أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
عشيرة المعايطة تؤكد إدانتها وتجريمها للاعتداء الإرهابي على رجال الأمن العام إصابات جراء سقوط صاروخ على مخيم طولكرم دورة تدريبية حول حق الحصول على المعلومات في عجلون خطة لإنشاء مدينة ترفيهية ونزل بيئي في عجلون بلدية اربد: تضرر 100 بسطة و50 محلا في حريق سوق البالة وزارة الصحة اللبنانية: 3754 شهيدا منذ بدء العدوان الإسرائيلي الحمل الكهربائي يسجل 3625 ميجا واط مساء اليوم دائرة الضريبة تواصل استقبال طلبات التسوية والمصالحة الأمير علي لـ السلامي: لكم مني كل الدعم غارتان إسرائيليتان على ضاحية بيروت الجنوبية بعد إنذار بالإخلاء رئيس مجلس النواب يزور مصابي الأمن في حادثة الرابية الأردن .. تعديلات صارمة في قانون الكهرباء 2024 لمكافحة سرقة الكهرباء طهران: إيران تجهز للرد على إسرائيل مصابو الرابية: مكاننا الميدان وحاضرون له كوب29": اتفاق على تخصيص 300 مليار دولار لمجابهة آثار التغيرات المناخية بالدول الأكثر فقرا بوريل: الحل الوحيد في لبنان وقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701 طقس الاثنين .. انخفاض ملحوظ على درجات الحرارة وأمطار غزيرة مستوطنون يهاجمون تجمع العراعرة البدوي شرق دوما وفاة ثلاثينية إثر تعرضها لإطلاق نار على يد عمها في منطقة كريمة تفويض مدراء التربية بتعطيل المدارس اذا اقتضت الحاجة
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة العناني يكتب : كيفية الوصول إلى المناصب

العناني يكتب : كيفية الوصول إلى المناصب

العناني يكتب : كيفية الوصول إلى المناصب

15-08-2021 05:20 AM

زاد الاردن الاخباري -

كتب : الدكتور جواد العناني - حول حكومة د.عبد السلام المجالي الاولى، والتي استمرت من نهاية شهر أيار عام 1993و حتى نهاية عام 1994، حيث عملت لمدة سنة وسبعة أشهر.

وقد كان واضحًا أن أمام الحكومة قضيتين أساسيتين؛ الاولى هي اتمام عملية السلام، والثانية النهوض بالاقتصاد الاردني،
والذي كان ما يزال يعاني من ارتفاع نسبة المديونية.

وآثار انخفاض الدينار مقابل الدولار في بدايات عام 1989 ،ومن المقاطعة المفروضة ضد العراق، ومن غضب أهل الخليج من موقف الاردن بعدم المشاركة في التحالف ضد العراق عام 1991.

ولقد بذلت الحكومة، وبخاصة وزير المالية آنذاك سامي قموه، جهودًا حثيثة من أجل إعادة تخفيض المديونية وتخفيض قيمة الديون واستبدالها برأسمال أردني أو ما يسمى بالانجليزية )Swaps Equity Debt ،) وساعدنا دخولنا إلى مفاوضات السلام تدريجيًا في انفراج علاقاتنا مع دول تحب الاردن مثل الاتحاد الاوروبي ) خاصة ألمانيا (، واليابان, وكذلك بدأت الولايات المتحدة في تفهم الموقف.

وقد بذل الأردن جهودًا كبيرة في ذلك الاتجاه. علمًا أن السفن الحربية الأميركية كانت واستمرت في تفتيش السفن المتوجهة إلى العقبة، والطلب منها أن تكون حمولتها أقل من المعتاد حتى تسهل عملية التفتيش.

وقد أدى هذا الامر إلى رفع تكلفة الشحن والتأمين على المستوردات الاردنية..

وقد تسربت الشائعات في منتصف عام 1993 أن منظمة التحرير الفلسطينية بدأت في التفاوض مع وفد إسرائيلي في أوسلو، بترتيبات من وزير الخارجية النرويجي ومدير مكتبة »لارسون«.. وقد تبين أن أستأذًا بجامعة تل ابيب اسمه »يآئير هيرشفيلد« قد كان أحد المرتبين لهذه المفاوضات مع رئيس الوفد الفلسطيني آنذاك السيد أحمد قريع.. ولما تسربت الاخبار جاءت ردة الفعل الاردنية مستنكرة لما جرى، ولكن جلالة الملك الحسين أصدر تصريحًا في اليوم التالي على انتشار الخبر يؤكد فيه حق الفلسطينيين في التفاوض من أجل الحصول على حقوقهم المشروعة وإقامة دولتهم المستقلة، ما ساهم في ترطيب الاجواء..

