زاد الاردن الاخباري -
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان جولة ثانية من المفاوضات الرامية لنزع فتيل التوتر بين الحكومة والاهالي في محافظة درعا جنوبي البلاد قد انتهت الاربعاء، دون التوصل الى اتفاق، فيما أسفر قصف متبادل بين القوات التركية والاكراد شمالي البلاد عن مقتل خمسة اشخاص على الاقل.
ومنذ ازيد من شهرن تشهد محافظة درعا مفاوضات مكوكية تتوسط فيها روسيا، لم تفض حتى الآن إلى أي حل أو اتفاق لإنهاء حالة التصعيد التي فرضتها القوات الحكومية على "أحياء البلد"، وآلاف العائلات الموجودة فيها.
وتجري المفاوضات بين اللجنة الأمنية الممثلة عن الحكومة من جهة، وممثلي اللجان المركزية التي تضم وجهاء عشائر وشخصيات محلية من جهة أخرى، وذلك على أساس خطة روسية مقترحة لانهاء التوتر.
وقال المرصد ان القوات الحكومية استقدمت تعزيزات عسكرية إلى ريف درعا الغربي، حيث تمركزت في تل السمن وقرية الطيرة شمال مدينة طفس.
واضاف ان القوات الحكومية استولت كذلك على منازل وحولتها إلى نقاط عسكرية، ونشرت قواتها عند “حاجز العنفة” قرب تل السمن في ريف درعا الغربي، وعند جسر بلدة قرفا وفوق جسر بلدة نامر، وعززت الحاجزين بعربات مصفحة وأسلحة ثقيلة، تزامنًا مع انتشارها على الأتوستراد الدولي من جسر مدينة ازرع باتجاه بلدة أم المياذن في ريف المحافظة الشرقي.
وفي تصريحات أدلى بها الاثنين، لقناة "الحدث"، تحدث مدير "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، رامي عبد الرحمن، عما وصفه بـ"صراع الأجنحة" داخل النظام السوري، وقال إنه يدور ما بين روسيا وإيران، ويتمحور حول عملية درعا العسكرية.
وأضاف عبد الرحمن أن "المخابرات الجوية والفرقة الرابعة المقربة من إيران تعيق التوصل لاتفاق دائم في درعا، أما روسيا والمخابرات العسكرية فلا ترغبان باستمرار التوتر في المحافظة".
وعلى الطرف الآخر هناك اتهامات يوجهها الجانب الحكومية السوري للجان المركزية في درعا، ويقول إنها المسؤولة عن عرقلة المفاوضات، بعد رفض جميع شروطه.
ومن بين الشروط تسليم المطلوبين أمنيا في درعا البلد، وكامل السلاح الخفيف والمتوسط الموجود بيد الأهالي، على أن يتم فيما بعد نشر نقاط عسكرية وأمنية.
وتعيش العائلات في أحياء درعا البلد، التي يبلغ عددها 11 ألف عائلة ظروفا معيشية صعبة، بحسب ما أشارت إليه الأمم المتحدة في تقرير صدر في 30 يوليو، قالت فيه إن ما يشهده الجنوب السوري في الوقت الحالي أدى إلى سقوط مدنيين ونزوح آلاف الأشخاص من المنطقة.
وتجد العائلات صعوبة في الحصول على المواد التموينية بسبب الحصار المفروض عليها منذ قرابة 45 يوما، وتتعرض بين الفترة والأخرى لقصف بالدبابات وبالرشاشات الثقيلة يهدد حياة أفرادها، مصدره قوات "الفرقة الرابعة"، وفق ما يقول ناشطون وصحفيون من الجنوب السوري.
قصف تركي كردي
الى ذلك، قال المرصد السوري ان ثلاثة اشخاص قتلوا واصيب عدد آخر جراء قصف صاروخي شنته قوات سوريا الديمقراطية على مدينة عفرين ومحيطها، تزامنًا مع استمرار القصف التركي على مواقع هذه القوات في ريف حلب الشمالي.
وبحسب قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد والمدعومة من الولايات المتحدة، قصفت القوات التركية والمقاتلون السوريون المدعومون من أنقرة منطقة أبو راسين، ما أسفر عن مقتل امرأة وطفل وإصابة 15 شخصا.
وكانت عدة انفجارات قد دوت في مدينة عفرين الخاضعة لنفوذ القوات التركية والفصائل الموالية لها الاربعاء، نتيجة قذائف صاروخية سقطت عند طريق المازوت وشارع الفيلات في المدينة بحسب المرصد.
وقصفت القوات التركية المتمركزة في قواعدها العسكرية بريف حلب، بعشرات القذائف كل من مطار منغ العسكري ومحور مرعناز ضمن مناطق انتشار القوات الكردية في ريف حلب الشمالي.
وسيطرت تركيا وحلفاؤها من المقاتلين السوريين على عفرين في 2018 في عملية عسكرية طردت مقاتلين أكراد محليين وشردت آلاف السكان الأكراد.
وصفت تركيا المقاتلين الأكراد السوريين بأنهم إرهابيون، وقالت إنهم متحالفون مع المتمردين الأكراد داخل تركيا.