية على امل الاستفادة من خبراتها في إدارة العلاقات مع الإدارة الديمقراطية الجديدة برئاسة جو بايدن.الراي اليوم