وقد ترأس وفد الاردن إلى المفاوضات آنذاك بدًال من الدكتور عبدالسلام المجالي الدكتور فايز الطراونة، والذي عين أيضا سفيرًا للاردن في واشنطن.

وقد تغيرت تركيبة الوفد المفاوض ودخل إليها عناصر جديدة، مثل د.إبراهيم بدران، الدكتور هاني الملقى، د.دريد المحاسنة وغيرهم من الشباب آنذاك.

أما أنا فقد أصبحت المنسق العام لعملية السلام.. وقد اخترت خمسة أشخاص لكي يعاونوني في المهام الكثيرة التي كنت أضطلع بها.

وكان هؤلاء هم الدكتور باسم عوض الله الذي عين في الرئاسة مستشارا من قبل المرحوم سيادة الشريف زيد بن شاكر، وكذلك السيد عبدالله العدوان، والسيد محمد العساف، والسيد سند الزبن، وأخيرا وليس آخرًا السيد محمد الحديد.

وقد وجدت منهم جميعًا آنذاك رغبة دافقة للعمل لانني قلت لهم في البداية » يا أخوان علينا شغل كثير.

وأنا يمكن أطلب منكم الكثير. وإذا زعلت على واحد فيكم ما يواخذني ويقول هذا قاعد بتفلسف علينا، لانني لا أعرف كثيرًا عن العائلات وما بدي ازعل أهلكم وأنا أريدكم أن تقوموا بعملكم على أحسن وجه حتى لا يسألني حدا ليش أنا بزعل أبناء العائلات «، علمًا أنني كنت أعرف كل واحدًا منهم أصًلا وفصًلا.

وقد كان الشباب يأتون دومًا قبلي إلى الدوام ولا يغادرون مهما تأخرت إلا بعد أن أغادر..

وأعتقد أن السبب هو إنني جعلت احترامي لهم مرتبطًا بإنجازهم للعمل وليس مرتبطًا بنسبه أو عزوته أو عشيرته.

وبعد إعلان الاتفاق على أجندات المفاوضات في شهر ايلول (سبتمبر) عام 1993 بين كل من الأردن وإسرائيل أولا.

ثم في اليوم التالي بين المنظمة وإسرائيل، لاحظنا أن الحماس للتفاوض مع الاردن قد فتر، وأن الوفد الاسرائيلي يخلق مشكلات ليست مبررة ولا مقنعة.

واستمر الحال حتى شهر آذار من عام 1994 حين أفقت على هاتف بعد منتصف الليل من الديوان الملكي العامر. وبادرني السيد على شكري المرافق الخاص لجلالته بالقول »آسف على مكالمتك في هذه الساعة المتأخرة ولكن سيدنا يريدك أن تحضر إلى قصر جلالته »فتساءلت »الآن أم صباحًا«. فقال ضاحكًا « يعني بده اياك قبل عشر دقائق«.

ولم أدر كيف بدلت ملابس النوم ببدلة ولا كيف وصلت إلى القصور الملكية ولما دخلت فوجئت بالمغفور له بإذن الله يهبط من الدرج نحو الطابق الارضي ويقول لي »أزعجناك« فاطرقت خجلا وجلس وقال لي أريدك أن تسافر إلى واشنطن، وتعمل جهدك لتحريك التفاوض.

ولما سألت جلالته عن توجيهاته إلي قال لقد أصدرتها، وعليك الباقي.

ولما وصلت واشنطن، أصر د. فايز الطراونة أن انزل في منزل السفير. وذهبت في اليوم التالي إلى وزارة الخارجية، وتحادثت مع دينس روس واقنعته أن خير وسيلة للخروج من مأزق المفاوضات هو أن تقوم إسرائيل بابداء استعدادها لارجاع الاراضي المحتلة الاردنية وحصته في المياه، مقابل أن يعلن الاردن استعداده لانشاء علاقات دبلوماسية وسياسية مع إسرائيل.

واتصل دينس روس مع وزير الخارجية »وارن كرسيتوفر« الذي استقبلني على جناح السرعة وشرحت له موقفي.

