كتب ماجد القرعان - لست هنا بصدد الدفاع عن القرار الحكومي الذي يقضي باعادة ترسيم حدود محمية ضانا " محمية الكنوز" لإقتطاع ما مساحته 70 كم من المساحة الكلية للمحمية البالغة 300 كم وفق ما ذكرته الأمينة العامة لوزارة الطاقة والثروة المعدنية أماني العزام والمفترض ان اتخاذ هذا القرار قد تم في ضوء دراسات فنية أكدت وجود احتياطي كبير كانت قد قدرته الجهة المختصة بأكثرمن 45 مليون طن تُقدر قيمتها السوقية بنحو 11 مليار دولار الى جانب وجود دراسة جدوى اقتصادية تٌشجع على البدء بالاستثمار .
والأمر هنا لن يتوقف عند استثمار هذا الكم الكبير من معدن النحاس بل سيمتد الى دراسة جدوى استخراج خام الذهب من منطقة ابو خشيبة المحاذية لأرض المحمية لكن ومع أهمية استثمار المعدنيين وغيرهما من المعادن التي تشتهر بها المنطقة كالجرانيت الذي يضاهي الجرانيت الإيطالي وكذلك الحجر الجيري وغيرها من الثروات المعدنية حيث تشير الدراسات الى امكانية خلق اكثر من ألف فرصة عمل مباشرة وأكثر من الفي فرصة غير مباشرة في المنطقة التي تُعد بأمس الحاجة لذلك لأحداث نقلة تنموية في افقر مناطق المملكة باستثمار احتياطي النحاس فقط فمن الضروري ان يسبق الاستثمار دراسة الأثر البيئي لمشروع التنقيب سواء في منطقة فينان أو منطقة خربة النحاس التي اشتهرت بانها اكثر مصدر لهذا المعدن في العصر الروماني والشاهد على ذلك المناجم القديمة المنتشرة في الأرجاء .
ميزة محمية الكنوز انها لا تقتصر على الثروات المعدنية العديدة التي تكتنزها ولم يتم استثمارها لغاية الآن فهنالك الطبيعة الخلابة التي قل مثيلها في العالم ولا ننكر ان من حق الجمعية الملكية لحماية الطبيعة ان تبدى تخوفها من تعدين ما تكتنزه من ثروات لكن وبالمقابل كان عليها ان خطت خطوات عديدة وكثيرة لافادة المجتمعات المحيطة من القيمة الطبيعية والسياحية والذي يتمثل بالسماح باقامة مشاريع سياحية غير تقليدية تحتاجها المنطقة والتي تُعد من أفضل مناطق المملكة لوجود تلفريك فيها حيث عارضت ادارة المحمية ذلك دون مبرر مقنع والذي بإقامته سيدفع المستثمرين الى اقامة العديد من المنشأت السياحية التي يحتاجها زوارها وهو أمر لا يتناقض مع حماية الطبيعة اذا ما تم وضع اسس وشروط خاصة وبتقديري ان ما نفذته الجميعة من مشاريع هي بالحد الأدنى الذي وفر عشرات فرص العمل فقط برواتب وامتيازات متدنية .
ضانا كنز كبير وحلم ابناء المنطقة بمشاريع تُغير من أحوالهم الى أحوال افضل يستحقونها وهم الذين كانوا رأس الحربة ايام الثورة العربية الكبرى وتأسيس الأمارة ومن ثم نشأة المملكة الاردنية الهاشمية ورغم ضيق اليد وقلة الحيلة ما زالوا على عهد الأباء والاجداد جاهزون لتقديم الغالي والنفيس لتستمر مسيرة الاردن الخالدة .