واتفق ليلتها على أن أسافر إلى باريس للالتقاء في السفارة الاميركية هنالك مع شمعون بيريز، بعدما وافق كل من جلالة الملك الحسين واسحاق رابين على الاعلان المتزامن من كلا البلدين..

وعدت إلى عمان، واستقبلني جلالة الملك وشرحت له ما جرى، وكان باديًا عليه الرضا.

وانتقلت بعد الظهر للقاء سمو الامير الحسن بن طلال والذي أطلعته على ما جرى بحضور دولة الرئيس عبد السلام المجالي..
وبدأت بعدها المفاوضات في التحرك.

وسافرنا مرتين في معية صاحب الجلاله إلى واشنطن واحدة في شهر حزيران 1994 ،وتلتها رحلة أخرى في شهر تموز.

حيث أتفق على إعلان واشنطن. وألقى كل من جلالة الملك ورئيس الوزراء اسحق رابين خطابًا أمام الجلسة المشتركة للكونغرس الاميركي حيث لم أر تصفيقًا متكررًا وطويًلا في ذلك المكان إلى أن ألقى جلالة الملك عبدالله الثاني خطابه أمام الجلسة المشتركة للكونغرس أيام الرئيس أوباما وبعد ذلك بأكثر من (12 )سنة.

وقد بدأ واضحا بعد تلك الزيارة أن السلام بين الاردن وإسرائيل قد صار قاب قوسين أو أدنى. وأن القضية ليست إلا قضية وقت.

أما على المستوى الداخلي، فإن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وافقا مع الفريق الاقتصادي للحكومة على فكرة إصدار قانون ضريبة المبيعات (قانون القيمة المضافة) ولم تكن أي جهة في الاردن مؤيدة لذلك القانون سواء كانت النقابات أم المستهلكين، أم البائعين، أم أعضاء مجلس الامة آنذاك، وقد كان اكثر المعلقين والمتحدثين ضد مشروع القانون في حينه هو المهندس ليث شبيلات، والذي عمل أيضا رئيسًا لنقابة المهندسين، وعضوًا بارزًا في مجلس النواب منذ عام 1984 .وقد كان يتمتع حينها بشعبية كبيرة.

فقررت بصفتي وزيرًا للاعلام، أن أسلط الضوء على تصريحات الاخ ليث وأعطيها الاهمية الاعلامية المضخمة.

ولذلك صار هو البطل غير المتوج للمعارضة ضد القانون. واتصلت به لاسأله لماذا يعارض القانون فأبدى أسبابه.

فقلت له بقصد التحدي ولكنك لا تعرف بالاقتصاد كثيرًا. فقال »أنا أعرف اكثر منك«.

وانتهى المطاف بأنني كتبت (12 ) سؤاًلا طلبت من المذيع أن يسألها للسيد ليث شبيلات حسب الترتيب المكتوبة فيه.

وكان آخر سؤال فيها »لماذا قامت نقابة المهندسين برفع نسبة الرسوم التي تأخذها على إجازة تصميمات الابنية علمًا أن النقابة لم تقدم مقابل هذا الرفع شيئًا؟ ثم طلبت من المذيع السيد أمجد أبده أن يوجه نفس الاسئلة إلى الراحل د. فهد الفانك وقلت له إن ينشر الاجابات من قبل الاثنين سؤاًلا سؤاًلا.

وُيثبت كامل إجابتيهما على كل سؤال بدون حذف. ولما أذاع التلفزيون الاردني إعلانًا عن الندوة، اتصل بي السيد ليث شبيلات ساخطًا، فقلت له أنا لم اخالف اتفاقنا، بل احترمته.

فقال ولكنك لم تقل لي إن الاسئلة ستعرض على احد غيري. فقلت له »ولماذا تخشى من ذلك، أنت طلبت مني أن انشر كل ما تقوله بدون حذف أو تغيير« وأنا احترمت ذلك.

وطلب أن ارسل له شريطًا عن اللقاء الكامل الذي سيبث. وبعد أن رآه أبلغني أنه ال يمانع في نشر الحلقة.

وبعدها فاز القانون بأغلبية الاصوات وصدر عام 1994.

وفي شهر أكتوبر، ُكلف الامير الحسن بن طلال من قبل جلالة الملك الحسين أن يستضيف الجولة الاخيرة من المفاوضات في منزله في العقبة.

وقد كان حاضرًا من الاردن كل من السيد عون الخصاونة، ود. منذ حدادين، والمرحوم تحسين باشا شردم، وآخرون.

وقد استطاع الوفدان أن ينجزا معظم النقاط بينما بقيت نقطتان لم يبت فيهما بشكل نهائي وهو ترسيم الحدود خاصة في مناطق نهر الاردن، والثانية إنجاز ملاحق الاتفاق حول المياه. وقد كنت مع الوفدين ارقب دون التدخل حتى أدع للمفاوضين حرية الابداع.

وفي مساء يوم 26/10 ..جاء رابين وبيريز وقائد الجيش الاسرائيلي إيهود باراك، ورئيس الوفد الياكيم روبنشتاين، وغيرهم. وعقدت مفاوضات برئاسة جلالة الملك. وعضوية د. عبد السلام المجالي، وأنا، ود.فايز الطراونة، ووزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء طلال الحسن.

وبقينا نعمل طوال الليل حتى يتمكن الوفدان من الاتفاق على النقاط الاخيرة. وجلس الوفدان حوالي الساعة الثالثة صباحًا لعقد جلسة ختامية.

وسأل رئيس الوزراء الاسرائيلي جلالته قائًلا »أنت يا جلالة الملك حصلت على أرضك ومائك ورسمت حدودك وحافظت على دورك في القدس، وضمنت الامان لدولتك المستقلة ولكن ماذا سأخذ أنا معي إلى شعبي غير السلام؟ »فقال له جلالة الملك »وما الذي تريده؟

« فقال رابين »ولماذا لا نوقع اتفاقية تجارة حرة بين البلدين«. ونظر جلالته إلي وقال »ما رأيك يا أبا أحمد«.. وشعرت بمسؤولية عظيمة، الرفض فورًا مني قد يقلب الاوراق كلها.

فقلت يا سيدي الفكرة جميلة، ولكن توقيع هذا الاتفاق يحتاج إلى المفاوضات وترتيبات، وأنا أرى أن ادراج بند كهذا في المعاهدة سيعطي كثيرًا من الدول العربية ذريعة لمقاطعة الاردن اقتصاديا حتى ولو كان بعضهم لا يحترم شروط المقاطعة كلها.

ولذلك أنا أقترح أن نرسل للضفة بضائع بقيمة (500 )مليون دولار، وأن نرسل لاسرائيل بضائع بنفس القيمة وهم يصدرون لنا في البداية بضائع بقيمة (300 ) مليون دولار.

فقال شمعون بيريز »ولكن هذا يفتح علينا صندوق »باندورا« وهي الفتاة الواردة في الخرافات اليونانية والتي قيل لها أن تفتح كل الصناديق إلا صندوقًا صغيرًا ولكنها لما عجزت عن مقاومة فضولها فتحت الصندوق الصغير الذي كان فيه شرور العالم كلها.

ولما غيرت الارقام أعاد بيريز نفس الجملة.

ولما كررها عدة مرات قلت له »ما دمت مغرمًا بالاقتباس من الخرافات اليونانية، أنت تتهمني أنني افتح صندوق مشاكل بمقترحاتي، ولكنك أنت تريد أن تجلسني على سرير »بروكريتس«، واحمر وجه رابين، واضطرب المكان، واستأذن جلالته أن نستريح لربع ساعة.

أما »بروكريتس« فقد كان قاطع طريق، يضع المسافرين في سرير له، فإذا كانو أطول من السرير، نشر القسم الزائد من أجسامهم، وإن كانوا أقصر شدهم ومزقهم حتى يمتدوا إلى طول السرير«. أي أنه لا يقبل إلا بمقياس واحد.

ونظر إلي جلالة الملك الذي اقتادني مع د. فايز الطراونة إلى غرفة مجاورة وقال لي »أنا متألم جدًا لم أكن أريد للامور أن تسير على هذه الشاكلة، فقلت له يا سيدي »ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنُتُم الاعلون إن كنتم مؤمنين إن يمَسسُكم قرٌح فقد مَّس القوَم قرٌح مثُلُه وتلك الَّايام نداولها بين الَّناس وليعلم الّله الذين آمنوا ويَّتخذ منكم شهداء والّله لا ُيحُّب الَّظالمين» والله إنك لملك عادل.

ونظر إلي مبتسمًا وقد عادت الطمأنينة إلى وجهه، ورأيت ردة فعل جلالته مرسومة على وجه د. فايز الطراونة رضًا وسعادة أن سيدنا راض عنا..









تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع